الجارديان: هل يستطيع الاتحاد الأوروبى أن يحل محل الولايات المتحدة كلاعب عالمي؟.. تقارير: الاتحاد يرتبط بشبكة واسعة من اتفاقيات التجارة بأكثر من 70 دولة

الجارديان: هل يستطيع الاتحاد الأوروبى أن يحل محل الولايات المتحدة كلاعب عالمي؟.. تقارير: الاتحاد يرتبط بشبكة واسعة من اتفاقيات التجارة بأكثر من 70 دولة
الجارديان: هل يستطيع الاتحاد الأوروبى أن يحل محل الولايات المتحدة كلاعب عالمي؟.. تقارير: الاتحاد يرتبط بشبكة واسعة من اتفاقيات التجارة بأكثر من 70 دولة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تسبب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى زعزعة الاقتصاد العالمى بحروبه الجمركية الكارثية، و يسير قدمًا إلى تدمير العلاقات عبر الأطلسي، ولكن هذا قد يكون فتح حياةً جديدةً فى كفاح الاتحاد الأوروبى للتخلص من الاعتماد المفرط على واشنطن.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تحليلًا هل يمكن أن يحل الاتحاد الأوروبى محل الولايات المتحدة، وأكدت أنه تربط شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة والمساعدات الاتحاد الأوروبى بأكثر من ٧٠ دولة، ويمكن للاتحاد أن يصبح لاعبًا عالميًا مستقلًا ومهمًا، بل ويزدهر فى عالم متعدد الأقطاب، لكن عليه أولًا أن يتخلى عن رؤاه العالمية المتمركزة حول أوروبا، وسياساته المتساهلة، ومعاييره المزدوجة .
وأعلنت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن خطط لبناء "اتحاد أوروبى جديد" قادر على صياغة نظام عالمى مختلف بفعالية. وأقرت بأن "الغرب كما عرفناه لم يعد موجودًا"، ولذلك يجب على الاتحاد الأوروبى التعود على نظام عالمى أكثر تعقيدًا.
يدعو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى "استقلال استراتيجي" أوروبي، بينما يرى المستشار الألمانى الجديد، فريدريش ميرز، رغم تمسكه بالسياسة الأطلسية، أن أوروبا يجب أن تستعيد استقلالها عن الولايات المتحدة، وفى خضم الفوضى الجيوسياسية، يُبشر تزايد الدعم الشعبى للاتحاد الأوروبي، واعتبار الكثيرين فى دول الجنوب العالمى له فاعلاً جيوسياسياً مهماً.
وتابع التحليل: «لكن بعض الدول، مثل إيطاليا والمجر وبولندا ودول البلطيق الثلاث، لا تزال تتوق إلى العيش تحت الحماية الأمريكية. علاوة على ذلك، لم تُدحض بروكسل بعدُ شكوى وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، بشأن عقلية الاتحاد الأوروبي. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا عام ٢٠٢٢، قال إن أوروبا تعتقد أن "مشاكلها هى مشاكل العالم، لكن مشاكل العالم ليست مشاكل أوروبا».
وأكد أن الكثيرين فى دول الجنوب العالمى يشعرون بالغضب ، على سبيل المثال، من فشل الاتحاد الأوروبى فى إدانة الإبادة الجماعية التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة، حتى فى الوقت الذى يُشيد فيه بالتزامه بحقوق الإنسان فى أوكرانيا.
ولا يزال الاتحاد الأوروبى ملتزمًا بقواعد التجارة العالمية، ويتمتع باقتصاد يشهد نموًا متواضعًا وسوق داخلية موحدة جذابة وحيوية، والوقت مناسب لتطوير علاقات الاتحاد الأوروبى مع دول الجنوب العالمي، لكن قواعد التعامل القديمة بحاجة إلى مراجعة شاملة وعاجلة.
وتزعم رئيسة المفوضية الأوروبية، أن العالم "يستعد" لإيجاد فرص عمل آمنة مع أوروبا التى تحترم سيادة القانون، فى حين يُثير ترامب الفوضى فى الأسواق العالمية، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبى يتمتع بفرصة نادرة لإعادة تقييم مصداقيته فى مجال القوة الناعمة، التى شوّهتها العنصرية ، وكراهية الإسلام، ومعاداة السامية، والهجمات على حقوق المرأة، ومجتمع المثليين.
ويسعى الاتحاد الأوروبى إلى إبرام، صفقات مواد خام حيوية مع دول غنية بالموارد مثل رواندا وناميبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. تحتاج أوروبا إلى حماية تحولها الأخضر والرقمي، لكن هذه الصفقات قد تتحول إلى مجرد استيلاء استعمارى جديد على الموارد: فلا عجب أن إندونيسيا وبعض الدول الأفريقية تقاوم .
منذ أن فكّك ترامب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، يُناضل النشطاء الأوروبيون أيضًا للحفاظ على تمويل الاتحاد الأوروبى لأكثر دول العالم هشاشةً، ولكن، ما الأمل فى ظلّ قيام حكومات الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا وألمانيا، بخفض ميزانياتها التنموية؟
ومع استمرار الجهود للحد من الهجرة إلى أوروبا الحصينة بكل مظاهرها القاسية ، تُثير استراتيجية الاتحاد الأوروبى بالاعتماد على قوى الجوار القوية، التى تُدفع لها الأموال لردع عبور المهاجرين، صراعًا عنصريًا خطيرًا .
وقد يُبدى الاتحاد الأوروبى مزيدًا من الحزم فى مواجهة ترامب الذى يُهاجم بشدة مبادرات التنوع والمساواة والشمول. وبينما تسعى حاجة لحبيب، مفوضة المساواة فى الاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز حقوق المرأة، لم يُتخذ أى إجراء حتى الآن لإحياء قانون مهم لمكافحة التمييز سُحب فجأةً فى وقت سابق من هذا العام.
وقوّضت ألمانيا ودول أخرى السلطة الأخلاقية للاتحاد الأوروبى بسبب قمعها للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
ويُتيح ترامب من نواحٍ عديدة، لصانعى السياسات الأوروبيين فرصةً سانحة. لديهم الآن فرصةٌ لمراجعة بعض سياسات الاتحاد الأوروبى الأكثر فظاعةً، ولإعادة صياغة الاتحاد بشكلٍ حقيقى ككيانٍ ذى مصداقيةٍ وأهميةٍ على الساحة العالمية.
واختتمت الجارديان التحليل، بأن تعزيز انخراط الاتحاد الأوروبى مع دول الجنوب العالمى من شأنه أن يُسهم فى تحقيق الاستقرار الجيوسياسى فى عالم مضطرب، كما أنه سيُقدم بديلاً مقنعاً لتصور ترامب المُخيّب للآمال، لكن الأمر يتطلب أكثر من مجرد خطاب فون دير لاين وأوهامها.
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بنسبة 0.3%..تفاصيل انكماش الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من 2025 رغم التوقعات بالنمو