أستاذ بالجامعة الأمريكية يكشف عن العمر الافتراضي للعقارات

قال الدكتور محمد نجيب أبو زيد، أستاذ هندسة التشييد بالجامعة الأمريكية، إن العقار المنهار بالإسكندرية سقط في ساعة الفجر، وهو توقيت شائع لانهيار المباني التي تعاني من تصدعات وشروخ مزمنة، مشيرًا إلى أن المؤشرات الأولية ترجّح وجود علامات سابقة على خطر الانهيار.

وأوضح أبو زيد، في مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن" عبر فضائية الحدث اليوم، أن المناطق الساحلية مثل الإسكندرية تشهد مستويات أعلى من تآكل حديد التسليح بسبب تأثير الرطوبة والهواء البحري، ما قد يُسرّع من تدهور البنية الإنشائية، مؤكدًا أن من ضمن الفرضيات المحتملة لسبب الانهيار وجود مواد بناء غير مطابقة أو صدأ في حديد التسليح.

وشدد أبو زيد على ضرورة التعامل الجاد مع العقارات الآيلة للسقوط، مطالبًا بسرعة تنفيذ قرارات الإخلاء للعقارات التي تظهر عليها علامات الخطر، لا سيما في الإسكندرية التي وصفها بأنها أول مدينة مصرية تواجه هذا النمط المتكرر من الانهيارات.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

كما حذر من تجاهل فحص المباني المجاورة لأي عقار منهار، موضحًا أن سقوط مبنى بتلك الكتلة قد يؤدي إلى خلخلة الأساسات أو حدوث شروخ خطيرة في المباني المجاورة.

 وأكد أن هناك متخصصين يمكنهم تقييم نوعية الشروخ ومدى خطورتها، مشددًا على أن التعامل السريع قد يمنع كوارث لاحقة.

وردًا على سؤال بشأن مدى التزام المنشآت الجديدة بكود الزلازل الذي تم تعديله بعد زلزال 1992، أكد الدكتور أبو زيد أن كل العقارات التي حصلت على تراخيص بعد هذا التاريخ التزمت بالفعل بالكود، لكنه حذر في الوقت ذاته من مخالفات البناء، خاصة في حالات إضافة طوابق غير مرخصة، وهو ما حدث في حالات انهيار سابقة بالإسكندرية.

وفي ما يتعلق بالعمر الافتراضي للعقارات، قال إن المباني السكنية العادية يتراوح عمرها الافتراضي بين 80 إلى 100 عام، لكنه أشار إلى أن سوء الاستخدام، كتحميل الأسطح والبلكونات بأوزان زائدة، أو تسربات المياه الجوفية، قد يقلل من هذا العمر بشكل كبير. أما المنشآت الاستراتيجية مثل الكباري والأنفاق، فتصمم لتعيش ما بين 200 و300 سنة.

واختتم أبو زيد تصريحاته بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي، قائلاً إن إصرار بعض السكان على البقاء في عقارات آيلة للسقوط، وتراخي بعض الأجهزة التنفيذية، هما جزء من أسباب تكرار مثل هذه الحوادث، داعيًا إلى تحرك عاجل في ملف السلامة الإنشائية قبل فوات الأوان.