تحدث اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، عن موقف مصر من القضية الفلسطينية خلال فترة حكم جماعة الإخوان، مؤكدًا أن المصلحة الوطنية العليا كانت دائمًا البوصلة الحاكمة، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية أو أمنية.
وقال الدويري، خلال لقاء مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر في برنامج "الجلسة سرية" على قناة القاهرة الإخبارية: "الهدف الأساسي الذي حكمنا آنذاك كان السعي إلى وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام باعتباره مدخلًا ضروريًا لأي عملية سياسية حقيقية، ورغم التحديات والمنغصات من بعض الفصائل – وعلى رأسها حركة حماس – سواء عبر الانقلاب في غزة أو اجتياز الحدود أو التجاوزات التي تلت ثورة يناير 2011، فإن مصلحة الشعب الفلسطيني كانت دائمًا هي المعيار الأهم".
التحديات الأمنية والأنفاق مع غزة
أوضح الدويري أن التحديات لم تكن مرتبطة فقط بملف التخابر بين الإخوان وحماس، بل تعود إلى جذور الانقسام الفلسطيني والانقلاب الذي شهدته غزة، وما تبعه من أحداث معقدة.
وأشار إلى أن ملف الأنفاق الحدودية بين غزة ومصر كان الأخطر على الأمن القومي المصري، قائلًا إن حماس أنشأت وزارة متخصصة لإدارة الأنفاق، وهو ما "زاد المشهد تعقيدًا وفرض تهديدًا مباشرًا على الأمن المصري".
مصر لم تعتبر حماس الممثل الوحيد للفلسطينيين
أكد الدويري أن التعامل المصري مع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، كان قائمًا على رؤية أشمل للمصلحة العامة، موضحًا: "لم نتعامل مع حماس كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، بل كفصيل سياسي ضمن مكونات أخرى، ربما تولّى الحكم لفترة، لكننا كنا نضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق حماس وفتح والجهاد وأي تنظيم آخر".
وأضاف أن هناك أكثر من ستة ملايين فلسطيني يرزحون تحت الاحتلال، يتعرضون للقتل والتهجير والاستيطان والاغتيالات، بينما يتسارع "قطار التهويد" في الضفة الغربية، مشددًا على أن هذه الوقائع كانت الأساس في تحديد موقف مصر.
حماس ورفض اتفاق المصالحة
وكشف الدويري عن تفاصيل إحدى جولات الحوار التي رعتها القاهرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قائلًا: "كنا قد انتهينا من الاتفاق على إعلان إنهاء الانقسام بموافقة كل الفصائل، باستثناء حماس التي رفضت بحجج وصفوها بـ'الاعتبارات التكتيكية'، وهي مبررات لا تستند إلى منطق وطني حقيقي".
وأوضح أن اللواء الراحل عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة آنذاك، استضاف ممثلي حماس وأكد لهم بوضوح أن مصلحة الشعب الفلسطيني أكبر من أي فصيل أو سلطة أو شخصية.
