أخبار عاجلة
إسرائيل تواصل إخلاء المستوطنات البدوية في النقب -
لماذا هرب نتنياهو من المحكمة.. .اعرف السبب -
وزير الصناعة: 11 ألف مصنع متعثر في مصر -

فنون وطقوس لا تجدها إلا في المملكة المغربية

فنون وطقوس لا تجدها إلا في المملكة المغربية
فنون وطقوس لا تجدها إلا في المملكة المغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يتميز المغرب بثراء ثقافي استثنائي يتجلى في تنوع طقوسه وعاداته وفنونه الأصيلة،  فمن طقوس الحمام المغربي الشهيرة، إلى الأعراس، والأعياد، والمناسبات الخاصة، وصولا إلى المنتجات المحلية التي تعكس مهارة الحرفيين وعراقة التقاليد.

 إلى جانب هذه التقاليد المعروفة، يزخر المغرب بفنون وطقوس فريدة، أقل شهرة، لكنها لا تقل جمالا وأصالة، وتستحق تسليط الضوء عليها لما تحمله من رموز ثقافية وروحية تعبر عن هوية مغربية متجذرة عبر الأزمان.

التبوريدة، فن من فنون الفروسية التقليدية، سُجل تراثا مغربيا ثقافيا لاماديا، يعد من الفنون الرياضية والفلكلورية التي تلقي استحسان المغاربة والعالم أيضا في كثير من المناسبات والحفلات والمهرجانات لما تحمله من دلالات تاريخية ورموز تراثية عميقة.

يؤدي فن التبوريدة من 11 إلى 15 فارسا يصطفون على خط انطلاق واحد، ويترأسهم "المقدم" الذي يتخذ مكانه في وسط الفرقة، وينسق حركات الفرسان والخيل معا مع ترديد عبارات مختلفة، ثم يطلقون نيران بنادقهم في اتجاه السماء أو في اتجاه الأرض حسب إشارة "المقدم"، وكلما كانت الطلقة منسجمة وموحدة كلما زاد التصفيق والزغاريد.

كان فن التبوريدة يقتصر على الرجال لعصور عديدة، لكن في مطلع سنة 2003، قررت مجموعة من الفتيات تجاوز المألوف، وتشكيل طليعة من الفارسات أطلق عليهن اسم"فنتازيا"، وصرن يقدمن استعراضات على امتداد ربوع البلاد.

يحمل يوم الجمعة طابعا مميزا في المغرب، يجمع بين الروحانية والهوية الثقافية، يتجه فيه المغاربة إلى المساجد وهم يرتدون الملابس التقليدية كالجلباب المغربي والبلغة الجلدية، وبعد الصلاة، تنتقل الطقوس إلى البيت، ويكون الكسكس الغذاء المميز والموحد في كل البيوت المغربية، هذا الطبق ليس مجرد طعام بل هو طقس اجتماعي متجذر في الوجدان المغربي، غالبا ما يتكون من الخضروات واللحم، ويقدم في "القسرية" كما تسمى في المغرب، وهي "القصعة" الكبيرة المصنوعة من الطين أو الخشب، ويلتف حولها أفراد الأسرة في مشهد جماعي يعكس قيم التضامن والمودة.

يُعد كرم الضيافة أحد أبرز سمات الهوية المغربية، وتُجسّد أرقى صوره في الاستقبال التقليدي بالتمر والحليب، فما إن تطأ قدم الضيف عتبة البيت حتى يُستقبل بأفخر أنواع التمر المنسم بماء الزهر المقطر، تُشق التمرة من المنتصف وتُنزع نواتها، ثم تُحشى باللوز أو الجوز وتُرتب بعناية في صحن كبير على شكل هرم أو قبة، إلى جانب كؤوس الحليب البارد، فيأخذ الضيف تمرة يتبعها برشفة من الحليب، في تعبير رفيع عن الفرح والاحتفاء بقدومه.

من بين العادات المغربية المتأصلة أيضا "المْرَشَّة"، وهي أداة تقليدية تتوارثها النساء جيلا بعد جيل، تُستخدم لنثر العطور الطبيعية مثل ماء الزهر والمسك داخل أرجاء المنزل، وتُعد المرشة رمزا للأنوثة والنظافة والذوق الرفيع، خاصة لدى "العروس الجديدة"، تصنع المرشة من النحاس أو الفضة أو الزجاج، وتُستخدم في مناسبات مثل يوم الجمعة، أو قبل استقبال الضيوف، أو في الأعراس، ورغم تراجع استخدامها في بعض المناطق، فإنها ما تزال تحظى بمكانة خاصة في قلوب الفتيات، وتُشكل جزءا من تراثهن الجمالي والثقافي.

ومن التقاليد العريقة كذلك عادة غسل اليدين قبل الأكل، المعروفة باسم "الطاس ويدّو"، تُقدم هذه الخدمة للضيف وهو جالس في الصالون المغربي الأنيق، باستخدام طقم تقليدي يتكون من "المقراج" – وهو إبريق نحاسي أو فضي – و"الطاس"، وهو الوعاء السفلي الذي يتلقى ماء الغسل، تعكس هذه العادة مستوى راقيا من الضيافة والاحترام، وتدل على حرص المضيف على راحة ضيفه وكرمه الأصيل.

أما الشاي المغربي بالنعناع، فليس مجرد مشروب، بل هو طقس اجتماعي وثقافي بامتياز، يبدأ من اختيار أوراق النعناع الطازجة، مرورا بضبط درجة حلاوة الشاي، وصولا إلى طريقة التقديم المتميزة، تحضيره يتم باستخدام أوان خاصة، تُعد الفِضية منها الأكثر فخامة، لما تعكسه من أناقة وتميز، وتُقدم أكواب الشاي المزخرفة يدويا بألوان زاهية ونقوش متقنة، لتُكمِل لوحة الضيافة المغربية بأبهى صورها.

هذا التنوع الذي يشهده المغرب ويعيشه سكانه، يرجع في الأصل إلى تمسك المغاربة بتراثهم وأيضا اعتزازهم بمغربيتهم وبطقوسهم وتقاليدهم وعاداتهم التي توارثوها منذ قرون من أجدادهم، والتي يورثونها أيضا لأبنائهم، فلا يمكن لمغربي أو مغربية مهما كانت حياتهم عصرية ومتفتحة، إلا وتجد التقاليد والتمسك بها حاضرة وبقوة في كل تفصيلة من تفاصيل حياتهم مهما كانت هذه التفصيلة صغيرة.

*كاتبة وإعلامية مغربية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انقطاع الإنترنت والاتصالات عن مدينة غزة وشمال القطاع
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"