انطلقت شحنة غاز مسال مصرية إلى أحد المواني الأوروبية، في خطوة أصبحت نادرة بعد أن اضطرت البلاد إلى الاعتماد على الواردات منذ العام الماضي (2024)، بدلًا من كونها مُصدرًا صافيًا.
وغادرت ناقلة الغاز المسال "مينيرفا أمورغوس" (Minerva Amorgos) محطة إدكو للغاز المسال المصرية في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، محمّلة بشحنة متجهة غربًا إلى أوروبا.
ووفق بيانات تتبُّع السفن لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع أن تصل الناقلة إلى ميناء ساغونتو الإسباني مساء اليوم الأربعاء (24 سبتمبر/أيلول 2025).
وتمتلك مصر محطتّي إسالة بقدرات تفوق 12 مليون طن سنويًا، إذ تبلغ قدرة محطة "إدكو" 7.2 مليون طن، عبر خطَّي إنتاج، في حين يتمتع مجمع دمياط بقدرة إنتاجية تصل إلى 5.2 مليون طن سنويًا من الغاز المسال.
شحنة غاز مسال مصرية
أفرغت ناقلة الغاز المسال "مينيرفا أمورغوس" في البداية شحنة غاز مسال مُحمّلة من الكاميرون في محطة العين السخنة المصرية عبر وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة إنرغوس باور في 15 سبتمبر/أيلول 2025.
ثم رست السفينة في محطة إدكو، قبل أن تغادرها يوم السبت الماضي (20 سبتمبر/أيلول)، وتوجد حاليًا قبالة سواحل إسبانيا، على أن تصل إلى ميناء ساغونتو للغاز المسال مساء اليوم الأربعاء، بحسب بيانات تتبُّع السفن من منصة "مارين ترافيك" (Marine Traffic).
وتمتلك محطة الإسالة في إدكو، التي تعمل منذ عام 2005، خطّين لإسالة الغاز بطاقة إجمالية تبلغ 7.2 مليون طن متري سنويًا، أي ما يعادل نحو 120 شحنة.
وتستحوذ شركتا شل البريطانية وبتروناس الماليزية على نحو 35.5% لكل منهما من محطة إدكو، في حين تبلغ حصة الحكومة المصرية ممثلةً في هيئة البترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" نحو 12.0% لكل منهما، وتمتلك شركة إنجي الفرنسية النسبة المتبقية البالغة 5.0%.
قبل سبتمبر/أيلول، تولّت شركة شل تصدير شحنة غاز مسال مصرية في أبريل/نيسان المنصرم، وكانت أول شحنة منذ الشهر نفسه من عام 2024، في حين لم تُصدر المحطة سوى 4 شحنات خلال 2024 بأكمله: اثنتين لشركة شل واثنتين لشركة توتال إنرجي الفرنسية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت شركة شل أم شركة توتال إنرجي هي من تولّت تصدير شحنة الغاز المسال الأخيرة.
وعلمت منصة الطاقة من مصادر مطّلعة أن شركة شل تعتزم تصدير شحنة غاز مسال واحدة خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري، مع استمرار العمل لتصدير المزيد من الشحنات.
وأوضحت المصادر أن الحكومة المصرية هي من تُحدد توزيع إمدادات الغاز للسوق المحلية وللتصدير، ويعتمد توزيع الصادرات على توافر فائض الغاز.

حوافز زيادة إنتاج الغاز في مصر
يأتي تصدير شحنة غاز مسال مصرية جديدة بعد أن قدّمت الحكومة في أغسطس/آب 2024 عدّة حوافز للشركات الأجنبية لزيادة إنتاج الغاز في البلاد خلال العام الجاري (2025).
ويشمل ذلك السماح للشركات الأجنبية بتصدير حصة معينة من الإنتاج الجديد، عبر محطات الإسالة المصرية، على أن تُستعمل عائداتها في سداد المستحقات المطلوبة للشركاء الأجانب، بالإضافة لرفع سعر حصة الشريك الأجنبي من الإنتاج الجديد من الغاز.
وتتوقع الحكومة المصرية أن يعود إنتاج البلاد من الغاز الطبيعي إلى 6.6 مليار قدم مكعّبة يوميًا بحلول عام 2027، ارتفاعًا من نحو 4.1 مليار قدم مكعّبة في السنوات الـ3 الماضية.
وانتعشت واردات مصر من الغاز المسال بصورة لافتة منذ بداية العام الجاري، مع تعزيز البلاد قدرتها على إعادة التغويز، لتحقق في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين أعلى معدل لها على الإطلاق.
وسجّل أغسطس/آب الماضي رقمًا قياسيًا في واردات مصر من الغاز المسال وصل إلى 1.27 مليون طن، في حين سجّل شهر يوليو/تموز ثاني أعلى معدل تاريخي بلغ 0.987 مليون طن، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وقفزت واردات مصر من الغاز المسال خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري إلى 4.66 مليون طن، مقابل 0.978 مليون طن في المدّة نفسها من عام 2024، أي بمعدل زيادة سنوي 3.68 مليون طن، وهو ما يتجاوز إجمالي واردات العام الماضي (2024) البالغ 2.8 مليون طن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: