أخبار عاجلة
محمد يوسف يكشف تطورات المدرب الجديد للأهلي -

«عودة سورية إلى المنابر الدولية».. الشرع في نيويورك يفتح صفحة دبلوماسية جديدة

«عودة سورية إلى المنابر الدولية».. الشرع في نيويورك يفتح صفحة دبلوماسية جديدة
«عودة سورية إلى المنابر الدولية».. الشرع في نيويورك يفتح صفحة دبلوماسية جديدة

في خطوة ذات دلالة تاريخية، هبطت طائرة الرئيس السوري أحمد الشرع في مطار نيويورك، وكان في استقباله ما يشبه أجواء عودة وطن بعد غياب طويل عن ساحات الدبلوماسية الدولية

ما الذي تطمح إليه دمشق؟ وما العوائق التي ستواجهها؟ وما الرسائل التي أراد الشرع إيصالها؟

هذه الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ عام 1967، ليست مجرد حضور رمزي في منصة الأمم المتحدة، بل هي افتتاح لحقبة سياسية جديدة تُجري فيه دمشق إعادة ترتيب أوراقها، وتحاول التفاوض على مداخل شرعية بعد سنوات من العزلة والتأزم الدولي. 

207.jpg
الرئيس السوري أحمد الشرع 

على هامش فعاليات الجمعية العامة، عقد الشرع سلسلة لقاءات مع رؤساء دول ومراكز قوة عالمية، من ترامب إلى ماكرون إلى الرئيس الأوكراني، في مسعى لإعادة بناء العلاقات، وكسب الاعتراف، وربما تمهيداً لرفع العقوبات وإطلاق مشاريع إعادة إعمار

الرحلة إلى نيويورك: استئناف رمزي للعلاقات الدولية

وصل الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك يوم 21 سبتمبر 2025، في زيارة تعد الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ نحو 60 عاماً. 

الهدف الرسمي: المشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وخطاب أمام المنصة الدولية، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية متعددة. 

يُشار إلى أن آخر رئيس سوري خاطب الأمم المتحدة كان نور الدين الأتاسي في 1967، ما يجعل ظهوره في نيويورك لحظة تاريخية في أشكال إعادة تموضع دمشق على الساحة الدولية. 

الكلمة أمام الأمم المتحدة: رفع العقوبات وتأكيد السيادة

في أول خطاب له أمام الجمعية، طالب الشرع بـ رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، واعتبرها “قيوداً على الشعب السوري” تعيق إعادة الإعمار والتعافي. 

كما انتقد استمرار الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشدداً على التزام بلاده باتفاق فك الاشتباك لعام 1974، ودعا المجتمع الدولي للتدخل للحفاظ على أمن سوريا وسيادتها. 

تزامن الخطاب مع أجواء احتفالية في بعض المدن السورية، حيث تابعه المواطنون على الشاشات، واحتُفل به كعودة رمزية لسوريا إلى المسرح الدولي. 

اللقاءات الثنائية: إشارات وتحالفات محتملة

وفي ركن من الأروقة الدولية لجامعة الأمم، التقى الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الصور أظهرت مصافحة ودية بحضور السيدة الأولى، لكن لم تُعلن تفاصيل رسمية دقيقة حول مضمون اللقاء. 

208.jpg
الشرع - ترامب 

وعلى هامش الفعاليات، التقى الشرع بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في محادثة تهدف إلى استكشاف فرص التعاون والدعم الأوروبي المحتمل لسوريا بعد الإطاحة بالنظام السابق. (تم رصد اللقاء عبر وسائط إعلامية متعددة) 

وكان من أكثر اللقاءات لفتاً للنظر، هو لقاء الشرع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعقب اللقاء أعلن زيلينسكي استعادة العلاقات الدبلوماسية بين كييف ودمشق، وقطع بعد أن كانت مقطوعة منذ عام 2022 بسبب مواقف دمشق تجاه النزاع الأوكراني. 

209.jpg
الشرع - زيلينسكي 

لقاءات أخرى مع ممثلين أمريكيين من الكونجرس والسيناتور جين شاهين، لمناقشة قانون قيصر وتداعياته، وأهمية إشراك مؤسسات قانونية وضمانات حقوق الإنسان في أي تبادل لإعفاء العقوبات. 

قراءة استراتيجية: ما وراء المسارات الدبلوماسية

 

استعادة الشرعية الدولية

يقف الشرع على مفترق لطريق بين كونه قائدًا انتقاليًا ومدمّر صورة النظام السابق  من خلال،من خلال  ظهوره في نيويورك ولقاءاته مع القادة، يحاول أن يقول للعالم: «أنا ليس إرهابيًا فقط، بل رئيس دولة معني بالمسار القانوني والسياسي». اللقاء مع ترامب أو ماكرون أو زيلينسكي يحمل رمزية: إنه ليس محظورًا بعد اليوم

كما أن استعادة العلاقات مع أوكرانيا تفتح له جبهة دبلوماسية مهمة، خصوصاً إذا استطاع تأمين موقف داعم في أوروبا تجاه رفع العقوبات ضد دمشق.

ورقة العقوبات وإعادة الإعمار

رفع العقوبات هو الهدف المركزي الظاهر. معظم محادثات الشرع تركّزت على إقناع القوى الغربية بأن العقوبات تُضر بالشعب السوري وليست أداة ناحجة ضد النظام، وبالتالي حان وقت تخفيفها أو رفعها. 

إعادة الإعمار تحتاج تمويلًا دولياً وشركاء عالميين؛ وللدخول في هذا المضمار يحتاج الشرع إلى مواقف إيجابية من الدول الأوروبية والولايات المتحدة للحكم على شرعية دعمه. اللقاءات مع ماكرون وترامب هي مفاتيح محتملة لفتح الباب أمام هذا التمويل.

موازنة النفوذ بين القوى الإقليمية

سوريا بعد الإطاحة بالأسد تواجه واقعاً جديداً في موازين النفوذ الإقليمي: إسرائيل، إيران، تركيا، روسيا. لقاء الشرع في نيويورك يمكن أن يُفهم على أنه محاولة لإظهار استقلال سياسي أمام الضغط الإيراني أو التركي أو الروسي، وكأن دمشق تقول: “ليست سورية ألعوبة في يد أي طرف”.

في المقابل، إشراك الغرب في الملف السوري يمكن أن يضع ضغوطًا مقابل النفوذ الإيراني داخل البلاد، وقد يُستخدم ذلك للتفاوض السياسي الداخلي أو الإقليمي.

تحديات متعددة في الطريق

بقايا نظام الأسد: هناك ملفات متعلقة بحقوق الإنسان والملاحقات الجنائية من النظام السابق، والتي قد تلوّح الدول الغربية باستخدامها كورقة ضغط.

فرضيات الكرسي والتزامات الكونجرس: حتى لو دعا ترامب لإلغاء العقوبات، هناك تشريع مثل “قانون قيصر” الذي يجب تجاوزه عبر الولايات المتحدة والكونجرس. 

الثقة الدولية والرقابة: الدول التي قد تستثمر أو تساهم في الإعمار ستطالب بضمانات شفافية ومراقبة لمنع الفساد أو عودة النفوذ المظلم الذي صاحبه النظام القديم.

الحساسيات الإقليمية: إسرائيل قد تلوّح بمعارضة أي دعم لسوريا ما لم تلتزم بتفاهمات أمنية – وقد عبّر نتنياهو عن “تقدم محدود” في المفاوضات مع دمشق، لكنه عزّز الحذر. 

توقعات مستقبلية

زيارة الشرع إلى نيويورك تمثل نقطة تحول دبلوماسية في العلاقة بين سوريا والعالم، ليس فقط من حيث العائد الرمزي، بل من حيث ما يمكن أن تحققه من مكاسب ملموسة. إن استطاع ترجمة هذه اللقاءات إلى خطوات فعلية، فقد يبدأ حقبة جديدة لسوريا: فصل العزلة، اندماج مع النظام الدولي، إعادة الإعمار، وربما تفاوض سياسي إقليمي.

لكن الطريق لن يكون سهلا التحديات القانونية، والمواقف الدولية المشكّكة، والمصالحة مع الداخل السوري، والضغوط الإقليمية كلها عوامل قد تعيق هذه المسارات

في النهاية، ما صنعته هذه الزيارة هو بداية لعبة جديدة: لن تُقاس الضربة بأنها زيارة وحسب، بل بالنتائج التي سيجنيها الشرع من وراء ذلك — في رفع العقوبات، واستقطاب المستثمرين، واستعادة الاعتراف، وتحقيق الاستقرار الذي يُعيد لسوريا مكانتها في خريطة النفوذ الدولية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الدولار يستقر قبل سلسلة خطابات لمسؤولي الفيدرالي الأمريكي
التالى وزير الخارجية في اجتماع التحالف الدولي لحل الدولتين: مصر ترفض كل محاولات التهجير