البابا تواضروس الثاني خلال زيارته الرعوية التاريخية إلى رومانيا. تُعتبر هذه المحطة الثانية ضمن زيارته إلى إيبارشية وسط أوروبا جاء ضيفًا على القناة الرومانية الرسمية، حيث أجرى حوارًا تلفزيونيًا تناول رسالته الروحية والإنسانية .
تصريحات البابا تواضروس الثاني
في بداية اللقاء، أعرب البابا عن سعادته بزيارة رومانيا لأول مرة، مؤكدًا أن هدف الزيارة هو تعزيز الروابط بين الكنيسة الأم والجاليات القبطية المقيمة في الخارج. وقال: “زيارتي تهدف إلى ربط هذه التجمعات القبطية بكنيستهم ووطنهم مصر، سواء كانوا ضمن المجتمعات القديمة في المهجر أو الحديثة النشأة، فالكنيسة تحرص على البقاء حاضرة في حياتهم دوماً.”
وأشار البابا تواضروس الثاني إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كواحدة من الكنائس الشرقية العريقة والتي تمتد لألفي عام، تحمل إرثًا غنيًا بالعقيدة والتقليد. وأضاف: “نحن نغرس في أبنائنا في كل جيل هذا الإيمان القويم والتراث العريق
بذكرى قديسيها، بالإضافة إلى الأعياد الخاصة بالسيد المسيح مثل الميلاد والغطاس ودخوله أورشليم والقيامة، اشار البابا تواضروس أيضًا تكريم الكنيسة للقديسين، موضحًا أن الكنيسة تحتفل يوميًا وكذلك أعياد السيدة العذراء.كما نحتفل أيضًا بأعياد السيدة العذراء، مستذكرين ظهورها التاريخي في كنيستها بالزيتون منذ خمسة وستين عامًا.
القديسون هم رفقاء لنا في مسيرتنا، والتواصل معهم يتيح لنا أن نكون في علاقة مستمرة مع السماء.واليوم، نحتفل بعيد الشهيد مارجرجس الذي يجسد معاني الشجاعة والإيمان حتى الموت.”
البابا تواضروس الثاني ..الكنيسة بقيت موحّدة
حتى انعقاد مجمع خلقيدونية عام 451 بيّن البابا تواضروس الثاني أن الكنيسة ظلت موحدة ميلادياً، لافتًا إلى أن الانشقاق كان نتيجة عوامل داخلية وسياسية. وأكد أن إيمان كنيستنا يتمثل في الطبيعة الواحدة، حيث تتّحد طبيعتا المسيح الإلهية والبشرية في شخص واحد دون انفصال أو اختلاط أو امتزاج، وتظل هذه الطبيعة ثابتة بدون تغيير أو تحول، ممثلة في الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد. نحن نحافظ على هذا الإيمان القويم منذ عهد مار مرقس الرسول وحتى يومنا هذا.
وخلال اللقاء، تناول قداسة البابا الحديث عن دور الكنيسة في حفظ الإيمان من خلال مدارس الأحد والمعاهد اللاهوتية. وأشار إلى أن مدارس الأحد تلعب دورًا حيويًا في توصيل التعليم المسيحي لأبنائنا منذ سن مبكرة، حيث تغرس فيهم محبة الله والإنجيل وتعزز علاقتهم بالكنيسة، مما يسهم في تحصينهم. بالإضافة إلى ذلك، قام بتسليط الضوء على أهمية المعاهد اللاهوتية في تخريج الكهنة والخدام المدربين.
البابا تواضروس الثاني الكنيسة هي قلب مفتوح للجميع
واختتم قداسته اللقاء برسالة تعكس الأمل والمحبة، حيث قال إن الكنيسة هي قلب مفتوح للجميع. وأعرب عن أمله في أن يمنح الله السلام لكل شعوب العالم، وأن يبارك لقاءاتنا ومحبتنا، وأن يكتب لنا نصيبًا مع القديسين في ملكوته السماوي.
