أخبار عاجلة

المسكنات تثير أزمة في أمريكا.. ترامب: تسبب التوحد.. وأوباما يهاجمه

المسكنات تثير أزمة في أمريكا.. ترامب: تسبب التوحد.. وأوباما يهاجمه
المسكنات تثير أزمة في أمريكا.. ترامب: تسبب التوحد.. وأوباما يهاجمه

أثار تصريح الرئيس دونالد ترامب حول سلامة المسكنات مثل الأسيتامينوفين (المعروف باسم تايلينول أو باراسيتامول) نقاشات ساخنة على الساحة الأمريكية، فقد زعم ترامب أن تناول هذه العقاقير أثناء الحمل يزيد من خطر إصابة المواليد بالتوحد، ناصحًا النساء الحوامل بتجنب المسكنات والصبر على الألم.

 

ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، قال ترامب: "لا تأخذوه"، مشيرًا إلى أن النساء يجب أن "يقاتلن بشدة وأن يمتنعن عن تناوله"، وأضاف أن "لا يوجد ضرر" في تجنبه، رغم أن هذا يتعارض مع النصائح الطبية التي تحذر من مخاطر عدم علاج الحمى أثناء الحمل. كما أكد في صحيفة إن بي آر: "تناول تايلينول ليس جيدًا... إذا لم تستطعن الصمود، قد يكون استخدامه استخدامًا محدودًا ضروريًا، لكن من الأفضل عدم تناوله على الإطلاق".

 

وأدى هذا التصريح إلى إثارة قلق الخبراء الطبيين الذين يؤكدون عدم وجود رابط سببي مثبت بين المسكنات والتوحد، مشيرين إلى أنها من أكثر الخيارات أمانًا لتخفيف الألم أثناء الحمل. كما أعاد ترامب في التصريح نفسه التأكيد على روابط غير مثبتة بين اللقاحات والتوحد، ما دفع إلى انتقادات حادة من منظمات طبية مثل الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد. 

وفقًا لصحيفة الجارديان، أعلن ترامب عن تمويل بحوث جديدة لدراسة هذه الادعاءات، لكن العلماء يرفضونها كونها غير مدعومة بأدلة علمية قوية.

 

ورد الرئيس السابق باراك أوباما على تصريحات ترامب، معتبرًا إياها "عنفًا ضد الحقائق" لأنها تتعارض مع الإجماع العلمي السائد. 

وفقًا لصحيفة الجارديان، أدلى أوباما بهذا التصريح، أمس الأربعاء، محذرًا من أن مثل هذه الادعاءات تؤدي إلى زيادة معاناة النساء الحوامل في الولايات المتحدة، خاصة مع انتشار المعلومات المضللة، وقال: "لدينا في المكتب البيضاوي من يصدر ادعاءات واسعة حول بعض الأدوية والتوحد التي تم دحضها بشكل مستمر... إنها تضعف الصحة العامة ويمكن أن تسبب ضررًا للنساء".

 وأكد أوباما أن تجاهل العلم يشكل خطرًا على الصحة العامة، مشيرًا إلى أن الدراسات الواسعة لم تثبت أي صلة سببية بين الأسيتامينوفين والتوحد.

 

أما الدكتور محمد أوز، الذي يشغل منصب مدير خدمات الرعاية الصحية في إدارة ترامب، والذي يقدم برنامجًا تليفزيونيا طبيًا شهيرًا، فقد نأي بنفسه عن رأي ترامب جزئيًا، مؤكدًا أن المسكنات "آمنة تمامًا" عند استخدامها وفقًا للإرشادات الطبية المناسبة.

 

ووفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، أدلى أوز بهذا التصريح، الأربعاء، محاولًا تهدئة الجدل بتأكيد أهمية استشارة الأطباء بدلًا من الاعتماد على نصائح عامة، وقال: "إذا كان لديكم حمى عالية... فمن المؤكد أن الطبيب سيصف لكم شيئًا، وقد يكون تايلينول واحدًا منها... خذوه عندما يكون مناسبًا، ربما يكون الأسيتامينوفين خياركم الأفضل، لكن خذوه عندما تحتاجونه فعلًا".

 

وانتقد خبراء آخرون، بما في ذلك أخصائيو التوحد، ادعاءات ترامب، معتبرين أنها تعتمد على دراسات أولية غير قاطعة وتتجاهل مخاطر عدم علاج الألم أو الحمى أثناء الحمل. وفقًا لموقع الإذاعة الوطنية العامة، "إن بي آر"، أكدت هيلين تاجر-فلوسبرج، مديرة مركز تميز أبحاث التوحد في جامعة بوسطن، أن تصريخات ترامب الأخيرة "مروعة" و"مشوهة" للعلم، وقالت: "الرسالة ستؤثر على ملايين الأرواح من النساء الحوامل الآن... أمهات الأطفال المصابين بالتوحد سيخافون أن هذا ما فعلوه وأنهم تسببن في إصابة أطفالهن بالتوحد، وهذا غير صحيح على الإطلاق... فلا يوجد دليل مطلقًا لدعم مثل هذا التصريح القوي الذي سمعناه من الرئيس ترامب".

 

كما أصدرت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية بيانًا رسميًا يعلن عن مبادرات لمواجهة التوحد، بما في ذلك دراسات حول الأسيتامينوفين، لكن دون تأكيد سلامته أو خطره بشكل مباشر. وفقًا لشبكة سي إن إن، أثار هذا الجدل مخاوف من تأثير سلبي على صحة الأمهات، حيث قد يؤدي تجنب المسكنات إلى مضاعفات أكبر، وقال الدكتور بول أوفيت، أستاذ طب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا: "إخبار النساء بـ'الصمود أمام الحمى' أمر خطير وغير مسؤول من الرئيس ترامب".

 

وفي السياق السياسي، أعرب نواب بالكونجرس عن قلقهم، معتبرين أن هذه التصريحات تروج للمعلومات الكاذبة. وفقًا لصحيفة الجارديان، قالت الدكتورة مونيك بوثا، الأستاذة المشاركة بجامعة دورهام: "هناك العديد من الدراسات التي تنفي الرابط، لكن أهمها دراسة سويدية شملت 2.4 مليون ولادة نشرت في 2024، ووجدت عدم وجود علاقة بين التعرض للباراسيتامول في الرحم والتوحد أو اضطراب نقص الانتباه أو الإعاقة الفكرية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير سببي".

 

ويعكس هذا الجدل توترًا أوسع بين المجالين السياسي والعلمي، حيث يخشى الخبراء من أن مثل هذه التصريحات قد تقلل من ثقة الجمهور في الأدوية الآمنة وتزيد من المخاطر الصحية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات التوحد الذي يُعزى أساسًا إلى عوامل وراثية وبيئية معقدة، كما أكدت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين في بيانها: "التوحد اضطراب معقد، ومن غير الصحيح الادعاء أن حفنة من الدراسات أثبتت السببية". 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الخارجية يجتمع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"