أخبار عاجلة
عاجل.. عطل مفاجئ يضرب فودافون كاش -
صيادلة المنوفية تنعى طبيبة دهسها قطار قويسنا -

بالبلدي: لماذا يخطئ المثقفون ؟

سؤال يطرحه الكاتب صموئيل فوتسي ليكشف عن مفارقة محيرة، وهي أن الذكاء والاطلاع لا يمنعان عن الوقوع في الخطأ، بل يكونان في بعض الأحيان سببًا في ترسيخه.

هذا الكتاب الذي صدر في أبريل من هذا العام يستعرض الآليات النفسية والاجتماعية التي تجعل بعض النخب الثقافية تقع في الوهم الأيديولوجي والانفصال عن الواقع بتأثير التوهم بالتفوق الأخلاقي والمعرفي، وارتفاع الوعي بخلفيات الموضوع.

تذكرت هذه الأفكار التي قرأتها منذ زمن ليس بالبعيد حينما اطلعت على قرار وزير الموارد البشرية بعزل بعض رؤساء الأندية الأدبية.

وهذا القرار الذي فاجأ الجميع وقع في عدة مؤاخذات، ولست بصدد الحديث عن هذه المؤاخذات، لكن الإشكالية الكبرى والقضية المحيرة إصرار وزارة الثقافة على التضحية بالأندية الأدبية، والزج بها في خضم جمعيات مهنية يختلف معظمها اختلافًا كبيرًاعن طبيعة الأندية الأدبية.

إن منسوبي الأندية الأدبية ينتمون إلى الشريحة المثقفة، وهي شريحة تمثل نخبة المجتمع ممن يتميزون بشدة الحساسية حيال الإنسان وما يتعرض له من متغيرات.

والإنسان مجبول بطبعه على الاحترام، وحساسية المثقف تجعل أخلاقيات الاحترام تكون يقظة أكثر من الإنسان العادي.

والقرار الذي صاغه المركز الوطني للجمعيات ووقّعه معالي وزير الموارد البشرية يفتقر إلى أدنى مظاهر الاحترام، فاستخدام كلمة «عزل» مؤلمٌ وغير لائق بحق فئة من المثقفين بذلوا ما في وسعهم من أجل خدمة مؤسسات عريقة تقوم بوظائف ثقافية ووطنية سامية.

لقد أوهم بعض المنتمين للثقافة وزارة الثقافة بأن رؤساء الأندية متشبثون بالرئاسة، وأنهم، حسب تعبير بعض المغردين، يديرون الأندية وكأنها مؤسسات خاصة لهم.

وما علم هؤلاء أن بقاء بعض رؤساء الأندية كان بتكليف من وزير الثقافة والإعلام.

وقد حاولت، غير مرة، أن أستقيل من هذا التكليف لكن يُطلب مني البقاء ريثما تجرى انتخابات جديدة.

وقد رفعت استقالتي إلى معالي الوزير الدكتور عواد العواد، فتواصل معي الأستاذ الشاعر محمد عابس الذي كان يقوم بعمل مدير إدارة الأندية الأدبية يلح علي بالبقاء حتى تقام الانتخابات.

واستخدام كلمة «عزل» بسبب «مخالفات» فتح مجالًا لأنصاف المثقفين للتنبؤ بما سيلي هذا العزل، والكشف عن المخالفات المسكوت عنها!

فانخرط فئام من المثقفين في حبك المآخذ التي وقع فيها رؤساء الأندية والتي قد تصل إلى حد الفضائح!

وهذه ظاهرة لافتة تؤكد ما ذهب إليه صموئيل فيتسي في كشفه للآليات التي تقود المثقفين وهم في ما يشبه حالة العمى إلى الإيحاء باتهام الآخرين والتكهن بارتكابهم مآخذ جسيمة ستوقعهم في دوائر المساءلة.

• رئيس نادي القصيم الأدبي السابق

أخبار ذات صلة

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كيف انتهت رحلة نتنياهو إلى واشنطن بإشارات متناقضة؟
التالى لينك نتيجة الدبلوم الفني 2025 بالاسم فقط على كشكول