الضحايا يتطايرون للسماء.. والظلام الرقمى يخيم على غزة
تركت غزة وحيدة فى مواجهة الابادة الصهيوينة الجماعية عاجزة حتى عن البكاء مشردة بالطرقات اطراف اطفالها مبتورة دون علاج، النزوح المر هو جحيم يفوق الموت فى اتون الجحيم النازى التى ترتكبه عصابات الهاجاناة.
غزة تذبح بصمت بعدما ارتكبت حكومة الاحتلال الارهابية سلسلة من المجازر بحق الصحفيين والاعلاميين وقطعت الاتصالات والإنترنت عن غزة ورغم محاولة إخفاء ما يجرى فى المدينة وطمس الصوت الإعلامى، يحاول الصحفيون فى المدينة مواصلة العمل تحت أزيز الموت.
فى المرات السابقة كان الاحتلال يـقتل ثلث من تبقى، ويعتقــل الثلث، ويهجر الثلث الآخر نحو الجنوب أما اليوم فهو يـقتل الجميع وكل من بقى دون أن يخرج للعالم صورة واحدة أو مقطع فيديو يروى فظاعة هذه الجرائم. ولكن اليوم تحت جنازير دبابات العدو ترقد أجساد عشرات الآلاف من الصامدين، بأطفالهم ونسائهم، بلا شاهد ولا عدالة.
ثمة إبادة وحشية تجرى تحت أنظار العالم الذى ترك أصحاب الأرض تحت جحيم القصف بدون اكل وبدون مياه وبدون كهرباء وبدون نت وبدون أى شيء وحده الرعب والخوف من الفقدان يلفان المشهد الدموى فيما تطايرت الأرواح من شدة الانفجارات مع هطول اطنان القنابل الامريكية الغربية المحملة بالموت فقط.
اكتظ جسر وادى غزة على شارع الرشيد الساحلى بموجات التسونامى البشرى وانسداد حركة النزوح من غزة فالغارات تهز المدينة وشمالها وسط انقطاع الإنترنت، ما أدى إلى صعوبة وصول الأخبار ولا وسيلة لنقل الحقيقة سوى صرخات الابرياء المدفونة تحت الركام.
لا يستطيع الأطباء إيقاف الإبادة، وحدهم قادة العالم يستطيعون فعل ذلك، فما يحدث فى غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة جماعية ممنهجة لشعب بأكمله.
ويخيم الظلام الرقمى على محافظتى غزة وشمالها لليوم الثانى على التوالى، وسط قصف يتصاعد وإجرام يمتد ومجازر لا تتوقف، إذ تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلى عزل المدينة وشمالها عن العالم الخارجي، ليتسنى الإمعان بإبادة القطاع المكلوم بصمت.
وتعزل إسرائيل أكثر من 800 ألف فلسطينى فى مدينة غزة، عن العالم الخارجى بعد أن قطعت خدمات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل، تزامناً مع قصف مكثف وتهجير متواصل لأهالى القطاع. ويأتى الانقطاع ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، تزامناً مع تصعيد ميدانى برى وجوى وأوامر بالإخلاء الجماعى.
ويفاقم تعطيل خدمات الاتصال معاناة اهالى القطاع كما يعيق التنسيق بين المستشفيات وفرق الطوارئ، بينما يُعيق عمل الصحفيين فى توثيق الإبادة المستمرة فى غزة وشمالها، ويقطع تواصل أهالى المدينة مع ذويهم داخل القطاع وخارجه.
وتظهر صور الأقمار الصناعية لعدة مناطق فى غزة أن استهداف الأبراج أدى بشكل مباشر إلى نزوح جماعى من محيطها، بفعل شدة القصف والدمار، ما يعزز أن الاحتلال لجأ إلى سياسة «الكثافة النارية» لإفراغ الأحياء ودفع السكان نحو جنوب القطاع.
ومنذ بداية الابادة، تم تدمير حوالى 70% من بيوت وشوارع القطاع، وما تبقى إلا عدد محدود من الأحياء. وفى عمليات التوغل الأخيرة، صار العدو يتبع أسلوب «التطهير قبل التقدم». وذلك بإلقاء الاحزمة النارية المتكررة لأيام وأسابيع على المنطقة المستهدفة، يرافقها اطلاق نار بطائرات «الدرون» وإلقاء قـنابل متفجـرة على من تبقى من أهالى القطاع.
ويختم المشهد بأخطر خطوة بإدخال ناقلات جند الواحدة منها محملة بسبعة أطنان من المتفجـرات، وتنسف قلب الحى السكنى لتمسحه بالكامل بمن فيه من أهل ظلوا صامدين ثم تتقدم الآليات الثقيلة، مدعومة بقصــف مدفعى عنـيف وضربات جوية، لضمان عدم بقاء أحد على قيد الحياة.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها المكثف على قطاع غزة لليوم 712 على التوالى، ما أسفر عن ارتقاء المزيد من الشهداء والمصابين، وسط تصعيد الغارات الجوية والقصف المدفعى على مناطق متفرقة من القطاع، فى ظل ظروف إنسانية وصحية تزداد تدهورا.
وأكدت مصادر طبية استشهاد وإصابة العشرات بجراح متفاوتة، نتيجة القصف الإسرائيلى الذى استهدف مناطق متفرقة فى القطاع. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 100 شهيد و250 إصابة جديدة، فى وقت لا تزال فيه فرق الإسعاف والدفاع المدنى تواجه صعوبات بالغة فى الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الركام وفى الشوارع، نتيجة استمرار القصف وغياب الإمكانيات.
وفى تقريرها الإحصائى اليومى، أعلنت الوزارة أن حصيلة الابادة الجماعية الصهيونية منذ السابع من أكتوبر 2023 بلغت 65٫141 شهيدا، و165٫925 مصابا.
وأعلن مستشفى الشفاء وصول العشرات من الشهداء والمصابين جراء غارات استهدفت مناطق شمال مدينة غزة. وأصيب طفلان بجراح جراء إلقاء طائرة إسرائيلية قنابل على مجموعة من المواطنين فى محيط مستشفى القدس بمدينة غزة.
كما قصف الاحتلال منزلا يعود لعائلة المشهرواى قرب ميدان الشباب والرياضة غربى مدينة غزة، ما أسفر عن دمار واسع فى المنطقة. وتعرضت المناطق الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة لقصف مدفعى عنيف. وارتقى شهيد فى قصف استهدف مجموعة من الفلسطينيين قرب أبراج المقوسى بمدينة غزة، فى ظل استمرار التصعيد العسكرى الذى يضرب مختلف مناطق القطاع.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من أن التوغل الإسرائيلى وأوامر الإخلاء شمال قطاع غزة تدفع بمزيد من العائلات إلى النزوح القسرى نحو مناطق غير مهيّأة للعيش.
وأشار إلى أن المصابين والأشخاص من ذوى الإعاقة غير قادرين على الانتقال إلى أماكن آمنة، ما يجعلهم عرضة لخطر الموت المباشر فى ظل العمليات العسكرية المتواصلة فى شمال القطاع. وأكد أن المستشفيات فى غزة باتت على وشك الانهيار، مشددا على أن استمرار أعمال العنف يعيق وصول الإمدادات الطبية العاجلة والمنقذة للحياة إلى المناطق المتضررة.
ولقى 4 عناصر من الاحتلال مصرعهم وأصيب 8 آخرون، فى كمين للمقاومة وصفت حالتهم بالخطرة جراء انفجار عبوة ناسفة فى جيب همر بمدينة رفح جنوبا.

