belbalady.net وسط اشتداد المعارك غرب السودان، برزت منطقة أم صميمة بولاية شمال كردفان كنقطة ساخنة تتقاطع فيها الجغرافيا العسكرية بالمعاناة الإنسانية.
تقع هذه البلدة الصغيرة على بعد نحو 60 كيلومترًا غرب مدينة الأبيض، وتكتسب أهمية استراتيجية لربطها طريق الأبيض بمدينة الخوي، الواقعة على حدود ولاية غرب كردفان. وقد ظلت أم صميمة منذ مايو 2025 مسرحًا لتقلبات عسكرية متسارعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في سياق أحد أكثر الفصول دموية في الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
أين تقع؟
تقع أم صميمة في موقع حيوي يربط بين شمال وغرب كردفان، وتُعد ممرًا استراتيجيًا للقوات المتحركة بين الأبيض والخوي، مما جعلها هدفًا متكررًا لطرفي النزاع. في 11 مايو 2025، تمكن الجيش السوداني، بدعم من الحركات المسلحة المتحالفة معه، من استعادة السيطرة على البلدة بعد معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع.
ما القصة؟
لكن سرعان ما عادت الأمور إلى الاشتعال مجددًا؛ ففي 13 يوليو، أعلنت قوات الدعم السريع أنها استعادت السيطرة على أم صميمة، ونشرت مقاطع فيديو تُظهر قتلى وأسرى من الجيش، إلى جانب اتهامات بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في المنطقة. غير أن "القوة المشتركة" المساندة للجيش سارعت إلى الإعلان عن استرداد السيطرة على البلدة في نفس اليوم، مؤكدة مقتل 232 من عناصر الدعم السريع وتدمير أو إحراق نحو 40 مركبة عسكرية. وصرح حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن أم صميمة "عادت إلى حضن الوطن"، في إشارة لانتصار الجيش.
المعارك بها
المعارك خلفت آثارًا إنسانية مروعة، حيث نزحت نحو 675 أسرة من قريتي "الكردي" و"شق النوم" القريبتين من موقع القتال. وتحدثت تقارير محلية عن مجازر وانتهاكات بحق المدنيين، من بينها اختطاف فتيات، نهب للممتلكات، والتنكيل بالأسرى، لا سيما في محيط البلدة والقرى المجاورة. وتزداد المخاوف من تفاقم الأزمة في ظل شح المساعدات الإنسانية وصعوبة الوصول للمناطق المتضررة بسبب استمرار العمليات العسكرية.
وتندرج أحداث أم صميمة ضمن الحرب الشاملة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي اندلعت في أبريل 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من عشرين ألف شخص، وتشريد ما يفوق خمسة عشر مليونًا داخل السودان وخارجه، وفق تقارير الأمم المتحدة. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن مناطق غرب الأبيض باتت تشهد صراعًا استنزافيًا طويل الأمد، يفاقم معاناة المدنيين ويُبعد أي أفق قريب للحل السياسي.
أم صميمة اليوم ليست مجرد بلدة صغيرة على الخريطة، بل باتت عنوانًا مأساويًا لمعركة أكبر، يدفع ثمنها الأبرياء في صراع يبدو أنه تجاوز منطق الحرب وتحول إلى سباق على الخراب.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "