عمت حالة من التفاؤل في الأوساط الإعلامية المهنية والأكاديمية بعد لقاء القيادة السياسية بقيادات الإعلام المصرى منذ فترة قريبة، وشعر الجميع بقرب عودة إعلام الدولة في مقدمة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية كما كان، وتفاءل العاملون في الهيئة الوطنية للإعلام والصحف القومية بأن تصريحات الرئيس هى بارقة الأمل التي طال انتظارها، وما أن بدأت الهيئة الوطنية للإعلام في الكشف عن ملامح خارطة طريق الإعلام المصرى فى الفترة القادمة حتى ظهرت المعادلة الصعبة. وبدت فى الأفق مجموعة كبيرة من التساؤلات تفرض نفسها فى محاولة لاستشراف ملامح خارطة الطريق.
هل عودة إعلام الدولة تحتاج لنجوم السوشيال ميديا، أم نجوم ماسبيرو في عصره الذهبي، أم نجوم القنوات التلفزيونية التابعة للمتحدة؟.
وهل المستهدف من البرامج الجديدة أجيال الشباب (Z– الفا - بيتا) أم الجمهور العام بكل فئاته، وهل محتوى الرسالة الإعلامية الجديدة سيسحب البساط من السوشيال ميديا ويعود الجمهور بكل فئاته يلتف حول شاشات تلفزيون الدولة؟.
هل سيتم تسويق هذه البرامج الجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى؛ هل ستنطلق منصة ماسبيرو الرقمية لتحدث توازنًأ بين المحتوى التقليدي والمحتوى الرقمي؟.
هل سيتم الاستعانة بنتائج بحوث المشاهدة وتقييم الأداء التي تذخر بها كليات الإعلام؛ أم ستظل الفجوة بين النظرية والتطبيق منهجًا إعلاميًا يضع المحتوى فى مأزق فلا يصل للجمهور المستهدف ولا يحقق أهداف المؤسسة الإعلامية؟،
وهل تصريحات الرئيس بشأن الاستعانة بخبراء الإعلام الذين تم استبعادهم فى ظروف معينة والكفاءات من العاملين فى ماسبيرو بالإضافة إلى تدريب الكوادر الشابة من أجيال الإعلاميين؛ كان معناها تجاهل قامات إعلامية كبرى ومحاولة الاستفادة من إعلاميين أحدثوا إستقطابًا فى الرأي العام في فترة معينة؟.
هل عودة إعلام الدولة أو تلفزيون الدولة تعنى عودة مذيع (ليقدم برنامجه فى نفس الاستوديو التقليدي الذي لم تمر عليه عمليات الصيانة والتحديث منذ عشرات السنوات)؟.
أم كانت التصريحات دعوة لدراسة عناصر العملية الإعلامية بكل أطرافها: الجمهور واحتياجاته، والمحتوى وحتمية إتاحته للجميع وخاصةً فى أوقات الأزمات، والوسيلة الإعلامية وحتمية تحديثها لتواكب التحولات الرقمية، والقائم بالاتصال (مقدم البرنامج) وضرورة تدريبه وتطوير مهاراته، والاستعانة كذلك بالخبرات المهنية المتميزة التى يذخر بها ماسبيرو لضمان رجع صدى وتأثير إيجابي للمحتوى الإعلامي الجديد يساهم في بناء الشخصية الوطنية .
كليات الإعلام في ربوع مصر تزخر بكوادر إعلامية واعية ومدربة ويمكن أن تغذي القنوات الإعلامية بأفكار إبداعية تحاكي أمزجة الجمهور العام وجماهير السوشيال ميديا وتحدث طفرة في محتوى البرامج.
نتمنى دمج هذه الطاقات الإبداعية لمنظومة العمل الإعلامى فى مصر.. ليس فقط تنفيذًا لخارطة طريق وضعتها القيادة السياسية ولكن دعمًا لجيل رقمي واعٍ ومدرك كيف يحاكي أفراد جيله وكيف يقدم لهم رسالة إعلامية تحقق المعادلة الصعبة.
*وكيل كلية الإعلام - أكاديمية الشروق