
أكد الدكتور نزار نزال، المحلل الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تحدث في تقارير عن أن «قطاع غزة غنيمة»، وأنهم بصدد مفاوضات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باقتسام الأرض.
وأضاف «نزال»، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن هذه التصريحات تمثل استفزازًا للفلسطينيين وتعطي رسالة بأن الموضوع قد حُسم وانتهى، وأن المقاومة الفلسطينية قد انتهت داخل قطاع غزة، الأمر الذي يخلق حالة من الإرباك لدى الشارع الغزي.
وأكد أن هذه الرسائل تعكس تصميم إسرائيل على اجتثاث المقاومة والسيطرة على الجغرافيا لإقامة مشاريع عقارية تخص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
ترامب وحرب غزة
وأشار المحلل الفلسطيني إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد وقف الحرب نهائيًا لأنها تخدم مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في اقتلاع المقاومة من داخل قطاع غزة.
وأوضح أن إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة «مصلحة استراتيجية» وقاعدة متقدمة تحقق أهدافها دون الحاجة إلى وجود قوات بشرية أمريكية مباشرة على أرض الشرق الأوسط، قائلاً إن إسرائيل زُرعت من أجل تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى لواشنطن عبر إبقاء الوطن العربي مقسمًا ومجزأً بما يخدم مصالحها.
وأضاف أن ترامب غير معني مطلقًا بوقف الحرب، بل على العكس، فقد تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم أمس عن طلب مباشر من ترامب بالدخول إلى غزة لأول مرة.
وشدد نزال على أن إسرائيل تهمل ملف الأسرى وتتعامل معه كملف مهمل، مشيرًا إلى وجود دعم أمريكي غير محدود لتل أبيب للاستمرار في العملية العسكرية.
أهداف نتنياهو من العملية العسكرية
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الهدف الاستراتيجي بعيد المدى للحكومة الإسرائيلية ولنتنياهو يقوم على مسارين رئيسيين:
- تقليل عدد السكان داخل قطاع غزة عبر التهجير.
- إعادة الاستيطان والاستعمار إلى جغرافيا غزة، بما يضمن عدم تشكيل أي تهديد لغلاف غزة أو لإسرائيل مستقبلًا.
وأكد أن نتنياهو ضحى بملف الأسرى في سبيل تحقيق هذين الهدفين.

الموقف الأوروبي والاعتراف بدولة فلسطين
وحول إمكانية اعتراف فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطين يوم 22 الجاري، أشار نزال إلى أن النظام الرسمي الأوروبي شهد تغيرًا دراماتيكيًا في الفترة الأخيرة فيما يخص الاعتراف بفلسطين.
وأوضح أن هذا التحول لا يعود لشفقة أو حُنوّ على الفلسطينيين، وإنما إلى خشية النخب السياسية الأوروبية من تكرار ما حدث في بريطانيا عندما أطاح الناخبون المحافظين وصوّتوا لصالح حزب العمال، وهو ما قد يحدث في دول أخرى مثل فرنسا وهولندا وأستراليا.
وأضاف أن استمرار دعم إسرائيل قد يؤدي إلى إزاحة هذه النخب السياسية من الحكم، لذلك لجأت الحكومات الأوروبية إلى الاستماع لصوت الشارع.
وأكد الدكتور نزار نزال أن الاعتراف إن تم سيبقى رمزيًا وحبرًا على الورق، ولن يكون هناك أي إجراء عملي يُجبر إسرائيل على وقف المذبحة، مضيفًا أنه إذا هدأت الجبهة وحققت إسرائيل أهدافها، قد تتحجج بعض الدول لاحقًا بسحب الاعتراف.
كما أكد على أن هذا الموقف يمثل «مراوغة والتفافًا على الحق الفلسطيني»، مشددًا على أن الاعتراف المنتظر ليس إلا خطوة شكلية تأخرت عقودًا، كان يجب أن تُترجم إلى دعم حقيقي لقيام دولة فلسطينية مستقلة على أراضي 1967.
اقرأ أيضاًأحمد موسى: تقرير لجنة التحقيق الدولية بشأن غزة كشف جرائم السفاح نتنياهو
الجيش الإسرائيلي يعلن فتح «مسار مؤقت» لنزوح سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع
وزير الخارجية: جهود مصر مستمرة مع الشركاء الدوليين والإقليميين لوقف الحرب الوحشية على غزة
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.