في عالم يشهد تغيرات اجتماعية وثقافية متسارعة، تبرز قضية حماية الأطفال من التحرش الجنسي كواحدة من أكثر القضايا إلحاحًا، لما لها من آثار نفسية واجتماعية خطيرة قد تمتد لسنوات طويلة.
حماية الأطفال واجب وطني
وتؤكد إيمان محمد عبد اللاه، رئيس مجلس إدارة جمعية مصر الحرة والاستشاري التنموي، أن حماية الأطفال ليست مجرد مسؤولية فردية بل واجب وطني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل.
أطفالنا خط أحمر
وقالت أن مبادرة "أطفالنا خط أحمر" التي أطلقتها مؤسسة «البوابة نيوز»، إنها ليست مجرد عبارة، بل مبدأ وقائي يجب أن يتحول إلى سياسات وبرامج ومبادرات واقعية".
التحرش الجنسي بالأطفال
وأشارت إلى أن التحرش الجنسي بالأطفال هو "جريمة صامتة"، تحدث غالبًا في محيط الطفل المألوف، من قبل أشخاص موثوقين من الأسرة أو المدرسة، ما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة، خاصة إذا كان الطفل غير مدرك لما يحدث أو خائفًا من التبليغ بسبب الخجل أو التهديد.
أرقام مقلقة
وأكدت أن الدراسات تشير إلى تزايد حالات التحرش بالأطفال، وهو ما يستدعي تحركًا جادًا لا يقتصر على العقوبات فقط، بل يبدأ من التوعية المبكرة، والتربية الوقائية، وتعزيز ثقافة احترام خصوصية الطفل.
حقوق الطفل
وقالت إيمان محمد عبد اللاه، إنه بحسب الميثاق العالمي لحقوق الطفل، فإن من حق كل طفل أن ينشأ في بيئة خالية من جميع أشكال العنف، بما في ذلك التحرش والاستغلال الجنسي. وتدعم مصر هذه الحقوق من خلال قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 وتعديلاته، الذي ينص على حماية الطفل من الإيذاء الجسدي والنفسي.
ورغم وجود هذه القوانين، إلا أن "إيمان" ترى أن التحدي الحقيقي يكمن في التنفيذ الفعال والتوعية المجتمعية المستمرة، مشددة على ضرورة تعليم الأطفال من سن مبكرة مفاهيم الخصوصية الجسدية، وكيفية رفض السلوكيات غير المريحة، وطلب المساعدة دون خوف أو خجل.
رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التحرش
يذكر أن مبادرة "أطفالنا خط أحمر" تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التحرش، وتعمل على تنظيم ندوات وورش توعوية للأمهات بالتعاون مع مؤسسة "البوابة نيوز"، وبمشاركة خبراء في علم النفس، وممثلين عن المركز القومي للأمومة والطفولة، ووزارة التربية والتعليم، ومديري المدارس، إلى جانب حضور كثيف من الأمهات والمهتمين بقضايا الطفولة في مصر.
