عندما نتحدث عن الفتيات نجد إصرارا وقوة على التحدي وتحقيق الأمل لا مثيل لهم خاصة الفتيات الذين يعانين من مرض الصم وضعاف السمع فبرغم مرضهن فإنهن قررن ألا يستسلمن للمرض واعتبرن الفن هو الوسيلة التي قد تساعدهن على تحقيق أحلامهن وإثبات أن الإرادة أقوى بكثير من أي إعاقة.
حيث إن الفتيات اللاتي تعرضن للتحديات الجسدية كفقد النطق أو ضعف السمع يملكن بداخلهن قوة كبيرة من الاحلام والطموحات ومنهن من استطعن ان يحققن العديد من النجاحات في مختلف المجالات، فاليوم نتحدث عن بطلات في مواجهة المرض وفنانات أثبتن أن لديهن قدرة عظيمة على الإبداع.
وعند الحديث عن إبداعاتهن وتغلبهن على التحديات والصعاب التى يواجهونها فى المجتمع يجب ألا ننسى دور الأم التى ساندت كل واحده منهن ووفرت البيئة المناسبة حيث نجد ان الدعم الاسرى هو مفتاح القوى الذي ساهم فى نجاحهم فالتواصل بلغة الإشارة والإصرار على التعليم كان له تأثير كبير على حياتهن مما ساعدهم على تحقيق أحلامهن.
ويثبت ذلك أن الفن يستطيع أن يعبر عن كل إنسان ويصبح أداة قوية لهزيمة أي مرض.
"البوابة نيوز" التقت بعض الفتيات اللاتي تميزن بالقوة والشجاعة ومواجهة المرض واستطعن النجاح وتحقيق أحلامهن بالفن والإبداع من خلال تصميماتهن.

دعاء قصة إصرار وحلم
تعيش الفتاة الصماء دعاء مع مرض الصم وضعاف السمع، حيث إنها تعد من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بينما تعد قصتها من القصص التي تبعث الأمل والإبداع.
تروى أمل عزوز البالغة من العمر 54 عاما لـ"البوابة" قصة ابنتها دعاء وتحكى عن دورها كأم في حياة أبنائها وتربيتها لهم التي لم تكن سهلة، قائلة: "أنا أم لستة أبناء ثلاثة منهم يعانون من مرض الصم وضعف السمع وتعرضت لصدمة كبيرة عندما اكتشفت أن أحد أبنائي من ضعاف السمع ثم قررت أن أتعايش مع الوضع، وأجاهد لأن يعيشوا حياة طبيعية ويتعلموا".
واستكملت والدة دعاء حديثها: لقد تم تشخيص دعاء بانها مريضة صم وضعاف سمع منذ ولادتها، ولكنها دائما ما كانت تحلم ان تصبح رسامة مشهورة وقد بدأت ان ترسم الصور، التى تراها وبعض اللوحات ثم بدأت تتعلم التفصيل والتطريز.
وأثبتت أن لديها موهبة كبيرة بإشادة من المدربين الذين قاموا بتدريبها، وهى الآن تقوم برسم وتفصيل العديد من القطع المميزة وتطمح لان تحقق حلمها فى المستقبل.
وأشارت إلى أن تعلم لغة الإشارات أحد أهم الأسباب التى ساعدتها على التواصل مع أبنائها، كما أنها ساعدتهم أيضا فى التعلم وتحقيق احلامهم ومحاولتهم لهزيمة الاعاقة السمعية بالفن والابداع، وأكدت على انها مستعدة دائما لتقديم الدعم الكامل لهم ليستطيعوا تحقيق أحلامهم.

شهد تتحدى الإعاقة بالأزياء
بينما شهد التي تعاني من الصم وضعاف السمع تحدت مرضها لكى تحقق حلمها فى مجال تصميم الأزياء وقالت أحلام خليفة عبد الحافظ والدة شهد وهى تتحدث عن ابنتها بفخر وأمل: عرفت ان شهد مصابة بمرض ضعاف السمع منذ صغرها وقد كانت صدمة كبيرة عليه لكننى قررت عدم الاستسلام وقمت بإرسالها للالتحاق بمدرسة الامل للصم وضعاف السمع".
وأكدت أحلام أنها برغم التحديات والصعوبات التى واجهتها بما في ذلك صعوبة التواصل مع ابنتها فى الحياة والمواقف اليومية فإن دعمها المستمر والتشجيع عما العامل الرئيسي في نجاح شهد وتميزها.
وأضافت: شهد لديها موهبة كبيرة فى مجال التصميم والتفصيل حيث انها تحلم ان تصبح مصممة أزياء شهيرة فى المستقبل وتسعى بكل جهدها لتحقيق حلمها ومواجهة المرض".
وأشارت إلى أن هناك الكثير من اللحظات الصعبة التى مرت عليها هى وابنتها ومن اهم هذه المواقف عندما كانت تجد صعوبة في التواصل مع ابنتها ولكن كل منهم استطاعت أن تتغلب على هذه الصعوبات.

ثريا تتخطى الصعاب بالفن
تعد ثريا نموذجا للفتاة التى لم تعرف المستحيل وتتحدي مرضها لتحقق النجاح والتميز في مجال التطريز والتفصيل بفضل دعم والدتها.
تتحدث سماح حسن إبراغ البالغة من العمر 43 عن ابنتها ثريا قائلة: تفاجأت عندما اكتشفت ان ابني الاول عبد الرحمن يعاني من مرض الصم وضعاف السمع ثم اكتشفت ان هذا المرض أصاب كل أبنائي ومن بينهم ثريا.
لكنني أدركت انها اختبار من الله يجب أن أسلم به وأرضى وبالفعل قررت عدم الاستسلام للإعاقة السمعية وبدأت بتعلم لغة الإشارة لأتمكن من التواصل معهم وفهمهم وتلبية احتياجاتهم.
وأضافت: عندما بدأت ثريا الدراسة رأيت بداخلها موهبة التفصيل وبالفعل أثبتت موهبتها من خلال نشاطها فى المدرسة حيث تفوقت في هذا المجال ثم تخصصت بقسم التفصيل لكى تحقق حلمها فى ان تصبح إستايلست ومصممة أزياء، وقد أكد مدرسوها أن لديها موهبة كبيرة في هذا المجال.
وتستكمل الأم حديثها "وبرغم صعوبة التواصل والمعاناة اليومية التي نواجهها مع المجتمع إلا أن ممارسة ثريا للفن وتفريغ طاقتها في الشيء الذى تحبه دون معوقات او صعوبات جعلتها تشعر بقيمتها كإنسان يستطيع النجاح رغم الصعوبات، فعندما كانت تقوم بتنفيذ قطعة ملابس خاصة بعها كانت تشعر بسعادة لم أرها من قبل.