قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن ما تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة، ومخيمات شمال الضفة الغربية، من مجازر وحشية تجاوزت كل المعايير الإنسانية، باتت تمثل نمطا مقلقا من الانتهاكات الجسيمة، ترقى إلى مستوى الجرائم الدولية، بما في ذلك التهجير القسري واستهداف المدنيين، في ظل غياب المساءلة الدولية.
وأكد فتوح - في بيان اليوم السبت حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أن استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يودي بحياة عائلات بأكملها، إنما يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها أكثر من 600 ألف طفل في غزة، يواجهون خطر المجاعة والأمراض في بيئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
واعتبر أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه المأساة الإنسانية، والعجز عن اتخاذ إجراءات فعالة يمثل إخفاقا أخلاقيا، يحمل العالم الحر مسؤولية مضاعفة، داعيا إلى تحرك عاجل لإنقاذ من تبقى من الأطفال والنساء في القطاع.
وأشار فتوح إلى أن استمرار الدعم السياسي والعسكري من الإدارة الأمريكية لإسرائيل، ومنع صدور قرارات دولية ملزمة، يعكس ازدواجية المعايير ويقوض مصداقية الخطاب الداعي إلى احترام القيم والمواثيق الدولية، مؤكدا أن هذا الواقع يتطلب مراجعة جادة من قبل الأطراف الفاعلة وفي مقدمتها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ودعا شعوب العالم الحر إلى ممارسة الضغط الشعبي على حكوماتهم؛ خاصة التي تدعم الاحتلال سياسيا وعسكريا من أجل التحرك الفوري لوقف العدوان، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني.
وحث فتوح المجتمع الدولي ومؤسساته القضائية والحقوقية على تفعيل أدوات العدالة الدولية، لمساءلة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية بما يضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، ويعزز فرص تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
ومن جانب آخر، استنكر مدير عام التوثيق بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، بشدة الاعتداءات الممنهجة التي تتعرض لها كبرى مخيمات الضفة الغربية، مشيرا إلى المساعي الإسرائيلية الأخيرة بهدم أكثر من 100 وحدة سكنية داخل هذه المخيمات.
وقال أمير داود - في مداخلة مع قناة (القاهرة) الإخبارية اليوم - "إن الاحتلال الإسرائيلي يصعد من عدوانه على كبرى مخيمات الضفة الغربية بشكل ممنهج ومكثف خاصة على طولكرم وجنين في محاولة لتغيير وقائع جيوسياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكد أن دولة الاحتلال مستمرة وماضية قدما بشكل غير مسبوق في التوسع الاستيطاني، ومصادرة الأراضي وفرض وقائع لتمزيق الجغرافيا الفلسطينية من أجل تنفيذ هدف استراتيجي تعلنه دائما وهو "إعدام إمكانية" قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
وأشار إلى العراقيل والقيود التي تفرضها إسرائيل على المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالإضافة إلى عمليات التدمير الواسعة التي تستهدف المنشآت الفلسطينية بشكل متعمد، مؤكدا أن إسرائيل حطمت الأرقام القياسية في الاعتداء على البناء الفلسطيني.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أول أمس الخميس عزمه هدم أكثر من 100 منزل في مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية موزعا خرائط توضح البيوت المستهدفة.
ووجهت اللجان الشعبية ومؤسسات وفعاليات مخيمات طولكرم ونور شمس مناشدات واستغاثات للمجتمع الدولي، وطالبت في بيان لها "مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أخذ دورها بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان فورا عن أبناء شعبنا في الضفة وغزة"، منددة "بما يتعرض له مخيم طولكرم ومخيم نور شمس حاليا من تدمير وتهجير ممنهج بطرد السكان وهدم وتدمير وتفجير وحرق البيوت السكنية".