شهدت محافظة البحيرة حادثة خطف مثيرة للقلق صباح أمس، بعدما تمكنت الأجهزة الأمنية من تحرير طفل يبلغ من العمر 10 أعوام، اختطفه عاطلون وعامل، وطلبوا مليون جنيه فدية من أسرته مقابل إطلاق سراحه. الواقعة أثارت الذعر في المنطقة وأثارت اهتمام الأهالي بعد معرفة تفاصيل محاولة الابتزاز، والتي انتهت بالقبض على الجناة قبل تنفيذ تهديداتهم.
تفاصيل الواقعة وكشف الخيوط
تلقت مديرية أمن البحيرة إخطارًا عاجلًا من مركز شرطة الدلنجات، أفاد به والد الطفل، رامي أبوبكر مفتاح، 49 عامًا، عامل زراعي، مقيم بقرية أم اللبن، بغياب نجله أثناء خروجه من مدرسته صباحًا. لم تمر دقائق على الحادثة حتى تلقى الأب اتصالًا هاتفيًا من مجهول يطالب بدفع مبلغ فدية قدره مليون جنيه مقابل الإفراج عن الطفل، مما أثار الذعر في قلب الأسرة وأدى إلى سرعة الاتصال بالأجهزة الأمنية.
على الفور، شكلت إدارة البحث الجنائي فريقًا لتتبع الخاطفين وكشف خيوط الجريمة، وذلك بالتنسيق مع مديريتي أمن البحيرة والمنوفية، وهو ما ساعد في الوصول إلى خيوط القضية بسرعة مذهلة.

أمن البحيرة يتحرك.. تفاصيل القبض على الجناة
هنا بدات التحريات، التي أسفرت عن تورط ثلاثة متهمين: إسلام ش ج، عاطل، وعوض م ع، عاطل، مقيمان بمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، بالإضافة إلى إبراهيم س س، عامل، مقيم بقرية أم اللبن مركز الدلنجات.
وبمتابعة تحركاتهم، تمكنت أجهزة الأمن من تحديد مكان الطفل المحتجز داخل شقة بمدينة السادات، حيث تم تحرير الطفل بسلام وضبط المتهمين الثلاثة، قبل أن يتمكنوا من تنفيذ أي تهديد أو المطالبة بالفدية فعليًا.
وفي مواجهة المتهمين، اعترفوا بالتخطيط لعملية الخطف بعد علمهم بأن والد الطفل يمتلك مبلغًا كبيرًا من المال، وانتظروا الطفل أمام مدرسته، وأوهموه بأن لديهم مبلغًا من المال سيُسلمه له ليُعيده إلى والده، قبل أن يقوموا بخطفه بالقوة ونقله إلى الشقة المحتجزة فيها.
دور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين
تأتي هذه الواقعة لتبرز سرعة استجابة أجهزة الأمن المصري في التعامل مع جرائم الخطف والابتزاز، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحياة الأطفال. وأكد اللواء أحمد السكران، مدير أمن البحيرة، أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون في حماية حياة المواطنين، وأن التعاون بين المديريات المختلفة ساعد بشكل كبير على سرعة كشف الجريمة وإنقاذ الطفل بأمان.
وقد حرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتهمين الثلاثة، الذين يواجهون تهمة الخطف والابتزاز واحتجاز قاصر بقصد الحصول على فدية.
تأثير الحادثة على المجتمع
أثارت هذه الحادثة حالة من القلق بين الأهالي في محافظة البحيرة والمناطق المجاورة، خاصة أولياء الأمور الذين أصبحوا أكثر حرصًا على متابعة أبنائهم عند ذهابهم وإيابهم من المدارس. كما أبرزت الحاجة الملحة لتعزيز الوعي الأمني لدى الأطفال وأسرهم، واتباع تعليمات السلامة الشخصية لتجنب التعرض لمثل هذه الجرائم.
وفي الوقت نفسه، تلقت الأسرة دعمًا نفسيًا من المجتمع المحلي، كما أبدى العديد من الأهالي امتنانه للأجهزة الأمنية التي أنقذت حياة الطفل قبل وقوع أي ضرر.
تحذيرات مستمرة من مثل هذه الجرائم
حذرت الشرطة الأهالي من التعامل مع أي مكالمات أو رسائل يطلب فيها مختطفون فدية، داعية إلى سرعة الاتصال بالجهات الأمنية المختصة، وعدم محاولة مواجهة المجرمين بأنفسهم، لأن ذلك قد يزيد من خطر تعرض الأطفال لأي أذى.
وأكدت السلطات أن الحملات الأمنية المكثفة والتعاون بين المحافظات المختلفة أصبح ضرورة لمواجهة ظاهرة الخطف والابتزاز، وأن القانون المصري سيطبق على كل من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم أشد العقوبات.
نجاح الأجهزة الأمنية في تحرير الطفل وإلقاء القبض على الخاطفين قبل تنفيذ طلب الفدية يعكس كفاءة واستجابة سريعة من الشرطة المصرية، ويبعث رسالة قوية للجناة بأن جرائم الخطف لن تمر دون عقاب. وفي الوقت نفسه، تظل هذه الحادثة تذكيرًا للأهالي بضرورة اليقظة والمتابعة المستمرة لأطفالهم، وتطبيق قواعد السلامة والأمان في حياتهم اليومية.