تبديل بطاريات المركبات الكهربائية الصغيرة يغزو آسيا

بدأت شركات تبديل بطاريات المركبات الكهربائية الصغيرة تغزو مناطق عدّة في دول آسيا، ما لفت انتباه صناديق استثمار رأس المال المُخاطر، وباتت تراهن على الاستثمار فيها.

ويعتقد داعمو الشركات الصغيرة في كل من الهند واليابان وتايوان، وحتى إسبانيا، أن سوق تبديل بطاريات المركبات الكهربائية الصغيرة، التي يحصل فيها السائق على بطارية بديلة للمستنفدة لديه خلال 5 دقائق فقط، ستكون واعدة، بصفتها حلًا ممكنًا للمناطق الحضرية كثيفة السكان، التي يصعب وجود منشآت الشحن فيها، والتي يمكن استغلال الطاقة المتجددة في أوقات زيادة التوليد ورخص الأسعار في تعزيزها.

وتهيمن شركة "نيو" -التي تتخذ من شنغهاي مقرًا لها- على سوق تبديل البطاريات في الصين، في حين أعلنت أكبر شركة لإنتاج البطاريات في العالم -وهي "كاتل"- تدشين 1000 محطة لخدمة تلك السوق.

غير أن ارتفاع تكلفة البنية التحتية لتوفير بطاريات التبديل في أوروبا وأميركا أبطأَ من خطوات تبنّي هذه التقنية، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ميتسوبيشي تدخل سوق تبديل بطاريات المركبات الكهربائية

مع انتشار شركات تبديل بطاريات المركبات الكهربائية الصغيرة في دول آسيوية عدّة، أعلنت شركة "ميتسوبيشي فوسو" للشاحنات والحافلات، وأيضًا "ميتسوبيشي موتورز" لصناعة السيارات اليابانيتين، الشهر الماضي، عزمهما تزويد بعض المركبات في طوكيو ببطاريات قابلة للتبديل من شركة أمبل الناشئة في سان فرانسيسكو، المدعومة أيضًا من صندوق الاستثمار "بلاكستون"، الذي تبلغ الأصول التي يديرها نحو تريليون دولار، إضافة إلى مجموعتي الطاقة "ريبسول" و"شل".

وجاءت هذه الخطوة بعد مشروعات تجريبية في كيوتو مع ياماتو، أكبر شركة لوجستية في اليابان، والمعروفة بشعارها "القط الأسود"، وسائقي أوبر في منطقة خليج سان فرانسيسكو.

وتستعمل ياماتو شاحنات ميتسوبيشي فوسو المجهزة لتبديل البطاريات، قائلة، إنه يمكن تبديل بطارياتها المعيارية في سيارة كهربائية مزودة بلوحة محول، كما أن مواقع التبديل الخاصة بها يمكن تجميعها خلال 3 أيام في مواقف السيارات.

ورغم تباطؤ تبنّي تقنية تبديل بطاريات المركبات الكهربائية الصغيرة في أوروبا، فإن شركة "ستلانتيس"، قالت الشهر الماضي، إنها ستستعين ببطاريات أمبل لتنفيذ مبادرة في العاصمة الإسبانية مدريد، بدعم حكومي، وتستهدف الوصول إلى تكلفة تنافسية.

ويرى الرئيس المشارك لإستراتيجية المناخ في شركة ليبفروغ للاستثمارات -وهي شركة استثمار خاص تدعم تلك التقنية- ناكول زافيري أن خطط دعم تبديل بطاريات المركبات الكهربائية، التي تخفض تلوث الهواء، وتسمح بإعادة الشحن في المواقع المكتظة، بمثابة حلول جذابة للحكومات التي ترى أن لديها مشكلة يجب حلّها.

بطاريات الليثيوم

قادت ليبفروغ للاستثمارات جولة تمويل لصالح شركة "باتري سمارت" الهندية، وهي أكبر مزود لشبكة تبديل بطاريات المركبات الكهربائية ذات العجلتين والثلاث عجلات في البلاد، إذ توفر بطاريات ليثيوم أيون بنظام الدفع مقابل الاستعمال.

وقالت باتري سمارت، إنها تُجري 3.5 مليون عملية تبادل شهريًا، إذ توفر بطاريات ليثيوم أيون لسائقي الدراجات البخارية وعربات الركشة الكهربائية (وهي مركبات ذات عجلتين أو 3 عجلات، وقد يقودها سائق أو أكثر من سائق، وتُستعمل في كثير من الدول الآسيوية)، لإجراء عملية تبادل في محطات في 50 مدينة.

كما تنفّذ شركة "غوغورو" التايوانية -التي تركّز على الدراجات البخارية والدراجات النارية- 12 مليون عملية تبادل بطاريات شهريًا.

ورغم أن الشركة تعاني من زيادة الخسائر، فقد نجحت في جمع تمويل قيمته 480 مليون دولار خلال 5 جولات، كانت آخر شريحة حصلت عليها من "كاسترول" العام الماضي (2024).

وترى الرئيسة التنفيذية لمعهد سياسات النقل والتنمية غير الربحي -ومقرّه نيويورك هيذر تومسون- أن نظام تبديل بطاريات المركبات الكهربائية واعد للسيارات الصغيرة والخفيفة، لكنّه لا يناسب المركبات الثقيلة، مشيرةً إلى أن الشركات والباحثين يدرسون النظام لتحديد ما إذا كانت تقنيات الشحن السريع أو تبديل البطاريات هي الأكثر فعالية.

ووفق محللي مصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي، فإن نظام تبديل بطاريات المركبات الكهربائية لن يكون مجديًا اقتصاديًا قبل زيادة الطلب الناجم عن استعمال ثلثي العملاء المركبات الكهربائية في سوق معينة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. شركات الاستثمار في رأس المال المخاطر تراهن على نمو سوق تبديل البطاريات، من صحيفة فايننشال تايمز