أسعار النفط ترتفع لأسبوع ثالث بعد خفض صادرات روسيا واستئناف ضخ نفط كردستان
شهدت الأسواق تكثيفاً للاهتمام بالعوامل الجيوسياسية التي تؤثر مباشرة على الإمدادات، أكّد مراقبون وشركاء في الأسواق أن تصاعد الهجمات على البنية التحتية الروسية للاستهلاك والطاقة يثير قلق المشترين ويُدخل عنصراً إضافياً من المخاطر في تقييم توازن العرض والطلب.
كما قال جون كيلدوف، الشريك في "أجين كابيتال": "بدأت هجمات الطائرات المسيّرة التي تشنّها أوكرانيا في التزايد"، وهو عامل يضيف ضغطاً صعودياً على الأسعار.
إجراءات روسية على الصادرات ونقص محلي في بعض المناطق
أفاد مسؤولون روس بأن موسكو شرعت في إجراءات للحد من صادرات بعض المنتجات البترولية. أعلن ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، فرض حظر جزئي على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد الحظر القائم على صادرات البنزين. وقد أدّى تراجع القدرة على التكرير في مناطق محددة إلى حدوث نقص في بعض أنواع الوقود داخل روسيا، مما عزّز الضغوط على السوق العالمية.
ضغوط دولية وسياسات تجارية
في ظل الضغوط السياسية والاقتصادية، تواصل الولايات المتحدة ممارسة ضغوطها على حلفائها لتقليص وارداتهم من روسيا. ولفت آندرو ليبو، رئيس شركة "ليبو أويل أسوشيتس"، إلى أن هناك احتمالاً لأن تقلص دول مثل الهند وتركيا بعض وارداتها الروسية، وهو ما قد يغيّر مسارات التجارة النفطية ويؤثر على التوازن الإقليمي للإمدادات.
من جهة أخرى، أشار محللون إلى أن تحذيرات حلف شمال الأطلسي من اتخاذ إجراءات ضد أي انتهاكات لمجاله الجوي قد زادت من حدة التوتر، وهو ما رفع احتمالات فرض عقوبات إضافية على قطاع النفط الروسي، بحسب تحليل دانيال هاينز من بنك "إيه.إن.زد".
استئناف ضخ نفط كردستان إلى تركيا
أعلنت وزارة النفط العراقية استئناف تدفّق النفط الخام عبر خط أنابيب من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي لأول مرة منذ نحو عامين ونصف. وذكرت الوزارة أن الضخ انطلق عند الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش) بوتيرة عالية ومن دون مشاكل فنية تُذكر.
وأشار وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إلى أن الاتفاق المؤقت بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان والمنتجين الأجانب في الإقليم سينقل بين 180 ألفاً و190 ألف برميل يومياً إلى ميناء جيهان، مع توقعات أن يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى إعادة ما يصل إلى 230 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى الأسواق العالمية.
وتوقفت صادرات خط كركوك–جيهان في مارس/آذار 2023 بعد نزاع قضائي قضت بموجبه غرفة التجارة الدولية بوجوب دفع تركيا تعويضاً قدره 1.5 مليار دولار بسبب صادرات وصفت بأنها غير مصرح بها آنذاك. استئناف الضخ يخضع الآن لاتفاقات مؤقتة ووضع رصد السوق يتابع أثر هذا التدفق الإضافي على المعروض العالمي.
تعزيز الحصة أم استقرار الأسعار؟
بينما تسعى مجموعة أوبك+ لتعزيز إنتاجها لزيادة حصتها في السوق، يبقى سلوك المنتجين الرئيسيين وموقفهم من زيادة الإمداد عاملاً مفتاحياً في تحديد اتجاه الأسعار. تعلو أصوات في السوق تفيد أن تعويض الخسائر الروسية أو توجيه تدفقات جديدة من مناطق مثل كردستان قد يخفف الضغوط الصعوديّة، لكن على الأمد القريب تظل المخاطر الجيوسياسية العنصر الأكثر تأثيراً.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
