احتفل السعوديون باليوم الوطني الـ95، استذكاراً للحظة التاريخية التي أعلن فيها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود توحيد البلاد، تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، وتحت راية "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932 واستئناف مسيرة الازدهار والاستقرار للأرض التي ينتمون إليها ويفتخرون بها.
فقد احتفلت المملكة العربية السعودية مساء أمس باليوم الوطني الـ95 الذي يحل 23 سبتمبر من كل عام. ليتوجوا بهذا الإعلان جهود وكفاح الملك عبدالعزيز على مدار 3 عقود، نقل فيها المنطقة التي كانت تعاني فراغا سياسيا وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية، إلى مرحلة الوحدة والاستقرار والنماء.

في وقت تتعاظم فيه مكانة المملكة الإقليمية والدولية، وتتزايد إنجازاتها على مختلف الأصعدة، بفضل طباعها وقيمها التي شكلت أيضا مبادئ سياستها الخارجية.

«عزنا بطبعنا»
وتحت شعار «عزنا بطبعنا»، الذي يروي قصة فخر واعتزاز تجمع العمق الحضاري والتاريخي بالحاضر الزاهر والطموح الواعد، قصة فخر واعتزاز بقيم وطباع فُطِرَ عليها السعوديون وتشكل هويتهم، وثقافتهم، كالكرم، والفزعة، والأصالة، والجود، إضافة إلى الطموح الذي يظهر جليا في رؤية 2030.

حفل استقبال في العاصمة باريس
احتضن قصر البورصة الفرنسي بباريس حفل المملكة حيث أقام السفير فهد بن معيوف الرويلي، ممثل خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا وإمارة موناكو، حفل استقبال في العاصمة باريس، بحضور العديد من الوزراء أبرزهم رشيدة داتي وزير التعليم في حكومة ماكرون الحالية وزيرة العدل في حكومة ساركوزي وايف لودريان وزير الخارجية ووزير الدفاع السابق وكبار المسؤولين الفرنسيين، وأعضاء البرلمان، والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى فرنسا، وكبار رجال الصناعة والأعمال الفرنسيين وشخصيات ثقافية وفكرية وفنية في فرنسا وعلى رأسهم جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس ووزير الثقافة السابق، وذلك بحضور مندوب المملكة الدائم باليونسكو، والطاقم الدبلوماسي ، وأعضاء الملحقيات والمكاتب السعودية، وعدداً من المبتعثين والمتدربين السعوديين في فرنسا.

العلاقات الثنائية الفرنسية السعودية
ألقى السفير فهد بن معيوف الرويلي كلمته بالفرنسية ترحيبا بالحضور، ومشيدا بتميز العلاقات الثنائية الفرنسية السعودية وما تشهده من تطور سريع، وشراكة استراتيجية شاملة، وتعاون بناء لمواجهة التحديات المشتركة.
وتطرق إلى ما تمثله هذه المناسبة الغالية لدى الشعب السعودي، وما تشهده المملكة من تقدم واسع على الأصعدة كافة في ظل قيادتها الحكيمة المتكثلة في الملك سلمانبن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وضمن استراتيجيتها التنموية الشاملة وما تمر به المملكة من نهضة تنموية شاملة ضمن استراتيجيتها المرسومة في رؤية 2030 وأهدافها نحو التنمية البشرية المستدامة، وما تحققه هذه الرؤية من نجاح على الصعد كافة منذ انطلاقها 2016. كما قدم السفير الرويلي في كلمة له موجزاً عن أبرز أسس السياسة الخارجية السعودية وعلاقاتها الدولية الواسعة ومساعيها لإحلال السلام والأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، وعضويتها الفاعلة في المنظمات والمعاهدات الدولية المعنية بتعزيز الأمن والسلم الدوليين ومكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم التنمية المستدامة وحماية البيئة، ومن ذلك عضويتها في مجموعة (G20) التي قدمت من خلالها العديد من المبادرات لتعزيز التعاون الدولي في وجه المخاطر والأزمات، ومكافحة الفقر ومعالجة الديون، ومواجهة المشاكل المرتبطة بالتغير المناخي، وإطلاقها للعديد من المشاريع الموجهة للعناية بالبيئة والتحول للطاقة المتجددة والنظيفة، وجهودها أيضاً للتعريف بمبادئ العقيدة الإسلامية السمحة القائمة على الاعتدال والتسامح والحوار.

تطرق السفير الرويلي ، إلى ما تمر به المملكة من تنمية وتقدم واسعين أكدته التقارير الأممية المعتمدة، آخرها مؤشر التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورصد تقدم المملكة في العديد من المؤشرات التنموية وتصنيفها في المركز المتقدمة بين دول العالم، وضمن قائمة "الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً".

الرياض إكسبو 2030 الدولي
كما أشار إلى الرياض إكسبو 2030 الدولي، التي فازت باستضافته المملكة العربية السعودية. وأعلن بأن المعرض سيُقام من 1 أكتوبر 2030 وحتى 31 مارس 2031 في العاصمة السعودية الرياض، وسيكون موضوعه الرئيسي "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل". وإن فوز المملكة ترسيخ لدورها الريادي والمحوري. وقال إن الرياض جاهزة لاحتضان العالم في إكسبو 2030، ووفائها بما تضمنه الملف من التزامات.

وتحدث السفير عن تطور التعليم في بلاده حتى غدت الجامعات السعودية من بين أفضل الجامعات على المستوى العالمي وفق تقارير الأمم المتحدة كما أشار الى سياسة تحرير المرأة مستمرة وأن المرأة السعودية اصبحت تساهم في بناء النهضة إلى جوار الرجل لمل كفاءة وعزيمة وهمة.
وأضاف أنّ التطور المتسارع الذي تشهده المملكة على المستويات كافة، من تنويع اقتصادي وتقدم تقني ونهضة في المشاريع الكبرى وتنمية بشرية يقترن بسياسة خارجية متوازنة وفاعلة تعزز من حضور المملكة على مختلف المستويات، وتؤكد التزامها التام بالوقوف مع القضايا العادلة، وبناء الشراكات الاستراتيجية، والمضي قدمًا نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي
وأكد بأن الأمير محمد بن سلمان حقق منجزات جوهرية كثيرة في هذه الرحلة العظيمة، لافتاً إلى أن نموذج الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، ما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي. وقد قطع المملكة أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.

وأوضح أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رفع نسبة تملك المساكن للمواطنين من (47%) عام 2016 إلى ما يزيد عن (63%)، وأشار في إطار إنجازات السياحة مثلاً إى أن مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، إذ حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019، مستهدف مائة مليون سائح في 2030، في حين تجاوزت هذا المستهدف والوصول إلى مائة وتسعة ملايين سائح عام 2023.

الذكاء الاصطناعي
وفي السياق ذاته، وقال السفير في كلمته إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم والذكاء الاصطناعي، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.

ونتيجة منجزات المملكة ورؤيتها، اصبحت تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، ما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034.

ويشدد سفير خادم الحرمين الشريفين بأن بلاده على يد القيادة الحكيمة حققت المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودوليا.





















