

أشادت المهندسة رشا القاضي، الخبيرة في السياحة المستدامة وريادة الأعمال وعضو الأمانة العامة لريادة الأعمال بحزب الجبهة الوطنية، بإعلان منظمة اليونسكو رسميًا إزالة موقع أبو مينا الأثري من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، واعتبرته انتصارًا وطنيًا تاريخيًا يعكس التزام الدولة المصرية بالحفاظ على إرثها الحضاري والإنساني.
وأكدت القاضي أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا جهود استمرت قرابة عقدين، بالتعاون بين مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة والجهات المصرية المعنية والمجتمع المحلي، مشيرة إلى أن التجربة توضح الإمكانيات الهائلة لمصر عندما تتوافر استراتيجية واضحة وشراكات دولية فعالة.
وأضافت أن رفع “أبو مينا” من قائمة الخطر يجب أن يُستثمر كفرصة لتعزيز السياحة الثقافية في مصر، مشددة على أهمية التسويق الدولي لهذا الإنجاز بما يعزز صورة مصر كقوة حضارية قادرة على تحقيق التنمية المستدامة من خلال استغلال التراث.
وأشارت القاضي إلى أن السياحة الثقافية تسهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر أكثر من مليوني فرصة عمل، وفقًا لبيانات وزارة السياحة لعام 2024، موضحة أن السوق العالمي للسياحة الثقافية في تزايد، ومن المتوقع أن يتجاوز حجمه 1.2 تريليون دولار بحلول 2030.
ودعت إلى ضرورة تبني رؤية استراتيجية وطنية تربط بين التراث والسياحة وريادة الأعمال، مؤكدة أن دمج الشباب في مشروعات السياحة التراثية يمكن أن يمثل قفزة نوعية للاقتصاد الوطني، خاصة عبر منصات مثل «حافز» التي تدعم رواد الأعمال الشباب.
كما استشهدت القاضي بتجارب دول مثل الإمارات العربية المتحدة التي نجحت في توظيف إدراج مواقعها الأثرية ضمن قائمة اليونسكو لتنشيط السياحة وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، مشيرة إلى أن مصر تمتلك فرصًا أكبر في ظل تنوع مواقعها الأثرية الفريدة.
واختتمت القاضي تصريحها بالتأكيد على أن “موقع أبو مينا” ليس مجرد نجاح ترميمي، بل بداية لتحول نوعي في نظرة الدولة والمجتمع للتراث كفرصة اقتصادية واستثمارية، وليس مجرد موروث ثقافي.