أعرب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل عن سعادته البالغة بالمشاركة في المنتدى المصري – الإسباني لرجال الأعمال، والذي استضافته القاهرة بحضور رفيع المستوى.
وأكد أن هذا اللقاء يجسد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وإسبانيا، حيث يشترك البلدان في تاريخ عظيم وموقع جغرافي استراتيجي جعلهما دومًا جسورًا للتواصل بين الشرق والغرب.
تقدير إسباني لتحديات مصر الإقليمية
أشار الوزير الإسباني إلى أن بلاده تتابع عن كثب التحديات التي تواجهها مصر، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يشهدها قطاع غزة، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان هناك. وأكد أن إسبانيا تُقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المصرية في إدارة هذا الملف المعقد، والعمل الجاد من أجل دعم استقرار المنطقة والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية. كما نوه إلى التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن تراجع إيرادات قناة السويس نتيجة المتغيرات الدولية، مشددًا على تفهم بلاده لهذه التحديات وتقديرها لمساعي مصر المستمرة في مواجهتها.
تعاون اقتصادي في مجالات استراتيجية
أوضح خوسيه مانويل أن إسبانيا تسعى إلى تعزيز حجم التبادل التجاري مع مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن هناك مجالات واسعة للتعاون يمكن البناء عليها، من بينها الطاقة المتجددة، الصحة، تحلية المياه، والنقل. كما أعلن عن استعداد بلاده لدعم مصر في تطوير الصناعات المتقدمة مثل الطائرات والرادارات الهوائية والقطع البحرية، إضافة إلى مجالات التكنولوجيا الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. واعتبر أن هذه المشروعات تمثل فرصًا واعدة لزيادة الاستثمارات المشتركة وخلق قاعدة اقتصادية متينة بين البلدين.
دعم الإصلاحات الاقتصادية المصرية
أشاد الوزير الإسباني ببرنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه الحكومة المصرية في الوقت الراهن، مؤكدًا أن بلاده تقف إلى جانب مصر في هذه المرحلة، وستقدم كل أشكال الدعم الممكن لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الاستقرار المالي. وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة ومدريد، خاصة في مجال الاستيراد والتصدير، تُعد من الركائز الأساسية التي تدعم هذه الشراكة.
شراكة قائمة على الثقة المتبادلة
اختتم الوزير الإسباني كلمته بالتأكيد على أن التعاون بين مصر وإسبانيا يقوم على أسس من الثقة المتبادلة، والرغبة المشتركة في المضي قدمًا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا. وأعرب عن ثقته بأن شعبي البلدين سيجنيان ثمار هذه الجهود من خلال مشروعات تنموية واستثمارات مشتركة تسهم في بناء علاقات أكثر قوة وعمقًا.