كشفت مؤسسة فن – منصة الاكتشاف الإعلامي عن انتهاء استعداداتها لإطلاق النسخة الـ 12 من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، التي تقام تحت رعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، خلال الفترة من 6 وحتى 11 أكتوبر المقبل في سينما فوكس - سيتي سنتر الزاهية، حيث تهدف "فن" من خلاله إلى توفير منصة مبتكرة تجمع صناع الأفلام والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، والاحتفاء بهم وتمكينهم من عرض أعمالهم السينمائية أمام مختلف شرائح المجتمع.
وستشهد نسخة المهرجان الحالية، عرض 76 فيلماً تم اختيارها من بين 1740 فيلماً من 26 دولة، ومن بينها المملكة العربية السعودية وفرنسا وإيران وإندونيسيا والبحرين وروسيا والهند وهولندا، إضافة إلى دول ساو تومي وبرينسيب، والإكوادور، وبيليز التي تشارك للمرة الأولى في المهرجان الذي أعلن عن اختياره كوريا الجنوبية لتكون ضيف شرف النسخة الحالية، ما سيمكن الجمهور من استكشاف ما تتميز به السينما الكورية من قصص إنسانية عميقة وإنتاجات مميزة، إلى جانب التعرف على تاريخها وفلسفتها وقدرتها على تجاوز حدود اللغة والثقافة، لتصبح داعماً رئيسياً للاقتصاد الإبداعي في كوريا الجنوبية بفضل حضورها اللافت في مختلف مهرجانات السينما العالمية، وفوزها بجائزة الأوسكار ضمن أفضل فيلم أجنبي، كما ساهمت هذه الأفلام في تعزيز قوتها الناعمة وقطاع السياحة فيها.
وفي إطار الاستعدادات للمهرجان، أعلنت مؤسسة "فن" عن إطلاق "المؤتمر العالمي لأفلام الأطفال والشباب"، الذي يُعد منصة إقليمية مبتكرة تهدف إلى تسلط الضوء على أهمية السينما ودورها في تشكيل وعي الشباب في العالم العربي، ومناقشة الفرص والتحديات التي تواجه السينما العربية، وسبل تعزيز سرد القصص الهادفة ودعم أصحاب المواهب الناشئة. وسيشهد المؤتمر مشاركة نخبة من صُنّاع الأفلام والخبراء التربويين والمتخصصين في القطاع، لتبادل الأفكار والرؤى، كما سيتضمن عقد سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارية والكلمات الرئيسية، التي ستركز على مساهمة المهرجانات السينمائية في تشكيل مستقبل السينما العربية، وترسيخ ثقافة الفيلم لدى الأطفال والشباب، وتأثير وأهمية الأطفال والشباب في مجال السينما، إلى جانب دور السينما في إبراز وإيصال صوت الأطفال الفلسطينيين إلى العالم.
وأكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير عام مؤسسة "فن" ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، أن المهرجان منذ انطلاقته شكل مساحة إبداعية مُلهمة تسهم في تمكين صناع الأفلام، وإبراز دورهم الجوهري في تطوير المشهد الثقافي والفني المحلي، وذلك بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، لافتةً إلى حرص مؤسسة "فن" على رعاية أصحاب المواهب الناشئة، وتأهيلهم إبداعياً وثقافياً، وتمكينهم من اكتشاف قدراتهم في صناعة السينما. وقالت: "نؤمن في مؤسسة "فن" بأن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، وإنما لغة عالمية قادرة على توحيد الشعوب، وأداة مهمة لغرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال والشباب، ونسعى عبر المهرجان إلى تمكين المبدعين من مشاركة تجاربهم وإبداعاتهم مع الجمهور، وهو ما يعكس التزاماتنا بتأسيس جيل جديد من صناع الأفلام يتميز بقدرته على التعبير عن أفكاره ووجهات نظره، ويسهم في مناقشة قضايا مجتمعاته".
وأشارت القاسمي إلى أن مؤسسة فن تواصل عبر نسخة المهرجان الحالية البناء على النجاحات التي حققها خلال السنوات الماضية، لترسيخ مكانة الشارقة حاضنةً للإبداع ووجهةً للطاقات الخلّاقة. وأضافت: "في نسخة هذا العام نسعى إلى تقديم برنامج ثري ومتنوع يوازن بين عروض الأفلام العالمية المميزة، والجلسات النقاشية والحوارية التي سنشهدها خلال مؤتمر المهرجان، والهادفة إلى فتح الآفاق أمام المواهب الشابة للتعلم والتفاعل المباشر مع خبراء الصناعة". وعبرت القاسمي عن اعتزازها باستضافة كوريا الجنوبية ضيف شرف المهرجان، بما تحمله من تجارب سينمائية متفردة تعكس قوة الإبداع الفني وقدرته على مخاطبة العالم.
وخلال نسخة هذا العام، تستضيف "السجادة الخضراء" 3 أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وهي الفيلم الهولندي "مس موكسي" للمخرجين ويب فيرنووي، وفنسانت بال، ويتناول حكاية قطة أليفة تقضي عطلتها الصيفية في جنوب أوروبا، لكنها تفقد طريق العودة إلى منزلها لتبدأ رحلة البحث عنه بمساعدة كلب فكاهي وطائر عجوز حكيم، ما يتيح لها فرصة اكتشاف المعنى الحقيقي للصداقة. كما تعرض المنصة الفيلم الكوري للمخرجة سيريونغ جونغ، الذي يدور حول طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات تلتقي لمدة 15 دقيقة مع طفلة آخرى معزولة عن العالم، فتكتشف الاثنتان أهمية الدفء الإنساني وقدرته على كسر الحواجز بين الناس. كما ستعرض المنصة الفيلم السعودي "هجير" للمخرجة سارة طلب، وتدور أحداثه في جدة خلال ستينيات القرن الماضي حول موسيقار شاب تنقلب حياته رأساً على عقب بعد إصابته بمرض أفقده السمع أثناء طفولته، ليكتشف مع مرور الوقت قوة الأمل والحب.
من جانب آخر، أعلن المهرجان عن أعضاء لجان تحكيم نسخته الـ 12، وتضم 16 مخرجاً وخبيراً في السينما: الممثلة السورية يارا صبري التي شاركت في العديد من المسلسلات الدرامية المميزة، منها "الفصول الأربعة" و"التغريبة الفلسطينية"، و"تخت شرقي". وكذلك الإعلامي الإماراتي محمد راشد السلامي، الذي يتمتع بخبرة واسعة في تقييم المحتوى السنيمائي والتصنيف العمري، ومن بين الأعضاء أيضاً المخرج الكويتي داوود سليمان الشعيل، رئيس قسم السينما والتلفزيون الشبابي في الهيئة العامة للشباب، والذي أخرج مجموعة أفلام قصيرة، منها "شرطي الفريج"، وكما يشارك المخرج الكوري جاي هون آن، الخبير في مجال الرسوم المتحركة، ومن أبرز أعماله "أيام خضراء"، ورالْم لي (هيونجونغ لي) هي مخرجة أفلام وفنانة وسائط متعددة مقرّها كوريا الجنوبية، تجمع أعمالها بين السرد الشعري والفلسفي، وسانغ يونغ لي، ناقد سينمائي بارز، بدأ مسيرته بفوزه بجائزة النقد الثانية لمجلة سين 21 عام 1997، وصلاح الحضرمي مخرج أفلام عماني متخصص في السينما الوثائقية والروائية، يعمل مصوراً وفنياً في المونتاج، وهو عضو في الجمعية العمانية للسينما، كما شغل منصب مدير فني في عدد من المهرجانات السينمائية العمانية.
وتضم اللجان كذلك مخرجة الرسوم المتحركة إيناس يعقوب، الأمين العام لفنون الرسوم المتحركة لإعلام الطفل في اتحاد المنتجين العرب، إلى جانب الإعلامي والناقد السينمائي البحريني طارق البحار، رئيس قسم المنوعات والثقافة في صحيفة البلاد البحرينية، وتضم اللجان دان بينيت، مؤسس ومدير مهرجاني لوس أنجلوس وسان دييغو الدوليين لأفلام الأطفال، إضافة إلى صانع الأفلام مهند أبو رزق، الذي تجاوزت مشاهدات أعماله عبر المنصات أكثر من 500 مليار مشاهدة، وتشمل القائمة أيضاً المخرجة والمنتجة الإماراتية راوية عبدالله، الحائزة على عدة جوائز، ومن أبرز أعمالها فيلم "غيمة أمل"، ومخرج الأفلام وألعاب الفيديو فيليب هيلسلاند، الذي ساهم في إخراج مشاهد لعبة (Best Month Ever)، والمخرجة والسيناريست ومقدمة التلفزيون ميثة العوضي التي شاركت في أكثر من 20 فيلماً قصيراً بأدوار مختلفة، إلى جانب الكاتب والمخرج والناقد السينمائي العراقي عرفان رشيد، مقدم برنامج "الشرق سينما"، و حكيم بلعباس مخرج وكاتب سيناريو ومنتج، يشتهر بسينماه الشعرية والإنسانية التي تمزج بين الوثائقي والروائي.
وستتضمن فعالية (SIFF Pop-Up) في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار سلسلة من الفعاليات وورش العمل التدريبية الهادفة إلى تطوير مهارات أصحاب المواهب الناشئة وتعزيز قدراتهم في قطاع الإنتاج السينمائي، ومن أبرزها ورشة "الكوميكس الإماراتي – ارسم قصتك"، التي يقدمها خبراء مؤسسة "تمكّن" لتدريب الأطفال والناشئة على أساليب رسم قصص مصوّرة مستوحاة من الثقافة الإماراتية، وسيتولى أحمد الرئيسي الإشراف على ورشة "جولة تصوير فوتوغرافي وتوثيق"، التي ستتيح للشباب فرصة توثيق أجواء الفعالية ولحظاتها المميزة، وسيتم عرض مختارات من الصور في حفل ختام المهرجان، إلى جانب خبيرة استوديو التصميم "واجش" المتخصص في تصميم المنتجات الإبداعية العربية. كما تستضيف فوكس سينما مجموعة من ورش العمل التفاعلية المخصصة للطلبة.