أخبار عاجلة

مرحلة البناء لدولة جديدة

مرحلة البناء لدولة جديدة
مرحلة البناء لدولة جديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى حياة الشعوب مراحل للبناء، تنتقل فيها حياة الناس من مرحلة قديمة اعتادوا عليها، إلى مرحلة جديدة تختلف كثيراً عما ألفه الناس. فى كل مرحلة لبناء كبير فى كل المجالات قد تقع اختلافات فى وجهات النظر وقد يشتد الجدل بين مزايا القديم وجدوى الجديد.

والمرحلة التى تشهدها مصر حاليا أشبه ما تكون بالمراحل البنائية الكبرى التى شهدتها مصر فى تاريخها الحديث مع مجىء محمد على باشا الكبير سنة ١٨٠٥، وفى تاريخها المعاصر منذ ثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢.

مرحلة محمد على باشا كانت مرحلة بناء مصر الحديثة بعد قرون من التخلف كانت مصر فيها قابعة تحت حكم الدولة العثمانية. جاء محمد على وأحدث نهضة كبيرة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية المصرية، وقام ببناء جيش قوي، نافس جيوش كبرى فى المنطقة وتفوق عليها، وأنشأ مشروعات زراعية وصناعية عظيمة، وأقام مدارس للتعليم العام، ومدارس عليا (كليات) للهندسة (المهندس خانة) والطب وأرسل البعثات إلى الخارج، فكانت مرحلة بناء كبرى نقلت مصر من دولة بائسة الى دولة حديثة.

مرحلة البناء الكبرى الثانية فى العصر المعاصر قادها الزعيم جمال عبد الناصر، بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية سنة ١٩٥٦. عبد الناصر شرع فى بناء دولة عصرية حديثة، ونجح فى إحداث أكبر تغيير فى الحياة الاجتماعية المصرية، وجعل التعليم متاحاً للجميع، وأنشأ الجامعات والسد العالي، وأحدث نهضة كبرى فى الزراعة والصناعة.

ولما كانت نهضة مصر وتأثيرها فى منطقة الشرق الأوسط، تتعارض مع مصالح القوى الخارجية، فقد واجه كل من محمد على وجمال عبد الناصر مؤمرات لا تنتهى بغرض إضعاف مصر وحصرها فى حدودها  الأقليمية.

الحقبة الحالية (٢٠١٥-٢٠٢٥) هى مرحلة البناء الثالثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتشهد نفس التحديات التى واجهها كل من محمد على وجمال عبد الناصر. الدولة التى ورثتها الإدارة الحالية كانت تعانى من إهمال كبير فى التعليم والصحة والطرق والخدمات العامة. كلنا نتذكر حال المدارس والمستشفيات الحكومية والجامعات والطرق، خاصةً فى الصعيد ومحافظات الدلتا. فبناء دولة عصرية حديثة احتاج إلى أموال طائلة عجزت موازنة الدولة عن الوفاء بها، وتطلب ذلك الاقتراض من الخارج، (وهذا تحد آخر كبير يتطلب المزيد من العمل للتغلب عليه بعد أن أصبحت خدمة الدين تبتلع الجزء الأكبر من موازنة الدولة).

ما قامت به الإدارة الحالية من نهضة عظيمة فى إنشاء المدن الجديدة والجامعات الجديدة والطرق الحديثة أحدثت نقلة نوعية فى حياة المصريين، ولكن، علينا ألا ننسى أن هناك الكثير من القديم المتهالك الذى ما زال يحتاج إلى التحديث. الطرق القديمة بين المحافظات ما زالت بحالة سيئة وتحتاج إلى التحديث، والأبنية القديمة والعشوائيات ما زالت تفتقر إلى معايير الأمن والسلامة وتحتاج إلى تحديث، والمدارس والجامعات القديمة ما زالت بحالة سيئة وتحتاج إلى التحديث، وكل ذلك يحتاج إلى أموال كثيرة ومجهودات كبيرة ورغبة أكيدة فى التطوير والتحديث. مرحلة البناء الكبيرة فى كل المجالات تنقلنا من القديم إلى الجديد وعلينا أن نتقبل تداعيات المرحلة الانتقالية وما قد ينتج عنها من حوادث مروعة تدمى القلوب مثل حادث الطريق الإقليمى الدائرى وحريق سنترال رمسيس وانهيار المبانى القديمة على رؤوس ساكنيها.

علينا أن ندرك أننا ما زلنا نمر بمرحلة انتقالية عظيمة، وأن هناك الكثير من القديم المتهالك، ويجب أن نكثف الجهود لكى نجعله آمناً. وعلينا أن نسرع من وتيرة تحديث المنشآت الحيوية لكى نتجنب المزيد من الخسائر.

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.

*رئيس جامعة حورس

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد ومكان صلاة جنازة المخرج سامح عبد العزيز
التالى أسعار الحديد والأسمنت اليوم الخميس 10 يوليو 2025