تشهد الساحة السودانية تصعيدًا غير مسبوق في الأوضاع الميدانية والإنسانية، مع استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في وقت تتكثف فيه التحركات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المتفاقمة.
اشتداد المعارك في دارفور
كشفت مصادر ميدانية أن مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، أصبحت مسرحًا لمعارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي تمكنت من بسط سيطرتها على نحو 95% من مناطق الإقليم، ما يزيد المخاوف من توسع رقعة النزاع وتحوله إلى مواجهة طويلة الأمد.
انتشار الأوبئة ومخاوف كيماوية
في الخرطوم ومدن أخرى، تفاقمت الأزمة الصحية مع انتشار واسع للحميات والأمراض، وسط مخاوف متزايدة من تلوث كيماوي نتيجة استمرار العمليات العسكرية. المنظمات الإنسانية حذّرت من انهيار الوضع الصحي بشكل كامل إذا لم يتم التدخل العاجل.
نزوح جماعي متواصل
موجات النزوح لم تتوقف، حيث فرّ آلاف المدنيين من مناطق القتال مثل أبو شوك والفاشر، وسط ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المخيمات والمناطق الحدودية.
تحركات دبلوماسية مكثفة
سياسيًا، تشهد الأزمة السودانية محاولات نشطة للتوصل إلى تهدئة، حيث عقدت مشاورات ضمت وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، في إطار رسم خارطة طريق جديدة للسلام. ورغم الزخم الدبلوماسي، تبقى فرص نجاح تلك الجهود مرتبطة بمدى التزام الأطراف بوقف التصعيد.
عقوبات وضغوط دولية
في السياق ذاته، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرب في السودان، في خطوة قالت إنها تهدف إلى وقف تدفق السلاح وتمويل المليشيات. كما حذرت واشنطن من كارثة إنسانية وشيكة تهدد ملايين السودانيين في ظل تفشي الكوليرا والجوع.
في النهاية،السودان يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتشابك التصعيد العسكري مع الانهيار الإنساني، فيما يحاول المجتمع الدولي الدفع نحو حل سياسي يوقف نزيف الدم ويضع حدًا لمعاناة المدنيين.
