تُعد مرحلة البلوغ لدى البنات من أهم المراحل الفاصلة في حياة الأسرة عمومًا والأم والابنة خصوصًا، فهي النقطة التي تنتقل فيها الفتاة من عالم الطفولة إلى بدايات عالم النضج الجسدي والنفسي، وقد يجهل كثير من الأهالي التفاصيل الدقيقة لهذه المرحلة، فتتحول إلى مصدر قلق وصدام بدلاً من أن تكون محطة هادئة مليئة بالدعم والتفهّم.
يبدأ جسم الفتاة عادة في إظهار علامات البلوغ في سن يتراوح بين التاسعة والثالثة عشرة، وقد يحدث مبكرًا أو يتأخر قليلًا تبعًا للعوامل الوراثية والحالة الصحية العامة، ويُعد نمو الثديين من أولى العلامات الملموسة التي قد تلاحظها الفتاة أو والدتها، إذ يزداد حجم الثدي تدريجيًا ويصبح أكثر بروزًا، كما تبدأ بعض الشعيرات الناعمة بالظهور في أماكن جديدة مثل تحت الإبطين وحول المناطق الحساسة، ويصحب ذلك أحيانًا تغير في رائحة العرق بسبب نشاط الغدد العرقية والهرمونات.
خطوات لدعم المراهقات نفسيًا لتقبّل المرحلة بثقة وتوازن
1- تبدأ علامات البلوغ بالظهور تدريجيًا
يبدأ جسم الفتاة بإظهار مؤشرات البلوغ عادةً ما بين سن التاسعة والثالثة عشرة، ويختلف التوقيت من فتاة لأخرى بحسب عوامل وراثية وصحية، وتلاحظ الفتاة في البداية نمو الثديين تدريجيًا، ثم تظهر شعيرات ناعمة في مناطق مختلفة من الجسم مثل الإبطين والمنطقة الحساسة.
بعد ذلك، يبدأ الجسم في اكتساب شكل أكثر امتلاءً مع توزيع الدهون في الفخذين والأرداف، وتُعدّ هذه التغيرات طبيعية، ويجب طمأنة الفتاة بأنّ ما يحدث لجسدها أمر صحي يدل على الانتقال إلى مرحلة جديدة من النضج.
2- تُعتبر الدورة الشهرية علامة أساسية على النضج
تُعدّ الدورة الشهرية من أبرز علامات بلوغ الفتاة، قد تشعر الفتاة بقلق أو خوف عند قدوم أول دورة شهرية، خاصةً إذا لم تكن على دراية بما يحدث، وهنا يلعب الأهل دورًا محوريًا في توعية البنت مسبقًا بموعد الدورة الشهرية وطبيعتها وطرق الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة، ويجب أن تتحلى الأم بالصبر والهدوء أثناء الشرح، وأن تجيب عن أسئلة ابنتها بصدق ووضوح دون مبالغة أو تهويل.
3- تترافق علامات البلوغ مع تقلبات نفسية
لا تقتصر مرحلة البلوغ على التغيرات الجسدية فقط، بل تصاحبها أيضًا تغيرات نفسية واضحة، قد تصبح الفتاة أكثر حساسية أو عرضة للانفعال لأسباب بسيطة، أو تميل للعزلة أحيانًا، وتظهر مشاعر الخجل أو القلق من شكل الجسم، وقد تقلّ الثقة بالنفس مع مقارنة نفسها بالأخريات، ولذلك، يحتاج الوالدان إلى تفهّم هذه المشاعر وعدم السخرية منها أو تجاهلها، بل احتوائها وتشجيع الفتاة على التعبير عما يدور بداخلها.
4- يجب أن تقدّم الأسرة الدعم والتفهم
ينبغي أن تدرك الأسرة أنّ التغيير المفاجئ قد يكون مربكًا للفتاة، لذا يجب فتح حوارات صريحة عن طبيعة التغيرات وأهمية العناية بالنظافة الشخصية والصحة العامة، ويُفضَّل أن تشرح الأم كيفية استخدام الفوط الصحية، وكيفية اختيار الملابس المريحة، وأهمية التغذية السليمة للحفاظ على صحة الجسم أثناء النمو السريع.
5- يُساعد الاستماع الإيجابي في تقوية الثقة بالنفس
شجّع الفتاة على الحديث عن مشاعرها دون خوف من النقد أو التوبيخ، لذلك استمع إليها باهتمام، وقدّم لها كلمات دعم صادقة، وامتدح التزامها بترتيب أمورها الشخصية، ويمكن للأم أن تشارك ابنتها بعض تجاربها عندما كانت في نفس المرحلة لتطمئنها وتمنحها شعورًا بالأمان.