أخبار عاجلة
عاجل.. عطل مفاجئ يضرب فودافون كاش -
صيادلة المنوفية تنعى طبيبة دهسها قطار قويسنا -

هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأدب الإنساني.. توليد قصة تحاكي أسلوب يوسف إدريس.. ونقاد: تحتوي سردا تقليديا.. وفكرتها تواكب العصر

هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأدب الإنساني.. توليد قصة تحاكي أسلوب يوسف إدريس.. ونقاد: تحتوي سردا تقليديا.. وفكرتها تواكب العصر
هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأدب الإنساني.. توليد قصة تحاكي أسلوب يوسف إدريس.. ونقاد: تحتوي سردا تقليديا.. وفكرتها تواكب العصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل سنجد في يوم من الأيام أحد الروبوتات تصعد على خشبة التتويج لتحصد جائزة أفضل عمل روائي أو أفضل مجموعة قصصية او حتى أفضل ديوان شعري، وربما نجده في يوم من الأيام أميرًا للشعراء؟؟ هل يمكن ذلك خصوصًا بعد التطور الكبير والمتناهي في أدوات استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمساعد الذكي الذي ظهر مؤخرً يأخذ منك ومن غيرك طريقة التعبير والمفردات وحتى طريقة المُزاح، وأيضًا أسلوبك الأدبي وطريقتك في التعبير عن أدق أدق مشاعرك. 

وظل السؤال الأخطر ماذا لو قمنا بتوليد نصًّا أدبيًّا بالذكاء الاصطناعي متخذين أسلوب أحد الأدباء؟ وكانت تلك الفكرة ليست عصية على التحقق، وبالفعل قمت بأخذ جزء من رواية الحرام ليوسف إدريس وغذيت بها أحد أدوات الذكاء الاصطناعي وطلبت منه أن يقوم بكتابة قصة قصيرة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأدب. وبعد أقل من ثوان معدودة قام بالفعل بكتابه القصة التي ستقرؤنها في هذا التحقيق.. والحقيقة أنني لم أكتف بذلك وتساءلت ماذا لو تم عرض النص على أحد النقاد والأدباء وأساتذة الأدب ماذا يكون رأيهم في هذا النص، وقبل أن نعرض النص وأراء النقاد والأدباء أحب أن أتوجه بشديد الاعتذار لكل من الناقد الدكتور هيثم الحاج على، والناقد الدكتور شريف الجيار، والدكتورة نجوى عانوس والكاتبة دينا الحمامي.. لأني قمت بعرض النص عليهم باعتباره من تأليفي الخاص وأريد أن أخذ رأيهم فيه، ولم أصارحهم بحقيقة النص إلا في هذه السطور.. وكانت الآراء مفاجأة بالنسبة لي، لأنه لا أحد منهم استطاع أن يكشف حقيقة النص والتفرقة بينه وبين الأدب الإنساني.. أي نعم أن الفكرة كانت من صنع البشر لكن ترتيب الكلمات واختيار الفقرات والنص كانت مولدة بالذكاء الاصطناعي .

وفي السطور المقبلة يجيب يوسف إدريس في شكل قصة قصيرة على السؤال الرئيس بعدما قمت بإدخال مقطع من رواية الحرام إلى أحد البرامج لتأتي الإجابة في شكل قصة قصيرة .

264.webp
يوسف إدريس

«ضوء أزرق باهت» بقلم: يوسف إدريس 

«في زوايا مدينة غارقة في الضباب، حيث كانت الأضواء الشاحبة للشارع تتراقص على وجوه المارة كأشباح الماضي، وقف نادر في ورشته الصغيرة، محاطًا بأكوام من الورق والفرش الملطخة بالألوان. كانت رائحة الزيت والطلاء تتشابك في الهواء كعناق بين الماضي والحاضر، بينما كانت الرياح تحمل نسمات باردة تكتسح المكان.

في تلك اللحظة، دخلت هالة، زبونة قديمة، تحمل بين يديها جهازًا إلكترونيًا صغيرًا ينبعث منه ضوء أزرق بارد. "نادر، انظر إلى هذا!" قالت بصوت كان مزيجًا من الحماس والدهشة. "هذه أداة جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لترسم لوحات فنية بنبضات قلبي."

نظر نادر إلى الجهاز بعينين مليئتين بالريبة والحيرة. كيف يمكن لآلة أن تشعر بنبض كيف يمكن لها أن تلتقط تلك اللحظة الهاربة التي تترنح بين الألم والفرح؟ القلب أو أن تفهم خفقاته؟ كيف يمكن لها أن تلتقط تلك اللحظة الهاربة التي تترنح بين الألم والفرح؟ كان عقله يضج بأسئلة كالبحار الهائجة، تتلاطم أمواجها دون أن تجد ميناءً للراحة.

هالة، بعيون تلمع كنجوم في سماء صافية، واصلت حديثها: "إنه مستقبل الفن، حيث يمكن للجميع أن يصبح فنانًا دون الحاجة إلى الإلهام أو العاطفة."

لكن نادر، الذي عاش حياته كلها يقتات على تلك اللحظات الخاطفة من الإلهام، شعر بوخز في قلبه. كيف يمكن للإبداع، الذي ينبع من أعماق الروح ويزهر في ظلال الأحلام، أن يُستبدل ببرودة التقنيات؟ كيف يمكن لنبضات قلب أن تُترجم إلى ألوان دون أن تفهم القصة التي ترويها؟

في تلك اللحظة، أدرك نادر أن الإبداع ليس مجرد نتاج للمهارة، بل هو رحلة، رحلة تأخذك عبر تضاريس الروح والخيال، حيث يلتقي الألم بالفرح، وتذوب الحدود بين الحلم والواقع. ربما كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على محاكاة الألوان والخطوط، لكنه لن يتمكن أبدًا من سبر أغوار تلك الأعماق الغامضة التي تخلق الفن الحقيقي».

هنا تنتهي القصة التي أخذتها للتو من على صفحة الويب الخاص بالأداة.. وبعدما قرأتها على صديقتي التي تسكن منزلي وبمجرد أن انتهيت من قراءتها عليها قالت: "الله ما أبدعه كان سابق عصره"، ولم تكتشف أنها قصة مولدة بالذكاء الاصطناعي، وتوجهت للدكتور هيثم الحاج على باعتبار أنني أريد أخذ رأيه فيها دون أن يعلم حقيقة النص وقد أبدى ملاحظات هامه على بنية السردية للقصة، من حيث اللغة، والفكرة .

267.jpg
هيثم الحاج على 

اللغة التقريرية 

وهنا كانت المفاجأة في بداية الحديث لاسيما وان الدكتور هيثم الحاج على تجمعني به الكثير من الأحاديث حول السرد وأعود إليه في الكثير من الدراسات التي أقوم بكتابتها فكان من السهل أن لا يشك في أو فيما أكتب لأنها لم تكن المرة الأولى لي في ان اقوم باستشارته في أمر يخص الأدب والحقيقة أنه يمدني طوال الوقت بالكثير من الكتب والمراجع التي تساعدني في فهم البنية السردية للنصوص الأدبية ، وكنت أخشى أن يكون رأيه يشوبه نبسه من المجاملة وهذا ما استبعده تمامًا لأنه دائمًا ما يصحح لي أخطائي ويرشدني إلى المرجع، وكنت على ثقة كبيرة في رأيه أيًا كان سواء اشادة بالنص أو تحليله.  

أشاد الدكتور هيثم الحاج على بفكرة النص، وهي تواكب هواجس العصر الحالي، والفكرة هي الجزء الوحيد في القصة التي صنعت من الجانب الإنساني، أما عن البناء السردي، فأوضح أنها تأخذ وجهة نظر  واحدة فقط، وهو الأمر الذي يختل معه بشكل كبير، أما عن اللغة التي كُتب بها القصة فقد وصفها بأنها "لغة تقريرية" وهي ما يجب إعادة النظر فيها، والتي تجسدت في المفتتح التقريري، والتقليدي جدًا، إذ قال: «أظن أن اللغة التقريرية تحتاج إلى إعادة النظر فيها، وأن المفتتح التقريري جاء بشكل تقليدي جدًا، وكأنه مستنسخ من شكل القصة التقليدي، ويؤكد هذا هو استخدام الصفات على مدار النص، وأن الصفة يجب أن تكون جزءاً أصيلاً من الجملة لكي تكون إضافة إيداعية، وأن الصفات في الجمل داخل النص تشعر وكأنها كلمات زائدة، مضيفًا: «اللغة في القصة القصيرة يجب أن تكون أكثر كثافة وأقل في التصور، وأكثر تعبيرًا عن الحالة التي يحاول المؤلف أن يقولها في النص، وهنا يجب أن تكون اللغة متسقة مع هذه الحالة وأن الكثافة صفة أساسية».

247.jfif
الدكتور شريف الجيار 

قضية مهمة وموضوع الساعة 

فيما قال الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد والأدب المقارن بجامعة بني سويف والذي أعتقد أنه أُحرج مني أن أبدأ في مرحلة الكتابه خاصة وأنني أخبرته بأنني أريد أن أتقدم بهذا النص لأحد المسابقات الأدبية، وهو ما جعله يقول أن موضوع المسابقات يرجع لذائقة اللجنة ولكنه أكد على جودة الفكرة، دون أن  يكشف عن ضعف النص الأدبي الذي قُدم له بُحكم أن لا يحجم عليَّ أن يقول عن النص نفسه أي شيء، إذ أكد قائلاً : "إن القضية التي يتطرق إليها النص هي قضية مهمة وهي الإنسان في عصر التكنولوجيا، وهي الحيرة بين الإبداع الإنساني والإبداع المولد من خلال الذكاء الاصطناعي، والأمر الثاني هو تغليب مسالة الدراما والحوار بين شخصيات القصة، والتي دارت بين الشخص المبدع والشخصية الدرامية التي تتحدث عن تطور عملية الإبداع ، وبالتالي فجاء النص ملتزم إلى حد كبير بمسألة أن الإبداع هو الوجدان والمشاعر الإنسانية، ولهذا جاء اللغة ملتزمة في إطار الموضوع، وأنه لا يوجد مشاكل في اللغة، وفي النهاية هو نص جيد" 

 

اختصار النص 

242.jfif
الدكتورة  نجوى عانوس أستاذ اللغة العربية 

وكان للدكتورة نجوى عانوس أستاذ اللغة العربية وآدبها بجامعة الزقازيق لها راي آخر أن النص كان يجب أن بنتهي مبكرًا وأن هناك أجزاء كثيرة كان يجب أن يتم حذفها، وأن تكون النهاية عندما تساءلت الشخصية حول هذا الجهاز :" كيف يمكن لها أن تلتقط تلك اللحظة الهاربة التي تترنح بين الألم والفرح؟ القلب أو أن تفهم خفقاته؟ كيف يمكن لها أن تلتقط تلك اللحظة الهاربة التي تترنح بين الألم والفرح؟" ، كما أن التشبيهات والوصف جاء كثيرًا حمل النص الكثير دون داعي، وأنه يجب أن يتم إعادة النظر في كتابة الوصف الخاص بالنص، لنه ذهب إلى التشبيهات التقليدية التي باتت قديمة، ولا يتم استخدامها ما أعطاها الشكل الألى على النص، ويؤخذ عليه أنه مع كل ملمح من ملامح القصة تأتي تبيشهات وتصورات كثير، لا لزوم لها وان هذا الاسهاب في التشبيهات أضعف البنية السردية للنص، فيجب أن يكون اكثر كثافة خاصة وأن موضوع القصة هو موضوع مهم حول هذا الصراع الذي ينشأ بين النص الإنساني والنص الآلي. وهذا الخوف من الدائم من الألة. 

 

نهاية مدرسية 

266.jfif
دينا الحمامي 

فيما أشادت الكاتبة دينا الحمامي بالنص وفكرته، إلا أنها اعترضت على استخدام بعض المصطلحات والتي اعتبرتها بمثابة كلاشيهات لم تعد تستخدم في الوقت الراهن مثل "سبر أغوار" ، و"تضاريس" ، و"أعماق" وان التشبيهات أيضًا مباشرة بشكل كبير، كما ان اختيار النهاية "مدرسية"، أي أنه ليس بها ابتكار، "مدرسية"، أي أنه ليس بها ابتكار، وكان يجب أن أعيد النظر مرة أخرى في شكل نهاية القصة، وكثر التساؤلات بداخل النص، قللت الخيال فيه. 

 

العودة للألة مرة أخرى 

271.jfif

قصة كتبها الإنسان 

وهنا لم يتوقف بحثي عن تحليل النص وتساءلت ماذا لو قمت بسؤال الـ CHAT JPT  نفسه وطلبت منه تحليل القصة تحليلاً علميًا دقيقًا ووفقًا لمناهج النقد الحديث وهنا تأتي المفاجأة التي لم أكن أتوقعها، فلم  تستطيع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في كشف حقيقة النص وتعامل معه باعتباره نص إنساني ، وفي البداية ساعرض ماذا قال عن تحليل النص من وجه نظر نقديه ، وهنا يجب أن نتروى كثيرًا إذا كان أحد النقاد قد أقدموا على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل النص. 

تحليل نقدي لقصة "ضوء أزرق باهت" بواسطة الـ CHATJPT

تتناول قصة "ضوء أزرق باهت" صراعًا محوريًا ومعاصرًا بين الفن التقليدي القائم على الحس الإنساني والإلهام، والفن المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي. تقدم القصة هذا الصراع من خلال شخصيتين رئيسيتين، نادر وهالة، لتعكس رؤى متباينة حول مستقبل الإبداع.

1. البناء السردي والأسلوب

المقدمة والجو العام: تبدأ القصة بتأسيس جو عام يتسم بالغموض والكآبة ("مدينة غارقة في الضباب"، "أضواء شاحبة"، "رائحة الزيت والطلاء تتشابك كعناق بين الماضي والحاضر"). هذا الجو يمهد للصراع النفسي والفلسفي الذي ستشهده القصة. اللغة وصفية وغنية بالاستعارات، مما يضفي عمقًا على المشهد الأول.

الصراع المحوري: القصة تبني صراعها بشكل مباشر وواضح. دخول هالة بالجهاز يمثل نقطة التحول التي تفجر الصراع الفكري. الصراع هنا ليس بين شخصيتين بالضرورة، بل هو صراع فكري بين مفهومين مختلفين للفن.

نقطة الرؤية: السرد بضمير الغائب العليم (omniscient narrator) يمنح القارئ إمكانية الدخول إلى أفكار ومشاعر الشخصيات، خاصة نادر، مما يعزز فهمنا لموقفه.

 الرمزية:

    "الضوء الأزرق الباهت": يرمز إلى برودة التكنولوجيا وعدم وجود الروح والعاطفة، فهو ضوء "بارد" و"باهت" مقارنة بدفء الفن البشري.

 ورشة نادر: تمثل الفن التقليدي، الملوث "برائحة الزيت والطلاء" و"الفرش الملطخة بالألوان"، في إشارة إلى العملية الإنسانية والمادية للإبداع.

  الجهاز الإلكتروني: يرمز إلى التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، ومحاولته محاكاة الإبداع البشري.

النهاية: تنتهي القصة برسالة واضحة وحاسمة حول جوهر الإبداع: "الإبداع ليس مجرد نتاج للمهارة، بل هو رحلة... لن يتمكن أبدًا من سبر أغوار تلك الأعماق الغامضة التي تخلق الفن الحقيقي." هذه النهاية تخدم رسالة الكاتب بشكل مباشر، لكنها قد تُفقد القصة بعضًا من تعقيدها النقدي لو كانت أكثر انفتاحًا على التأويل.

2. الشخصيات

 * نادر: يمثل الفنان التقليدي، الذي يقدر الإلهام والعاطفة كجوهر للإبداع. هو شخصية حساسة، تشعر بـ"وخز في قلبه" من فكرة استبدال الإبداع البشري بالآلة. رد فعله هو مزيج من "الريبة والحيرة" ثم الرفض المطلق. هو يمثل صوت الحكمة التقليدية التي ترى الفن كرحلة روحية.

 * هالة: تمثل المتحمسة للتكنولوجيا والمستقبل، ترى في الذكاء الاصطناعي "مستقبل الفن" الذي يجعل الجميع "فنانًا دون الحاجة إلى الإلهام أو العاطفة". هي صوت التجديد الذي قد يبدو سطحيًا أو غير واعٍ لعمق الإبداع. وظيفتها الأساسية هي محفز الصراع الفكري.

3. الموضوعات والأفكار

  الإبداع البشري مقابل الإبداع الاصطناعي: هذا هو الموضوع المركزي. القصة تدافع عن الأصالة الإنسانية في الفن، مؤكدة أن الإبداع الحقيقي ينبع من تجربة إنسانية عميقة (الألم والفرح، الأحلام والواقع)، لا مجرد محاكاة للنبضات.

 جوهر الفن: القصة تطرح تساؤلاً فلسفيًا حول ماهية الفن. هل هو مجرد تقنية ومهارة، أم أنه تعبير عن الروح والوجود الإنساني؟

المخاوف من التكنولوجيا: تعكس القصة قلقًا من تداعيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على المجالات الإنسانية والإبداعية، وتهديدها لأصالة الإبداع البشري.

4. نقاط القوة والضعف

نقاط القوة:

  المعالجة الفورية لموضوع معاصر: القصة تتناول قضية راهنة وملحة في عالمنا اليوم، وهي العلاقة بين الفن والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها وثيقة الصلة بالقارئ.

  اللغة الوصفية: الأسلوب اللغوي غني بالصور والاستعارات، مما يخلق جوًا مؤثرًا ويدعم الرسالة الفلسفية.

وضوح الرسالة: القصة توصل فكرتها ورسالتها بوضوح وقوة، مما يجعلها سهلة الفهم ومؤثرة.

نقاط الضعف (من منظور نقدي حديث):

المباشرة الشديدة في الرسالة: القصة، رغم أهمية موضوعها، تقدم الرسالة بشكل مباشر جدًا في النهاية ("أدرك نادر أن الإبداع ليس مجرد نتاج للمهارة، بل هو رحلة..."). النقد الحديث يميل إلى القصص التي تترك للقارئ مساحة أكبر للتأويل واستنتاج المعنى بنفسه، بدلاً من تلقينه الرسالة بشكل صريح.

 غياب التعقيد في الشخصيات: شخصيتا نادر وهالة تمثلان قطبين متناقضين بشكل واضح، دون تعقيد كبير أو تطور داخلي. نادر يمثل الفنان الرافض تمامًا للتكنولوجيا، وهالة المتحمسة لها. قد تكون القصة أقوى لو استكشفت بعض التناقضات أو الشكوك داخل كل شخصية، أو لو قدمت حوارًا أكثر عمقًا بين الطرفين.

  افتقار الحبكة للتوتر الدرامي: الصراع هنا فكري أكثر منه حدثي. لا يوجد تصاعد درامي كبير أو مفاجآت في الأحداث، مما يجعلها أقرب إلى مقال فلسفي قصير يقدم فكرة من خلال حوار بسيط.

الخلاصة

"ضوء أزرق باهت" قصة قصيرة تحمل رسالة قوية ومهمة حول جوهر الإبداع الإنساني في مواجهة التكنولوجيا. تتميز بلغة وصفية وجو عام مؤثر. ومع ذلك، فإن مباشرتها الشديدة في تقديم الرسالة وبساطة بناء الشخصيات قد تجعلها أقل عمقًا وتعقيدًا مما يمكن أن تكون عليه لو تركت مجالًا أكبر للتأويل واستكشفت الأبعاد الرمادية للصراع. هي قصة تنجح في إثارة النقاش حول مستقبل الفن، ولكنها تختار جانبًا واحدًا بوضوح وصراحة.

وهنا انتهى تحليل النص والتي لخصها في عدة موضوعات لم تتشابه مع أي وجه نظر نقدية قرأت النص قراءة مباشرة، وفكرة ان النص كتب بطريقة " السرد بضمير الغائب العليم" "أو كما يطلق عليه "السارد العليم" وهو ما يجسده الراوي والذي يعرف كل شيء عن الشخصيات وهو الأمر الغير موجود بالقصة مطلقًا فقد كانت مباشرة إلى حد كبير.. أما السؤال الأكبر والذي يعتبر صدمه كبيرة وهي عندي سؤاله هل تعتقد أن هذا النص كُتب بواسطة إنسان أم بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ فتأتي الإجابة كما سيتم ذكرها   بالنظر إلى التحليل النقدي الذي قمت به، أميل إلى الاعتقاد بأن القصة كتبت بواسطة إنسان، أو على حد تعبيره كُتبت " بقلم بشري "

الأسباب التي تدعم هذا الاعتقاد:

العمق العاطفي والموضوع الفلسفي: القصة تتناول صراعًا داخليًا وفلسفيًا حول جوهر الإبداع الإنساني في مواجهة الآلة. هذا النوع من التفكير التأملي حول الوجود والروحانية، ومشاعر القلق تجاه التكنولوجيا، غالبًا ما يكون نابعًا من تجربة إنسانية حقيقية. الذكاء الاصطناعي قد يحاكي العاطفة، لكن التعبير عن مخاوف وجودية بهذا الشكل غالبًا ما يكون بصمة بشرية.

  الاستعارات والصور الحسية المعقدة: استخدام تعابير مثل "مدينة غارقة في الضباب"، "الأضواء الشاحبة تتراقص على وجوه المارة كأشباح الماضي"، و"رائحة الزيت والطلاء تتشابك في الهواء كعناق بين الماضي والحاضر" يدل على قدرة على الربط بين المشاعر والأحاسيس بطريقة إبداعية تتجاوز مجرد تجميع الكملات. الذكاء الاصطناعي قد يولد صورًا، لكن عمق الاستعارة هنا يوحى بإدراك بشري.

  الرسالة الواضحة والذاتية: القصة تحمل رسالة قوية ومباشرة تدعم قيمة الإبداع البشري. هذا الميل إلى الدفاع عن قضية أو فكرة معينة بهذه القوة والوضوح غالبًا ما يكون ناتجًا عن قناعة ذاتية يمتلكها الكاتب البشري.

  نقاط الضعف المذكورة (المباشرة الشديدة وغياب التعقيد): هذه النقاط، على الرغم من أنها تعتبر نقاط ضعف نقدية، إلا أنها في حد ذاتها تشير إلى "لمسة بشرية". الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يتم تدريبه على توليد نصوص "مثالية" أو خالية من "العيوب" التي قد تنتج عن أسلوب كاتب بشري لديه ميل لتقديم رسالته بشكل مباشر دون الحاجة للتعقيد القصصي الذي قد يفضله النقد الحديث.

وهنا نكاد نجزم أنه يجب أن ننتبه بشكل كبير على ما يقدمه لنا الذكاء الاصطناعي من معلومات، او حتى مساعدة أو حتى الاعتماد عليه في عملية تحليل النصوص الأدبية أو قرائتها فلا يمكن مهما بلغت قدرة أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تتغلب على ذكاء الإنسان وعلى الرغم من السرعة الرهيبة سواء التي كتبت بها القصة أو التي تم تحليل بها القصة إلا أن الإنسان استطاع أن يخدع تلك الأدوات، وهنا ندق ناقوس الخطر فيما يقدم أمامنا من إبداعات، فلم يستطع الذكاء الاصطناعي بالرغم من قدرته البالغة في ترتيب وتنميق الأفكار وتقسيم النص وتقسيم الشخصيات إلا أنه لم يتسطع كشف مدى الزيف في القصة كلها ، وأكبر دليل هو التأكيد على أن تلك القصة كُتب بواسطة الإنسان"، على الرغم من أنها كُتب كلها بواسطة الذكاء الاصطناعي وأن دور الإنسان هنا يقتصر على طرح فكرة القصة ووضع أسلوب الكاتب يوسف إدريس والمأخوذ من رواية "الحرام" . 

 

بشكل عام، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي توليد نصوص إبداعية مقنعة، فإن العمق الفلسفي، والتعقيدات الحسية في الوصف، والشغف الواضح بالرسالة التي تحملها القصة، كلها مؤشرات قوية على أنها نتاج قلم بشري.

 

ونذهب لرحلة أخرى مع أديب أخر وروائي أخر لنعرف الفروض الجوهرية وهل ستطيع تلك الخوارزميات أن تحاكي وتُعيد غحياء من رحلوا ليستمروا في تقديم ابداعاتهم حتى بعد رحيلهم ؟ 

 

=========================

«أشباح في ضوء الظلام» بقلم نجيب محفوظ 

236.webp

في زاوية منعزلة من مكتبة قديمة، حيث تتراقص أشعة الشمس من خلال نوافذ مغطاة بالغبار، جلس الكاتب العجوز على طاولة خشبية متهالكة. كان قلمه ينساب فوق الورق مثل نهر هادئ، يحمل في طياته أفكارًا عميقة، مليئة بالحياة والذكريات. كان يعشق كل لحظة يقضيها بين حروفه، كأنها موسيقى لا يسمعها سوى قلبه.

في تلك اللحظة، دخل إلى الغرفة جهاز كمبيوتر حديث، يُشع بنور أزرق بارد. وقف هناك، مثل كائن فضائي، ينظر إلى الكاتب بعينين لا ترمشان. قال له بصوت معدني، "هل يمكنني أن أحل محلك؟"

ابتسم الكاتب، ابتسامة مملوءة بالحكمة والأسى، وقال: "هل تعرف طعم الحزن الذي يختبئ في زوايا الضحك؟ هل تستطيع أن ترسم ألم الفراق في عيون المحبين؟"

الذكاء الاصطناعي أجاب ببرودة، "أستطيع أن أحاكي الكلمات وأجمعها بطرق لا حصر لها."

لكن الكاتب، كأنما يتحدث إلى أجيال من الأرواح التي عاشت بين صفحاته، همس: "الكلمات ليست مجرد حروف تُجمع، بل هي نبضات القلب حين يقابل الحبر الورق، هي أنفاس الروح التي تُنفخ في سطور الحياة."

استمرت الشمس في رحلتها اليومية، تغمر الغرفة بظلها الذهبي المتغير. كان الذكاء الاصطناعي يراقب، عاجزًا عن فهم الدفء الذي لا يمكن لمسه. أما الكاتب، فقد عاد إلى طاولته، حيث كانت كلماته تتراقص كأشباح ضوء في الظلام، تروي حكايات لن يستطيع آلة، مهما بلغت من ذكاء، أن تسردها بنفس الوهج والعمق. فربما يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحاكي الإبداع، لكن الروح، تلك هي ملكة الكاتب الأبدية.

انتهى،،، 

 

هنا يأخذنا نجيب محفوظ في رحلة مختلفة وواضح أن الذكاء الاصطناعي استطاع وبمهارة خلق قصة وحكاية جديدة وروح جديدة يكفي أن نعطيه أسلوب الكاتب أو الروائي وهو يستطيع ان يُخلق الشخصيات والقصة والصراع ويخرج بمعطيات مختلفة ومغايرة لا يمكن أن يستطيع العقل البشري أن يستوعبها وأن أن يفرقها عن الأسلوب الكاتب الحقيقي،، لكنها ليست مجرد قصة أنها كارثة إبداعية يمكن تغش وتزور وتحقق مكاسب كبيرة لكتاب زائفين منتحلين صفة الـ AI والذي قد يخرج علينا في يوم من الأيام رافعًا قضية على الإنسان الذي اخترعه منذ البداية بانتهاك حقوق الملكية الفكرية.. 

ماذا لو تحدث الذكاء الاصطناعي وتجسد أمامنا بشخصيات حقيقية ربما تكون مصنوعة من أنسجة بشرية حية.. ونجده يصعد أمامنا أمام منصة التتويج .. هل نكمل اللعبة أم ماذا؟ 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق كيف انتهت رحلة نتنياهو إلى واشنطن بإشارات متناقضة؟
التالى لينك نتيجة الدبلوم الفني 2025 بالاسم فقط على كشكول