أكدت د. خلود عبد الغفار إبراهيم، مدرس علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية، أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة واحدة من أخطر الظواهر التي تهدد سلامة الأطفال النفسية والجسدية، وهي ظاهرة التحرش بالأطفال.
بناء وعي الأطفال
وشددت د. خلود على أهمية التوعية المبكرة، قائلة: "الموضوع مش بسيط، ومش لازم نستنى يحصل موقف عشان نتحرك." وأكدت أن مسؤولية المجتمع تبدأ من داخل البيت، من خلال تعزيز وعي الأطفال بحدود أجسادهم، وتعليمهم أن من حقهم قول "لا" لأي تصرف غير مريح، حتى لو صدر من أشخاص مقربين.
وأوضحت أن الدور الأكبر يقع على عاتق الأهل، بفتح باب الحوار مع الأطفال، والاستماع إليهم دون خوف أو توجيه لوم، مما يسهم في بناء علاقة قائمة على الثقة تُشجّع الطفل على الحديث بدلاً من كتمان ما يتعرض له.
أطفالنا خط أحمر
وفي سياق المبادرة المجتمعية “أطفالنا خط أحمر" والتي تهدف إلى التوعية، دعت د. خلود إلى التركيز على تثقيف الأمهات، عبر تعريفهن بالعلامات التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش، وتوضيح متى وكيفية التدخل بالشكل المناسب، قائلة: "تثقيف الأم هو أول خطوة واعية لحماية الطفل."
كما أوصت بضرورة عقد لقاءات مباشرة مع أولياء الأمور داخل المدارس ودور الحضانة والنوادي، لتوسيع دائرة الوعي المجتمعي حول الظاهرة، والعمل على خلق بيئة آمنة تحترم الطفولة وتحافظ على براءة الأطفال.
مفتاح الحماية
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن بناء علاقة ثقة بين الأسرة والطفل هو مفتاح الحماية، وأن التكاتف المجتمعي ونشر الوعي هما السبيل الفعّال لحماية الأجيال القادمة.
يذكر أن مبادرة "أطفالنا خط أحمر" تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بمخاطر التحرش، وتعمل على تنظيم ندوات وورش توعوية للأمهات بالتعاون مع مؤسسة "البوابة نيوز"، وبمشاركة خبراء في علم النفس، وممثلين عن المركز القومي للأمومة والطفولة، ووزارة التربية والتعليم، ومديري المدارس، إلى جانب حضور كثيف من الأمهات والمهتمين بقضايا الطفولة في مصر.