توفي النجم العالمي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز تسعة وثمانين عامًا بعد حياة حافلة بالأعمال السينمائية والإنسانية.
وأقام ريدفورد لسنوات في ضاحية تيبورون الهادئة التي تطل على خليج سان فرانسيسكو، حيث كوّن صداقات مع الجيران ومجتمع محلي عرفه عن قرب واحتفظ بذكريات خاصة عنه.
وجه مألوف في البلدة الصغيرة
وصفه السكان المحليون بأنه رجل طيب، ودود، قليل الكلام، لكنه يحمل في عينيه حزنًا عميقًا.
واعتاد التجول في شوارع البلدة، خاصة في شارع ماين، مرتديًا قبعة ونظارات شمسية، يلوّح بابتسامة خفيفة لمن يحييه، دون أن يستوقفه أحد لطلب صورة أو توقيع.
وكان بوب، كما اعتاد السكان مناداته، زبونًا دائمًا في أحد مطاعم الخليج، يجلس أسبوعيًا على الطاولة ذاتها برفقة زوجته سيبيل وأصدقائه المقربين.
وكان دائم الحديث مع العاملين في المطعم، يسأل عن أحوالهم، ويبادلهم التقدير، لكن خلف ذلك اللطف كان يخفي وجعًا لا يغادره.
جرح لا يندمل
فقد ريدفورد ابنه جيمس عام ألفين وعشرين بعد صراع طويل مع المرض. وقد وصف النادل الذي خدمه لسنوات حزنه بأنه كان حاضرًا دائمًا في صوته ونظراته. تحدث كثيرًا عن ابنه، وعن الشعور بالفقد الذي لم يغب، وكيف أن جزءًا منه رحل مع جيمس. سبق لريدفورد أن فقد ابنه الأول سكوت في عمر الشهرين، ما جعل تجربته الأبوية محفوفة بالألم. لكنه رغم كل شيء بقي حاضرًا في حياة مجتمعه، يشارك بابتسامة ويصغي باهتمام.
حياة هادئة بعد الأضواء
غادر ريدفورد تيبورون العام الماضي بعد أن باع منزله المطل على الخليج وانتقل إلى سانتا فيه في ولاية نيو مكسيكو، حيث تمتلك زوجته معرضًا للفنون.
وكانت الطبيعة مصدر إلهام له، وكان يحب السير في المسارات الجبلية المحيطة بالمنطقة، يعرف أسماء النباتات ويشير إليها كأنها أصدقاء قدامى. وقال أحد معارفه إنه كان يتجول لساعات دون كلل، متأملًا في الطبيعة التي طالما أحبها.
إرث لا يُنسى
روبرت ريدفورد لم يكن فقط نجمًا سينمائيًا، بل رمزًا ثقافيًا وإنسانيًا، وترك خلفه أعمالًا سينمائية خالدة، وأثرًا إنسانيًا عميقًا في قلوب من عرفوه وبرحيله، تفقد السينما رجلًا قلّ مثيله، وتفقد تيبورون أحد أكثر وجوهها بهاءً وهدوءًا.
