قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، إن الاستثمار في الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة عاجلة، وتنظيف الصناعة والاقتصاد العالمي يمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية ضخمة للدول التي تسارع لاغتنام الفرصة، مشيرًا إلى التجربة الصينية كنموذج حي.
وجاءت تصريحات المسئول الأممي قبيل قمة حاسمة هذا الأسبوع في نيويورك، دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
ونقلت صحيفة "الجاردين" عن ستيل قوله إن حكومات العالم لم تتمكن حتى الآن من تقديم التعهدات المطلوبة لتحقيق أهداف اتفاق باريس، لكن لا يزال أمامها فرصة لإعادة توجيه اقتصاداتها نحو النمو منخفض الكربون.. مضيفا "نحن نسير في الاتجاه الصحيح، لكن ليس بالسرعة ولا بالعمق الكافيين.. ما تحقق حتى الآن يثبت أن التغيير ممكن، وعلينا تسريع الوتيرة".
ووجه ستيل مع جوتيريش دعوة أخيرة لقادة العالم لتقديم خططهم الوطنية لخفض الانبعاثات، قبل مؤتمر المناخ "كوب 30" المقرر في البرازيل نوفمبر المقبل، هذه الخطط، المعروفة بـ"المساهمات المحددة وطنيًا"، تحدد مسار الدول في كبح ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
لكن التوقعات تشير إلى أن العديد من الخطط ستكون أقل من المطلوب، وسط مخاوف بشأن خطط الصين والاتحاد الأوروبي، فالصين، رغم ريادتها في الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية وتصدير المنتجات الخضراء، قد تقدّم خطة متحفظة، أما الاتحاد الأوروبي، فقد أعلن عن نية خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 66% و72.5% بحلول 2035 مقارنة بمستويات 1990، وهو أقل مما يأمله الخبراء.
وشدد ستيل على أن الاستثمار في الاقتصاد الأخضر لم يعد خيارًا أخلاقيًا فقط، بل اقتصاديًا أيضًا، إذ تجاوزت الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة والصناعات منخفضة الكربون تريليوني دولار العام الماضي، أي ضعف الاستثمارات في الوقود الأحفوري، وقال "أرى بوادر أمل وحركة، لكنها غير كافية".
ويرى ستيل أن قمة "كوب 30" يمكن أن تشكل نقطة تحول إذا ركزت على الفرص الاقتصادية والوظائف الجديدة والأمن الغذائي والمائي، بدلًا من الاقتصار على التحذيرات الكارثية.. مضيفا "علينا أن نروي القصة كاملة: ليست فقط عن المخاطر، بل عن الفوائد التي يجنيها العالم من التحول الأخضر".
واختتم بالقول إن تجاهل أزمة المناخ سيؤدي إلى كوارث اقتصادية تفوق أزمات مثل كوفيد أو الأزمة المالية العالمية، لكن الاستجابة الجادة قد تفتح الباب أمام مستقبل أكثر ازدهارًا وعدلًا.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق