تواجه باكستان واحدة من أصعب أزماتها في العصر الحديث حيث تجتاح فيضانات باكستان مدمرة أقاليمها الزراعية والصناعية الحيوية مسببة خسائر بمليارات الدولارات وتضع ضغوطاً هائلة على الإمدادات الغذائية والصادرات وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في توقيت حرج للغاية بينما كانت البلاد تسعى جاهدة لتثبيت تعافيها الاقتصادي الهش بدعم من برنامج إنقاذ بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لقد أغرقت الأمطار الموسمية غير المسبوقة أحلام النمو وحولت الأراضي الخصبة والمناطق الصناعية المزدهرة إلى مستنقعات واسعة من الدمار مما يهدد بنسف كل الجهود المبذولة لإخراج الاقتصاد من كبوته.
فيضانات باكستان ضربة قاصمة لآمال التعافي الاقتصادي
كانت الحكومة الباكستانية قد رسمت توقعات متفائلة تشير إلى تحقيق نمو بنسبة 4.2% بحلول عام 2026 مدفوعاً بشكل أساسي بانتعاش قطاعي الزراعة والصناعة لكن هذه الآمال تبخرت مع هطول الأمطار الموسمية التي فاقت كل التوقعات.
وغمرت مساحات شاسعة من الأراضي الأكثر كثافة سكانية وأهمية اقتصادية ولأول مرة منذ عقود تضرب الفيضانات قلب المناطق الريفية والمراكز الصناعية في آن واحد مما يجعل حجم الخسائر مضاعفاً ويضع مستقبل الاقتصاد الباكستاني على المحك.
كارثة زراعية بالأرقام ومحاصيل استراتيجية تحت الماء
كشفت التقارير الميدانية وصور الأقمار الصناعية عن حجم الكارثة الزراعية حيث تشير التقديرات إلى غمر ما لا يقل عن 220 ألف هكتار من حقول الأرز الحيوية.
فيما أعلنت هيئة إدارة الكوارث في إقليم البنجاب عن تضرر نحو 1.8 مليون فدان من الأراضي الزراعية وبحسب اتحاد المزارعين الباكستاني فإن الخسائر فادحة حيث تضرر نصف محصول الأرز و60% من محصولي القطن والذرة بخسائر قد تصل قيمتها إلى تريليون روبية.
أي ما يعادل 3.53 مليار دولار كما حذر المزارعون من تدمير 10% على الأقل من إجمالي المحاصيل الوطنية بينما تجاوزت خسائر الخضروات نسبة 90% في بعض المناطق مما يهدد بشكل مباشر موسم زراعة القمح الذي يؤمن نصف احتياجات البلاد الغذائية.
الشلل يضرب الصناعة والصادرات في قلب العاصفة
لم تقتصر الأضرار على القطاع الزراعي بل امتدت لتصيب القطاع الصناعي في مقتل حيث غرقت ورش ومصانع كبرى في مدن صناعية هامة مثل سيالكوت مما أضر بقطاعات رئيسية تشكل عماد الصادرات الباكستانية.

كالنسيج والسلع الرياضية والمعدات الطبية كما أن تراجع إنتاج القطن بسبب الفيضانات يهدد بإرباك صناعة النسيج بأكملها بينما يخشى مصدرو الأرز من فقدان قدرتهم التنافسية في الأسواق العالمية أمام الهند مما يعني ضربة مزدوجة للاقتصاد.