شهدت بلدة الطيبة شرق رام الله، اليوم الاثنين، زيارة تضامنية تاريخية تقدَّمها البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، و البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، إلى جانب القاصد الرسولي رئيس الأساقفة أدولفو تيتو ايلانا، وذلك برفقة وفد كنسي من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، تأكيدًا على وحدة الموقف المسيحي في وجه تصاعد الاعتداءات الاستيطانية.
مشاركة دبلوماسية دولية ورسالة ملكية
رافق الوفد الكنسي ممثلون دبلوماسيون عن أكثر من عشرين دولة، منها الأردن، روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، اليابان، وكندا.
وقد نُقلت خلال الزيارة رسالة من الملك عبدالله الثاني، أكّد فيها تمسكه بالوصاية الهاشمية على المقدسات، ودعمه الثابت لصمود الشعب الفلسطيني، بمسلميه ومسيحييه، في وجه محاولات الاقتلاع والتهجير.
اعتداءات تطال الكنيسة والمقبرة والمنازل
انطلقت الزيارة من قاعة مجلس بلدية الطيبة، لتُختتم في كنيسة القديس جاورجيوس التاريخية، العائدة إلى القرن الخامس، والتي كانت هدفًا لمحاولة إحراق متعمّدة على يد مستوطنين، ضمن سلسلة اعتداءات طالت مقبرة البلدة وحقول الزيتون ومنازل الفلسطينيين، في تصعيد ممنهج يندرج ضمن سياسة الترهيب والاقتلاع.
إدانة واضحة ودعوة لتحقيق دولي
في مؤتمر صحفي عقب الزيارة، أكّد رؤساء الكنائس أن ما يحدث في الطيبة ليس “أحداثًا فردية” بل جرائم منظمة بدوافع عنصرية، تقع ضمن سياسة متكاملة تستهدف الوجود الفلسطيني بكل مكوناته. وطالبوا بـتحقيق دولي عاجل في تقاعس الحكومة الإسرائيلية عن كبح جماح الميليشيات المتطرفة، داعين إلى حماية دولية للمدنيين.
الكنيسة راسخة في الأرض المقدسة
وأجمع البطاركة على أن الكنيسة، المتجذّرة في الأرض المقدسة منذ ألفي عام، لن ترحل ولن تُرهب، مؤكدين التزامهم التاريخي في الدفاع عن الوجود الفلسطيني، وعن قيم العدالة والحرية والكرامة.
الطيبة في طليعة الصف الوطني
وفي ختام رسالتهم، شدّد البطاركة ورؤساء الكنائس على أن مسيحيي الطيبة كانوا وسيبقون في طليعة الصف الوطني الفلسطيني، لا يدافعون فقط عن كنائسهم، بل عن الحق الإنساني والأخلاقي في الوجود والحياة الكريمة على هذه الأرض.