خلال السنوات الأخيرة ظهرت ظواهر اجتماعية جديدة، ومنها ما يُعرف بـ "الزواج الإلكتروني"، الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المجهولة، ليطرح تساؤلات جدية حول تأثيره على القيم الأسرية والعلاقات الإنسانية.
وفي ظل هذه التحديات برزت دعوات متزايدة للتوعية والوقاية، باعتبار أن حماية الشباب والفتيات من الاستغلال تبدأ أولًا بالوعي المجتمعي والحوار الأسري، أطلقت سها صلاح عبدالمجيد، أمينة لجنة المرأة بحزب الحرية المصري في الإسماعيلية، مبادرة مجتمعية موسعة تستهدف مواجهة ظاهرة الزواج الإلكتروني التي انتشرت مؤخرًا بين الشباب والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المجهولة.
"الزواج الإلكتروني"
وفي السياق ذاته؛ قالت سها صلاح إن المبادرة، تهدف إلى رفع مستوى الوعي الأسري والمجتمعي، وتقديم بدائل واقعية وآمنة للشباب الباحث عن الزواج، بما يحميهم من الاستغلال والابتزاز الذي قد يتعرضون له في ظل غياب الرقابة والوعي.

وأضافت أمينة لجنة المرأة بحزب الحرية المصري في الإسماعيلية، في تصريحات خاصة لـ" مصر تايمز" أن هذه الظاهرة لم تعد مجرد محاولات للتعارف العابر كما كان الحال في بدايات مواقع التواصل الاجتماعي، بل تطورت إلى منصات متخصصة وتطبيقات مدفوعة تستغل احتياجات الفتيات والشباب للارتباط أو تحسين أوضاعهم المعيشية، مشيرة إلى أن كثيرًا من هذه المنصات تعمل من خلال جهات مجهولة، وتقوم بجمع بيانات وصور شخصية قد تستغل لاحقًا في عمليات ابتزاز أو احتيال.
الاختيار السليم لشريك الحياة
وأوضحت أن المبادرة تنطلق من الإسماعيلية، لكنها تستهدف التوسع إلى جميع المحافظات، من خلال عقد سلسلة من الندوات وورش العمل التوعوية، بمشاركة خبراء متخصصين من الأزهر الشريف ودار الإفتاء والكنيسة المصرية، إلى جانب أطباء نفسيين وقانونيين، وذلك لتصحيح المفاهيم المغلوطة، والتأكيد على أسس الاختيار السليم لشريك الحياة، والقدرة على إدارة الأسرة بطريقة ناجحة ومستقرة.
وأكدت أن الهدف من هذه الفعاليات ليس فقط التحذير من مخاطر الزواج عبر الإنترنت، وإنما تقديم رؤية متكاملة تعزز ثقة الشباب بأنفسهم، وتساعدهم على التعامل مع ضغوط المجتمع ومتطلبات الحياة بشكل أكثر وعيًا. كما تسعى المبادرة إلى إبراز قيمة الحوار الأسري، وتشجيع الآباء والأمهات على منح أبنائهم مساحة من الثقة والمناقشة الصريحة، بعيدًا عن أسلوب القمع أو الإهمال.
"حماية أولادنا تبدأ بالتوعية"
وأشارت سها صلاح أن الحماية الحقيقية لا تكمن في مجرد حجب هذه المواقع أو محاصرتها، بل في بناء وعي مجتمعي يجعل الشباب قادرين على التمييز بين الصحيح والخطأ، وقادرين على اتخاذ قراراتهم المصيرية بوعي ومسؤولية، وحجب هذه المواقع لن يمنع المشكلة، وإنما يخفف من مظاهرها، لكن الحل الجذري يبدأ من داخل البيت ومن التربية التي تمنح أبناءنا القدرة على مواجهة العالم بوعي ورؤية سليمة.
مبادرات الدولة المصرية
وتابعت أن الدولة المصرية أطلقت بالفعل عدة مبادرات رائدة في هذا المجال، مثل مبادرة "مودة" التي تهدف إلى إعداد الشباب المقبل على الزواج وإكسابهم مهارات التعامل مع الحياة الأسرية، فضلًا عن جهود الأزهر الشريف ودار الإفتاء والكنيسة المصرية في تعزيز الوعي الديني والقيمي، مؤكدة أن مبادرتها تأتي استكمالًا لهذه الجهود، لكنها تركز بشكل مباشر على مخاطر الزواج الإلكتروني وكيفية حماية الشباب والفتيات منه.
دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدني
وشددت على أن دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدني لا يقل أهمية عن دور مؤسسات الدولة، بل يساهم في توسيع دائرة التوعية والوصول إلى أكبر عدد من المواطنين في مختلف المحافظات، كما أن الأحزاب لديها دور وطني واجتماعي لا يقل عن دورها السياسي، ونحن في حزب الحرية المصري نؤمن أن حماية الأسرة المصرية هي جزء من حماية الوطن كله.
ووجهت أمينة لجنة المرأة بحزب الحرية المصري رسالة قوية إلى أولياء الأمور، قائلة إن مسؤولية حماية أبنائنا لا تقع على الدولة وحدها، وإنما هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع المدني ومؤسسات الدولة؛ فعلينا جميعًا أن نتكاتف لحماية قيمنا وأجيالنا القادمة من هذه المخاطر، مؤكدة أن هذه المبادرة ستكون بداية لسلسلة من التحركات المجتمعية الواسعة لحماية الشباب والفتيات من الوقوع في فخ الزواج الإلكتروني.
وتعتبر مثل هذه المبادرات تعكس إدراكًا متزايدًا لخطورة الظواهرالاجتماعية الحديثة، والحرص على التصدي لها عبر أدوات التوعية والتثقيف، وأن تكون هناك محاولات جادة لبناء وعي جديد يتناسب مع التحديات التي تفرضها الثورة الرقمية والواقع المعاصر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.