أكد مسيرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، أن تصريحات مندوب الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة حول الموقف الأوروبي من الصراع، لا تتجاوز كونها أقوالا عابرة ستُنسى سريعًا، مشيرًا إلى أن أوروبا بالفعل لم تُظهر رد فعل يتناسب مع حجم المأساة المستمرة.
تحول دراماتيكي بعد اعتراف دول كبرى
وأضاف بكور، في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن المشهد يشهد اليوم تحولًا دراماتيكيًا مهمًا بعد اعتراف كل من المملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا ودول مجموعة السبع الصناعية الكبرى بدولة فلسطين، معتبرًا أن هذه الخطوة لن تكون محل تراجع لكنه تساءل: "ماذا سيستفيد الفلسطينيون من هذا الاعتراف، بينما يعلن نتنياهو أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، ويسعى إلى ضم الضفة الغربية واقتلاع غزة بالكامل؟".
الموقف الألماني المتشدد
وأشار إلى أن ألمانيا تواصل التشدد في موقفها بزعم أن "الشروط الموضوعية" للاعتراف بدولة فلسطين لم تتحقق بعد، لافتًا إلى مشهد المستشار الألماني الذي ظهر مرتديًا القلنسوة اليهودية أثناء افتتاح كنيس يهودي متأثرًا بالبكاء، وهو ما يعكس انحيازًا واضحًا.
عزلة نتنياهو دوليًا
وأوضح "بكور"، أن الموقف الأوروبي يشهد شرخًا حادًا، لكنه رغم ذلك يتقدم في جوانب مهمة، خاصة بعد أن أصبح نتنياهو عاجزًا عن الطيران فوق الأجواء الأوروبية التزامًا بقرارات محكمة العدل الدولية واتفاقية روما، إضافة إلى امتناع نحو 30 دولة إفريقية عن استقباله.
واعتبر أن خوف نتنياهو من الاعتقال وعدم مروره فوق أراضي هذه الدول "مؤشر إيجابي على عزلة الاحتلال"، رغم محاولاته المتكررة للتشكيك في قرارات الشرعية الدولية.
إنجاز مهم للقضية الفلسطينية
وأكد أن الاعتراف الأوروبي الأخير يمثل إنجازًا مهمًا للقضية الفلسطينية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن استمرار الموقف الألماني المتشدد والداعم للولايات المتحدة يظل عقبة بارزة أمام الوصول إلى إجماع أوروبي كامل بشأن الدولة الفلسطينية.