في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والودية بين القاهرة ومدريد، منح ملك إسبانيا الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام قلادة إيزابيل لاكاتوليكيا، أحد أرفع الأوسمة الملكية الإسبانية، وذلك خلال زيارة رسمية رفيعة المستوى.
وهذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء رمزي، بل رسالة سياسية ودبلوماسية تحمل أبعادًا متعددة ترتبط بمكانة مصر الإقليمية ودورها المتنامي في الساحة الدولية.
وسام إيزابيل لاكاتوليكيا: رمز تاريخي ودلالة سياسية
التأسيس: أُنشئ عام 1472 تخليدًا لذكرى الملكة إيزابيل الكاثوليكية، التي لعبت دورًا محوريًا في توحيد إسبانيا.
الغاية: يُمنح لشخصيات بارزة قدّمت إسهامات جليلة في تعزيز العلاقات مع إسبانيا أو في خدمة العلاقات الدولية.
التصميم: يتميز بصليب ذهبي مطعّم بالرموز التاريخية الإسبانية، ما يعكس قيم الفخامة والعراقة.
القيمة الدبلوماسية: منح الوسام للرئيس السيسي يُعدّ رسالة تقدير لدور مصر في المنطقة، واعترافًا بمكانتها كفاعل محوري في ملفات الأمن والاستقرار والتعاون المتوسطي.
زيارة الملك الإسباني إلى القاهرة: أبعاد سياسية واقتصادية
زيارة الملك الإسباني لم تقتصر على الطابع البروتوكولي، بل تضمنت مباحثات معمقة مع القيادة الإسبانية حول:
1. التعاون الاقتصادي والاستثماري: تعزيز الشراكات في مجالات البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والسياحة.
2. الأمن ومكافحة الإرهاب: تأكيد أهمية صف التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة في المتوسط وشمال إفريقيا.
3. الهجرة غير الشرعية: بحث سبل التعاون في إدارة ملف الهجرة وتعزيز القنوات القانونية الآمنة.
4. الحوار الثقافي: إبراز الروابط الحضارية والتاريخية بين الشعبين المصري والإسباني.
الملكة إيزابيل الكاثوليكية: أيقونة تاريخية
وُلدت عام 1451 وتُوجت ملكة على قشتالة في 1474.
أسهمت مع زوجها الملك فرناندو الثاني في توحيد إسبانيا وإنهاء الحكم الإسلامي في غرناطة عام 1492.
دعمت رحلات كريستوفر كولومبوس، ما أدى إلى اكتشاف العالم الجديد.
ارتبط اسمها بالإصلاحات الإدارية والسياسية التي أرست دعائم الدولة الإسبانية الحديثة.
دلالات التكريم لمصر
منح الرئيس السيسي هذا الوسام الرفيع يحمل عدة رسائل:
تقدير إسباني لدور مصر الإقليمي في قضايا الاستقرار والأمن.
اعتراف بمكانة القاهرة كشريك استراتيجي في منطقة المتوسط.
تعزيز للبعد الثقافي والتاريخي الذي يجمع بين الحضارتين المصرية والإسبانية.
في النهاية، تُعد قلادة "إيزابيل لاكاتوليكيا" أكثر من مجرد وسام بروتوكولي، فهي تعبير عن شراكة ممتدة بين بلدين تجمعهما روابط حضارية وتاريخية عميقة. كما أن تكريم الرئيس السيسي بهذا الوسام يعكس رؤية مدريد لدور مصر باعتبارها ركيزة محورية في الشرق الأوسط وإفريقيا والمتوسط، بما يعزز مسيرة العلاقات الثنائية ويفتح آفاق تعاون أوسع في المستقبل.