أخبار عاجلة

جابان تايمز: هجوم غزة يترك الفلسطينيين في حالة صدمة

جابان تايمز: هجوم غزة يترك الفلسطينيين في حالة صدمة
جابان تايمز: هجوم غزة يترك الفلسطينيين في حالة صدمة

يهرع الفلسطينيون للخروج من مدينة غزة باتجاه الجنوب حاملين أغراضهم، وعلى الطريق الساحلي بالقرب من مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، حذّر جيش الاحتلال من أنه سيعمل بقوة غير مسبوقة في مدينة غزة، وحثّ السكان على الفرار جنوبًا، معلنًا إغلاق طريق إجلاء مؤقت تم فتحه قبل 48 ساعة، وفقًا لصحيفة "جابان تايمز".

وكان مدير مستشفى الشفاء في غزة في حالة تأهب طوال يوم أمس السبت لمواجهة آثار الهجوم الإسرائيلي على المدينة، عندما وصل إليه جثمانا شقيقه وزوجة شقيقه اللذين قتلا في غارة جوية، وقال الدكتور محمد أبو سلمية، الذي كان يعمل في قسم الطوارئ بالمستشفى: "كنتُ في حالة صدمة ودمار شديدين عندما رأيت جثماني أخي وزوجته".

 

وأضاف لوكالة فرانس برس: "كل شيء ممكن الآن، فقد تصبح أحبائك شهداء أو جرحى. جرائم الاحتلال مستمرة، وعدد الشهداء في تزايد مستمر".

 

وأفادت وكالة الدفاع المدني في غزة، وهي قوة إنقاذ تابعة لحماس، أن 87 شخصًا على الأقل استشهدوا في غارات إسرائيلية يوم السبت، 70 منهم في مدينة غزة، وأوضحت الوكالة أن 11 شخصًا قتلوا عندما استهدفت طائرات حربية منزل عائلة دوغموش في حي الصبرة بمدينة غزة. أكد مستشفى الشفاء استلامه 34 جثة من مدينة غزة، بينما أفاد مستشفى المعمداني باستلام 28 جثة.

 

ولم يجب جيش الاحتلال فورًا على طلب وكالة فرانس برس للتعليق على إجمالي عدد القتلى أو تقارير عن مقتل أقارب مدير مستشفى الشفاء، ولكنه صرّح بأنه يواصل توسيع عملياته في مدينة غزة، قائلًا إن "القوات دمرت العديد من مراكز البنية التحتية لحماس، وأقضت على عدد من عناصر حركة حماس"، مع استمرار إسرائيل في هجومها العسكري على أكبر مدينة في قطاع غزة - رغم المخاوف الشديدة من سلامة سكانها والرهائن لدى المقاومة - لم يكن سلمية هو الوحيد الذي فقد أحبابه.

 

وشاهد مراسل فرانس برس سيارات إسعاف تدخل إلى حرم المستشفى صباح السبت، محملة بجثث أخرى لضحايا القصف الإسرائيلي، ونقل رجال الإسعاف أربعة جثث ملفوفة في أغطية بيضاء ووضعوها تحت شجرة، بينما وصلت سيارة إسعاف أخرى محملة بجرحى، بينهم طفل.

 

"الموت رحمة"

فرّ مئات الآلاف من الفلسطينيين من المدينة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، لكن الكثيرين ما زالوا عالقين، إما لضعفهم أو لفقرهم الشديد، وقال محمد ناصر (38 عامًا) من حي تل الهوا في مدينة غزة، وهو يرى سكان الحي يغادرون: "الموت رحمة".

 

ورُصدت عائلات تغادر المدينة محملة بأمتعتها على شاحنات وسيارات ودواب وحملها على ظهورهم، وقال ناصر، وهو متعب ويقوم برعاية ثلاث بنات، إنه لا يملك القوة أو المال للهجرة، ما يجعله عالقًا في غزة، وأضاف: "أما أنا وزوجتي وبناتي، فسننتظر حتى اللحظة الأخيرة".

 

وتابع: "إن الاحتلال يريد تهجير الجميع قسرًا ليدمر غزة ويحولها إلى بيت حانون أو رفح - مدن غير صالحة للسكن لمدة 100 عام قادمة"، في إشارة إلى مناطق أخرى في غزة دُمّرت خلال الحرب التي استمرت قرابة عامين.

 

وقصف الإسرائيليون مدينة غزة بقصف جوي ودبابات في محاولة لاقتحام ما وصفوه بأنه أحد معاقل حماس الأخيرة، وحثت دول العالم إسرائيل على التخلي عن خططها حفاظًا على سلامة المدنيين في المدينة، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن وجود مجاعة.

 

"سنبقى هنا" 
وبدأ جيش الاحتلال هجومه البري منذ يوم الثلاثاء، وأمر سكان مدينة غزة بالتوجه جنوبًا، لكن العديد من الفلسطينيين يقولون إن تكلفة هذه الرحلة باهظة للغاية، ولا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويقول العديد من النازحين إن استغرقت رحلتهم أكثر من 12 ساعة للوصول إلى المناطق الجنوبية التي حددها الجيش.

 

وارتفعت تكاليف الإخلاء بشكل كبير، بحسب شهود عيان، حيث طالب أصحاب الشاحنات بمبالغ تتراوح بين 1500 و2000 دولار أمريكي لهذه الرحلة التي لا تتجاوز 30 كيلومترًا، وأفادت هيئة الدفاع المدني يوم الجمعة أن 450 ألف فلسطيني فروا من مدينة غزة.

 

وفي حين قدر الجيش، الذي حذر سكان غزة من أنه سيستخدم "قوة غير مسبوقة" في المدينة، عدد النازحين بحوالي 480 ألف شخص، وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في نهاية أغسطس أن حوالي مليون شخص كانوا يعيشون في مدينة غزة ومحيطها.

 

وحث جيش الاحتلال الفلسطينيين على الانتقال إلى "منطقة إنسانية" في منطقة المواسي الساحلية، حيث قال إنه سيتم توفير المساعدات والرعاية الطبية والبنية التحتية الإنسانية، وأعلنت إسرائيل في وقت مبكر من الحرب أن المنطقة منطقة آمنة، لكنها شنّت غارات متكررة عليها منذ ذلك الحين، مدعية أنها تستهدف حركة حماس، وقالت سيدة فلسطينية تدعى رائدة العميرين إنها استيقظت قبل الفجر من صوت الانفجارات، وأضافت لوكالة فرانس برس: "نريد الإخلاء، لكن ليس لدينا مال".

 

وتابعت: “ليس لدينا حتى 10 شواكل لشراء الخبز. ماذا يجب أن نفعل؟ سنبقى هنا - إما أن نموت أو أن يجد أحد حلًا لنا”، وقال الدكتور أبو سلمية إن القصف الذي استهدف منزل عائلته أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، من بينهم أخته وابنة أخته وابنا أخيه، مشيرا إلى أنه كان لا يزال يرتدي ثياب الطبيب، ونشر مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، مقطع فيديو يظهر فيه أبو سلمية باكيا وهو راكع بجوار جثث أفراد عائلته في المستشفى، وقال البرش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "ندعو الله أن يرزق أبو سلمية وعائلته الصبر والسلوان".

 

وأفاد الدفاع المدني في غزة أنه تم إنقاذ أربعة مصابين واستخراج ثلاث جثث من المنزل في منطقة الشاطئ شمال غزة، وأضاف: "لا يزال هناك شخص مفقود تحت الأنقاض، وفرق الإنقاذ تبذل جهودها للوصول إليه".

 

يأتي هذا الهجوم في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات الدولية ضد محاولات إسرائيل السيطرة على مدينة غزة. فرّ عشرات الآلاف من الفلسطينيين من المدينة، حيث تقوم إسرائيل بهدم المباني السكنية، وزعم جيش الاحتلال أمس السبت إنه استهدف أكثر من 120 هدفا لحركة حماس منذ بدء العملية البرية في غزة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر النحاس اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 محليًا وعالميًا.. تفاوت حسب النوع والسوق
التالى "إي تاكس" تحتفي بنجاح وزارة المالية في "التسهيلات الضريبية"