نظمت مديرية الشؤون الصحية بمحافظة الشرقية، بالتنسيق مع إدارات التربية والتعليم والأزهر وفرع هيئة التأمين الصحي بالمحافظة ورشة عمل مكثفة استهدفت تدريب ما يقرب من 200 من المنسقين والزائرات الصحيات ورائدات التأمين الصحي، وذلك في إطار الاهتمام المتواصل بالقطاع الصحي وحرص محافظة الشرقية على الحفاظ على صحة أبنائها من الطلاب داخل المدارس والمعاهد الأزهرية.
استهدفت هذه الخطوة؛ رفع مستوى الجاهزية لمواجهة الأمراض المعدية بين الطلاب والتعامل مع أي حالات طارئة بسرعة وفعالية.
وأكد المحافظ حازم الأشموني أن الاهتمام بالقطاع الصحي لا يقتصر على تقديم الخدمات العلاجية داخل المستشفيات فقط، بل يمتد ليشمل إجراءات وقائية دقيقة داخل المؤسسات التعليمية، حيث يقضي الطلاب ساعات طويلة يومياً، مما يجعل المدارس بيئة معرضة لانتشار العدوى إذا لم يتم الالتزام بمعايير السلامة.
وأوضح أن تدريب الكوادر الصحية بالمدارس يعد استثماراً حقيقياً في حماية الطلاب، مشيراً إلى أن الاكتشاف المبكر لأي إصابة يسهم بشكل كبير في تقليل معدلات العدوى ومنع تفشي الأمراض.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد البيلي، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن الورشة امتدت على مدار أسبوع كامل وشملت عدداً من المحاور الأساسية، وتناولت أساليب الترصد والرصد المبكر للأمراض المعدية داخل المدارس، وكيفية التعامل مع أي مؤشرات أولية لظهور أمراض سارية بين الطلاب.
كما تضمن التدريب توعية شاملة للمنسقين حول الطرق المثلى لنشر الثقافة الصحية بين التلاميذ والمعلمين على حد سواء، مع التركيز على أهمية النظافة الشخصية، وغسل الأيدي بشكل دوري، والالتزام بتناول الأغذية الصحية المتوازنة التي تعزز مناعة الجسم وتقلل فرص الإصابة بالفيروسات.
ولم يغفل التدريب جانب صحة البيئة المدرسية، حيث جرى التأكيد على أهمية التهوية الجيدة والإضاءة الملائمة داخل الفصول الدراسية، إلى جانب المحافظة على نظافة دورات المياه وساحات المدارس، والحرص على أعمال التطهير والتعقيم بصورة منتظمة.
كما تناولت الورشة التعريف بالسن المدرسي ومراحل نمو الطفل وأهمية التطعيمات المقررة في هذه المرحلة، بما يضمن وقايتهم من العديد من الأمراض المعدية التي قد تهدد صحتهم وحياتهم.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة متكاملة لوزارة الصحة تهدف إلى تعزيز نظم الترصد الوبائي على مستوى المدارس، وربطها بشكل مباشر ببرامج الاستجابة السريعة، بحيث يتم عزل أي حالات مشتبه بها فوراً وإخطار الجهات المختصة، بما يضمن التدخل المبكر ويحد من انتشار العدوى.
وتجسد هذه الخطوة التعاون المثمر بين القطاعين الصحي والتعليمي بالمحافظة، حيث يشترك الطرفان في هدف واحد هو توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية لأبنائنا، خاصة مع انطلاق العام الدراسي الجديد الذي يشهد تجمعات كبيرة للطلاب في مختلف المدارس. ويأمل القائمون على البرنامج أن ينعكس التدريب بشكل مباشر على سلوكيات الطلاب الصحية ويعزز من قدرتهم على مواجهة أي أمراض موسمية أو وبائية.
