قادَت الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة، اليوم الخميس، حملة مكبرة على الأكشاك المؤجرة من المحافظة، أسفرت في يومها الأول عن التحفظ على 103 شيشة والتحفظ على 69 كرسي، مع توجيه إنذارات رسمية للمخالفين؛ تنفيذًا لقرار اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، بحظر تقديم الشيشة داخل الأكشاك حفاظًا على الصحة العامة وتهيئة بيئة آمنة تناسب جميع أفراد الأسرة.
وأكّد جهاد المتولي، رئيس مركز الخارجة، أنّه جرى التشديد على استمرار الحملة ميدانيًا مع اتخاذ إجراءات فورية بإلغاء التعاقد عند تكرار المخالفة، التزامًا بقرارات التنظيم والمتابعة.
حملة تفتيشية
أوضح المتولي أنّ فرق التفتيش نفّذت مرورًا شاملًا على محاور انتشار الأكشاك داخل المدينة، وانتهت أعمال اليوم الأول إلى التحفظ على 103 شيشة و69 كرسي داخل نقاط البيع المخالفة، مع إثبات الوقائع في محاضر رسمية، وتسليم إنذارات مكتوبة لأصحاب الأكشاك بوقف تقديم الشيشة فورًا.
ولفت إلى أنّ الحملة ستستمر بوتيرة أعلى خلال الأيام المقبلة، مع توسيع النطاق الجغرافي ليشمل الضواحي والمناطق الحيوية لضمان التطبيق الكامل لقرار الحظر وتعزيز الصحة العامة.
آلية العقوبات.. إلغاء تعاقد عند التكرار
شدّد رئيس المركز على أنّ الإنذار الأول يُعد إخطارًا نهائيًا بوقف تقديم الشيشة، وأنّ جرى التوجيه إلى اللجان القانونية باتخاذ إجراءات فورية بإلغاء التعاقد مع أي مستأجر يعاود المخالفة.
كما جرى تكليف إدارات الإشغالات والبيئة بمتابعة يومية للأكشاك ومراجعة التزامها بالاشتراطات، بما يضمن ضبط الأسواق وعدم الإخلال بحقوق الجمهور في بيئة خدمية نظيفة خالية من ممارسات تضرّ بـالصحة العامة.
سياق تنظيمي وصحي
تأتي الحملة ضمن حزمة إجراءات تسعى بها المحافظة لتقليص تعرض السكان للدخان في الأماكن المفتوحة وشبه المفتوحة، خاصة مع انتشار الشيشة في بعض نقاط بيع المشروبات.
وتستند الحملة إلى رؤى تنظيمية تراعي خصوصية المجال العام داخل الخارجة، وتمنح الأولوية لسلامة الأسر والأطفال، وتدعم جهود تحسين المشهد الحضري عبر ضبط ممارسات الأكشاك، بما يرفع مستوى جودة الحياة والخدمات.
لماذا الشيشة مشكلة صحية؟
تفيد جهات صحية دولية بأن تدخين الشيشة يرتبط بمخاطر تماثل تدخين السجائر، تشمل أمراض السرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي، وأن جلسة تدخين واحدة قد تُعرّض المدخّن إلى كميات كبيرة من الدخان والسموم مقارنة بسيجارة واحدة.
كما تؤكد المراجع أن الفحم المستخدم يزيد الملوّثات، وأن مشاركة مبسم الشيشة قد ترفع مخاطر العدوى. الإطار القانوني الأشمل.
يحظر القانون المصري التدخين في عدد من الأماكن العامة المحددة، مع تبنّي تشريعات متعاقبة منذ الثمانينيات لتشديد ضوابط مكافحة التبغ وتوسيع التحذيرات الصحية؛ فيما تواصل منظمة الصحة العالمية الإشارة إلى أضرار تدخين الشيشة وضرورة حماية غير المدخنين من التعرض للدخان.
ويأتي قرار حظر الشيشة داخل الأكشاك في الخارجة متسقًا مع هذا الاتجاه العام لحماية الصحة العامة.
خلفية تاريخية وسياق أوسع
تُظهر بيانات المراجع الصحية أنّ تدخين الشيشة انتشر عالميًا خلال العقدين الماضيين بدفعٍ من النكهات والتسويق، مع أدلة متزايدة على أضرار قلبية وتنفسية وسرطانية، ما دفع بلدانًا عديدة منها مصر إلى سنّ قيود متفاوتة على التدخين في الأماكن العامة وتحسين التحذيرات على المنتجات.
وتعرض تقارير رسمية أن قوانين مكافحة التبغ في مصر تطورت منذ Law 52/1981 وتعديلاته، مع إجراءات تحذيرية وإطارية للحد من التعرض للدخان. هذه الخلفية تضع الحملة الجارية في الخارجة ضمن مسار سياسات أوسع يهدف إلى رفاه السكان وتقليص الأعباء الصحية المرتبطة بالتبغ.
