الغربيه تامر البقلى
الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:01 م 9/17/2025 3:01:46 PM"روضة" الأميرة فريال.. تحفة معمارية على أرض طنطا تنتظر الإنقاذ
في قلب مدينة طنطا، يقف قصر الأميرة فريال شامخًا عند تقاطع شارع المدارس مع شارع طه الحكيم، أمام مستشفى الحميات، كأحد أندر التحف المعمارية التي تعكس جماليات طراز "الباروك" و"الركوك" اللذين سادا أوروبا منذ عصر النهضة وحتى القرن التاسع عشر.
شُيد القصر في العقد الثاني من القرن العشرين على يد عبد الحميد باشا بهجت أحد أعيان الغربية، وعُرف لاحقًا في أربعينيات القرن الماضي باسم "روضة الأميرة فريال"، تكريمًا للأميرة الكبرى لملك مصر فاروق الأول، خلال زيارتها مع والدها لافتتاح مستشفى المبرة بطنطا.
القصر يتكون من أربعة طوابق وثلاثة أجنحة رئيسية، هي: جناح "الحرملك" المخصص للأسرة، و"السلاملك" لاستقبال الضيوف، وجناح الخدم والضيافة. ويحيط به سور حديدي مزخرف، وتضم واجهاته زخارف نباتية وهندسية، ورسومات آدمية، ورؤوس أسود، إلى جانب شرفات متناظرة بديعة التصميم. أما الداخل، فيتميز بزخارف بسيطة نسبيًا، باستثناء الأسقف المزينة بعناقيد نباتية مذهبة معدة لتعليق الإضاءات.
خلال تاريخه، استخدم القصر كمدرسة ابتدائية حملت اسم مدرسة الأزهار، قبل أن ينتقل ملكيته إلى عدة أشخاص، آخرهم أحد ورثة التاجر رشيد توكل، الذي طرحه للبيع أو الإيجار بسبب تدهور حالته.
وفي عام 1999 صدر القرار رقم 617 بتسجيله كأثر إسلامي وقبطي لحمايته من محاولات البيع، وهو ما جعله محل نزاع بين المالك والدولة.
ويرى خبراء الآثار أن القصر يمثل قيمة تاريخية ومعمارية فريدة في الوجه البحري، مؤكدين أن تحويله إلى متحف عالمي أو مركز ثقافي سيكون أفضل وسيلة لإنقاذه وإعادة توظيفه لخدمة الأجيال القادمة.