مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يشعر بعض الأطفال بمزيج من المشاعر المتناقضة، فهناك من يترقب بداية الفصل الدراسي بحماس ورغبة في التعلم والالتقاء بأصدقائهم، بينما ينتاب آخرين شعور بالخوف والقلق نتيجة العودة إلى الروتين والانفصال عن الأجواء المريحة التي اعتادوا عليها في فترة العطلة الصيفية، وفي تصريح خاص لـ"بوابة الوفد الإلكترونية"، أكدت الدكتورة هالة فهيم عماره، استشاري التخاطب والتربية الخاصة بمستشفى الهلال الأحمر، على أن الدعم النفسي للأطفال قبل العودة إلى المدرسة يمثل ركيزة أساسية لمساعدتهم على استقبال العام الدراسي الجديد بروح إيجابية بعيدًا عن التوتر والضغط النفسي، مشيرة إلى أن للأسرة دورًا محوريًا في التخفيف من هذه المخاوف وتعزيز شغف الأطفال بالعلم والدراسة.

طرق التعامل مع خوف الأطفال وتحفيزهم للعام الجديد
أولًا: الاستعداد الأسري
شددت الدكتورة هالة على أن التحضير للعام الدراسي يجب أن يبدأ قبل عودة المدرسة بفترة لا تقل عن أسبوع واحد، حيث يساعد ذلك على إعادة تنظيم الروتين اليومي للطفل بعد أن يتغير بشكل كبير خلال العطلة الصيفية، وأوضحت أن تنظيم النوم يعد من أهم جوانب الاستعداد، فتعويد الطفل على النوم المبكر والاستيقاظ في وقت محدد يوميًا يسهم بشكل مباشر في تحسين قدرته على التركيز والانتباه داخل الفصل الدراسي، كما يمنحه طاقة إيجابية ويزيد من إنتاجيته التعليمية. وأشارت إلى أن هذا الجانب، على بساطته، ينعكس بشكل كبير على تحصيل الطفل الدراسي وتفاعله داخل المدرسة.
ثانيًا: التأهيل النفسي
أوضحت الدكتورة هالة أن مشاعر القلق التي تسيطر على بعض الأطفال مع بداية العام الدراسي هي أمر طبيعي ولا يدعو للقلق المفرط، إلا أنه من الضروري التعامل معها بحكمة لتفادي تراكمها.
وأشارت إلى أن الحوار مع الأطفال يمثل وسيلة فعّالة للتقليل من هذا التوتر، إذ يجب على الأهل التحدث مع أبنائهم عن أهمية الدراسة ودورها في بناء مستقبلهم وأهدافها الكبرى، بما يعزز لديهم الدافع الداخلي للذهاب إلى المدرسة، كما أكدت على أن إشراك الأطفال في عملية شراء الأدوات والمستلزمات المدرسية يمنحهم شعورًا بالمسؤولية ويجعلهم أكثر حماسًا لاستقبال العام الجديد، إذ يشعرون بأنهم جزء من التحضير لهذه المرحلة المهمة في حياتهم.
ثالثًا: الرياضة والغذاء
ولفتت الانتباه إلى أن الرياضة تمثل عنصرًا لا يقل أهمية عن التحضير النفسي والذهني، إذ أن ممارسة الأنشطة الرياضية المناسبة لكل مرحلة عمرية تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للأطفال على حد سواء، وتمنحهم توازنًا يساعدهم في مواجهة ضغوط الدراسة. وأضافت أن التغذية الصحية المتوازنة لها دور محوري في تحسين الأداء الأكاديمي، حيث إن الاعتماد على وجبات غنية بالعناصر الغذائية الأساسية يساعد على تقوية الذاكرة وزيادة القدرة على الاستيعاب، فضلًا عن تعزيز مناعة الطفل وحمايته من الأمراض التي قد تعيق انتظامه الدراسي.

كما أكدت أن دور الأسرة لا يتوقف عند حدود الإعداد المادي أو الجسدي، بل يمتد ليشمل الجانب الروحي أيضًا، مشيرة إلى أهمية الدعاء للأطفال مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث ختمت بقولها:"اللهم مع بداية العام الدراسي الجديد، استودعناك أبناءنا، فوفقهم لطاعتك، وبارك فيهم، ويسّر لهم كل عسير، وحبّب إليهم العلم والدراسة يا رب العالمين".