في وقت تتسارع فيه وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية لتدخل مرحلة جديدة تتسم بالتصعيد الميداني والخطابي، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه منفتح على توفير أسلحة جديدة بعيدة المدى لكييف، في خطوة قد تغير موازين القوى في مواجهة روسيا.
ويأتي هذا الموقف بعد أن رفع ترامب منسوب الدعم العسكري والسياسي لأوكرانيا، متعهدًا بتزويد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالسلاح بلا قيود، وهو ما اعتبر ضوءًا أخضر أمريكيًا لاستمرار أوكرانيا في القتال ودخول الصراع مرحلة "كسر العظام".
ويتزامن هذا الدعم الأمريكي المتزايد مع حرب كلامية لا تقل ضراوة عن المعارك الميدانية.
فقد خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتصريحات نارية هدد فيها موسكو بشكل مباشر قائلًا: "على الروس أن يعرفوا أماكن أقرب ملاجئ القنابل"، في إشارة واضحة إلى احتمالية توسيع دائرة الاستهدافات لتشمل العمق الروسي.
في المقابل، جاء الرد سريعًا وحاسمًا من نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، الذي لوّح بأسلحة "لا تحمي منها حتى الملاجئ"، في تهديد يعكس حجم التوتر والاستعداد لمواجهة شاملة.
المسيرات.. السلاح الذي يرعب أوروبا
أحد أبرز التطورات التي تنذر بتوسع رقعة الحرب هو تصاعد خطر الطائرات المسيرة، الذي لم يعد مقتصرًا على ساحة المعركة. فقد كشفت تقارير استخباراتية عن تعاون عسكري روسي - صيني وثيق في هذا المجال، حيث سافر خبراء صينيون إلى روسيا للمشاركة في تطوير تقنيات الطائرات المسيرة العسكرية ضمن شركات حكومية خاضعة للعقوبات.
وأظهرت وثائق اطلعت عليها وكالة "رويترز" أن هذه الزيارات تكررت أكثر من ست مرات منذ العام الماضي، وأن موسكو حصلت أيضًا على شحنات من المسيرات الهجومية عبر وسطاء.
هذه المعطيات تزامنت مع حالة من الرعب المتزايد في أوروبا، حيث أدت حوادث رصد مسيرات مجهولة الهوية إلى إغلاق متكرر للمطارات.
فقد أعلنت السلطات النرويجية عن ضبط طائرة مسيرة قرب مطار أوسلو، فيما شهدت الدنمارك أحداثًا مشابهة أدت إلى إغلاق مؤقت لمطار ألبورغ وتعطيل مطار كوبنهاغن.
واعتبر وزير الدفاع الدنماركي أن هذه التحركات تمثل "هجومًا منظمًا"، بينما سارعت السفارة الروسية إلى نفي أي تورط.
الأكيد أن هذه المسيرات لم تعد مجرد أدوات دعم ميداني، بل تحولت إلى عنصر يثير الذعر في أوروبا الغربية، ويكشف عن قابلية الحرب للتمدد إلى ساحات جديدة، مما يطرح السؤال: هل دخل الصراع فعلًا مرحلة "كسر العظام" على أكثر من جبهة؟
