غالباً ما يربط الناس بين ارتفاع الكوليسترول بكبار السن والمشكلات المزمنة التي يمر بها الأشخاص في فترة منتصف العمر، و حيث كان الحديث يدور حول تجنب الأطعمة الدسمة أو تناول أدوية خفض الكوليسترول، لكن المشهد تغير مؤخرًا؛ إذ يشهد الأطباء تزايدًا ملحوظًا فى أعداد الشباب فى العشرينات والثلاثينات الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، ليصبح تحديًا صحيًا يواجه الأجيال الشابة مبكرًا، بعد أن كان حكرًا على الفئات الأكبر سنًا.
لماذا يتعرض الشباب للخطر
وبحسب ما أفاد به أحد تقارير موقع “healthsite”، فإن ارتفاع الكوليسترول لدى الشباب قد يكون نتيجةً لأمرين رئيسيين، وهما:
- عامل وراثي: إذا كان أحد الوالدين أو كليهما يعاني من ارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب المبكرة، فمن المحتمل بشكل كبير أن ينتقل الخطر الجيني إلي أبناءهما، مما قد يتسبب في إصابة الشباب - حتي النحيفين أو المتمتعين بمظهر صحي - بارتفاع الكوليسترول.
- عادات الحياة اليومية : تؤدي بعض العادات اليومية، مثل تناول الوجبات السريعة في وقت متأخر من الليل، والإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة المحلاة بالسكر، والعمل لساعات طويلة، بالإضافة إلى عدم انتظام ساعات النوم، إلى رفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الجسم. مع مرور الوقت، تتسبب هذه العادات في تراكم الدهون في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين.
ماذا يحدث داخل الجسم
لا يحدث تصلب الشرايين بين عشية وضحاها، حتى في مرحلة المراهقة نفسها، وذلك لأن الخطوط الدهنية تبدأ بالتشكل في الشرايين، ومع مرور الوقت، تتحول هذه الخطوط إلى لويحات تضيق الشرايين، هذا التصلب في شرايين القلب يزيد من احتمالية الشعور بألم في الصدر أو نوبة قلبية، كما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
أعراض لا يجب تجاهلها
وبحسب ما أفاد به التقرير، فقد تظهر بعض العلامات التي قد يستدل من خلالها علي ارتفاع الكوليسترول، وهي :
- ضيق التنفس أو ضيق التنفس مرتبطًا بجهد خفيف.
- ألم في الصدر بعد ممارسة الرياضة.
- خدر أو ألم في الساقين أو الذراعين.
- الرواسب حول العينين أو الأوتار(غير شائعة) صفراء اللون.
وتجدر الإشارة إلي أن غالبية الشباب يتجاهلون هذه الأعراض، معتقدين أنهم أصغر سنًا من أن يصابوا بمشاكل في القلب.
إجراء الفحوصات الطبية
وعلي الرغم من أن تلك العلامات قد تساعدك في اكتشاف ارتفاع الكوليسترول، إلا أنها لا تغنيك عن إجراء الفحوصات الطبية، حيث توصي جمعية القلب الأمريكية بفحص مستوى الكوليسترول من سن العشرين فما فوق، وذلك لأن الفحص البسيط لمستوى الدهون في الدم يعطي صورة واضحة عن مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول الجيد (HDL) والدهون الثلاثية. إن معرفة هذه الأرقام مبكرًا يُمكن أن يُرشد نمط الحياة والعلاج قبل حدوث أضرار جسيمة."
الاختيارات اليومية الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر اللجوء إلي تناول الأدوية لمعالجة المشكلة، ولكن بحسب ما أفاد به التقرير، فإن إجراء بعض التغييرات علي نمط الحياة قد يكون كافياً لحل المشكلة بدون الحاجة إلي الأدوية، ومن ضمن تلك التغييرات:
- تجنب الوجبات السريعة: اختر الوجبات المطبوخة في المنزل والتي تحتوي على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والعدس.
- الحد من كمية اللحوم والأطعمة المقلية: حاول تقليل الكمية التي تتناولها من اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية التي تحتوي على الدهون المتحولة.
- ممارسة الرياضة: حاول أن تمارس أي نوع من الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، مثل المشي، أو ركوب الدراجات، أو السباحة، أو أي شيء ممتع.
- الحصول علي قدر كافي من النوم: الحفاظ على جدول نوم صحي وتغلب على التوتر من خلال ممارسة اليوجا أو التأمل أو الهوايات.
- الإقلاع عن التدخين.