خلال فترة رئاسته الأولي من 2017 إلي 2021، حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علي تعيين فريق متمرس سواء في الإقتصاد والتجارة، أو السياسة، أو الأمن القومي، وهم رجال أقوياء، لكن كتير منهم اختلفوا معه وخرجوا من البيت الأبيض،في أول أو منتصف الطريق، وكان أبرزهم ستيف بانون، وهو مستشار استراتيجي ومهندس حملة ترامب الانتخابية في 2016، وكان يدفع باتجاه سياسات قومية محافظة متطرفة، وكان يكره العولمة، لكنه خرج بسرعة من البيت الأبيض سنة 2017، بعد صراعات داخلية، وكذلك مايك بنس، نائب الرئيس، وهو الشخصية الهادئة مقارنة بترامب، وكان يحاول دائما موازنة الأمور، خصوصا في أزمات مثل كورونا، لكن العلاقة بينهم توترت خصوصا بعد اقتحام الكونجرس.
أما في في ولاية ترامب الثانية، فشهد البيت الأبيض تغييرات كبيرة في فريق العمل، لاستعادة السيطرة على مفاصل القرار الحكومي، والهيمنة، مع التركيز على الولاء الشخصي والتنفيذ السريع لأجندة "أمريكا أولًا"، أو "أمريكا العظيمة"، ورغم ذلك الولاء شهدت الإدارة تغييرات سريعة، حيث أُقال ترامب العديد من المسؤولين في أول 100 يوم، فالرئيس الذي عاد إلى سدة الحكم على وقع استقطاب داخلي وصراعات خارجية، لم يأت ليحكم وفق الأعراف، بل ليهدمها ويعيد بناء سلطة تنفيذية تتمحور حول شخصه ورؤيته، وقد أطلق على عمليات الإقالة اسم "التطهير"، وهدفت لتعزيز الولاء لترامب وقد تمت إعادة تدوير بعض الشخصيات، مثل مايك والتز، في مناصب جديدة رغم الأخطاء السابقة، وسط منهج هجومي شامل، طال الاقتصاد، والهجرة، والمؤسسات، والتحالفات الدولية.
وانخفضت نسبة تأييد ترامب بين الشعب الأمريكي، للقضايا الاقتصادية بشكل ملحوظ منذ أوائل مارس، وتسببت السياسات الإقتصادية، لدونالد ترامب، مثل فرض الرسوم الجمركية المرتفعة، والتي أدت لزيادة الأسعار وارتفاع التضخم فضلا عن الإجراءات الحكومية التي أدت لتقليص حجم الحكومة وتسريح الآلاف من الموظفين الفيدراليين، مما أثار قلق الكثيرين اضافة للسياسات الاجتماعية كإلغاء برامج التنوع والإنصاف في المؤسسات الفيدرالية، وأدى طرح خطته للرسوم الجمركية إلى تقلبات في سوق الأسهم ومخاوف بشأن ارتفاع الأسعار.
وعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للرئاسة في ظل شعبية كبيرة ولكن مع مرور 100 يوم من رئاسته، تحولت آراء الأمريكيين حول ما فعله حتى الآن إلى سلبية للغاية، وأظهرت استطلاعات الرأي، إلي أن الرئيس غارق في جميع القضايا الرئيسية التي سعى لمعالجتها تقريبا خلال فترة ولايته، مع تراجع ثقة الجمهور في قدرته على التعامل مع تلك القضايا.
ولم تحقق ترامب الكثير من تلك وعوده الانتخابية، ما عكس مخاوف متزايدة داخل البيت الأبيض، وأصبحت شعبية ترامب المتدهورة، مصدر قلق للجمهوريين، الذين ظلوا مخلصين للبيت الأبيض، لكنهم بدأوا يتطلعون إلى انتخابات التجديد النصفي.
ومن المتوقع أن يغادر مستشار الأمن القومي مايك والتز، إدارة ترامب في الأيام القليلة المقبلة، في أول تعديل كبير بين موظفي البيت الأبيض منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي.
وشهد قطاع التصنيع الأمركي، تراجعا خلال شهر أبريل الماضي، في ظل الضغوط التي فرضتها رسوم ترامب الجمركية على السلع المستوردة، والتي أثرت سلبا على سلاسل الإمداد وأبقت أسعار المدخلات مرتفعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل يغادر المزيد من رجال تارمب الأوفياء البيت الأبيض خوفا من السقوط في الهاوية عند اجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والخروج من المشهد؟.