يُعَدّ مرض هشاشة العظام من أخطر التحديات الصحية التي تواجه الملايين حول العالم، إذ يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسور حتى مع أقل مجهود، ويبحث الأطباء والمرضى على حد سواء عن وسائل طبيعية فعّالة للحد من مضاعفات هذا المرض المزمن، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على العقاقير الكيميائية.
وتكشف الدراسات الحديثة أنّ اتباع أنماط غذائية سليمة، وممارسة الرياضة المناسبة، والاعتماد على بعض المكملات الطبيعية، يمكن أن يشكّل خط الدفاع الأول في الوقاية والعلاج من هشاشة العظام، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ تعديل أسلوب الحياة يعدّ وسيلة رئيسية للتقليل من خطورة المرض وتعزيز صحة العظام.
طرق تعزيز العظام بالتغذية السليمة
يبدأ علاج هشاشة العظام الطبيعي من المائدة اليومية، إذ يؤكد الأطباء أنّ التغذية المتوازنة الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د" تُمثل الأساس في بناء عظام قوية، ويوصي الخبراء بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الحليب والزبادي والجبن، إلى جانب الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي، كما تساعد الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين على تزويد الجسم بجرعات عالية من فيتامين "د"، الذي يلعب دورًا أساسيًا في امتصاص الكالسيوم.
ويشدد المختصون على أهمية تناول المكسرات والبقوليات التي تمد الجسم بالمغنيسيوم والزنك، وهما عنصران ضروريان لدعم الكتلة العظمية، وتظهر الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يحرصون على نظام غذائي غني بهذه العناصر تقل لديهم مخاطر الإصابة بالكسور بنسبة كبيرة مقارنة بغيرهم.
ممارسة الرياضة كوسيلة علاجية لهشاشة العظام
تعمل الرياضة على تحفيز نمو العظام وزيادة كثافتها، وهو ما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من العلاج الطبيعي لهشاشة العظام، وينصح الأطباء بممارسة التمارين التي تعتمد على حمل وزن الجسم مثل المشي السريع، صعود الدرج، والركض الخفيف، وتساهم هذه التمارين في تعزيز قوة العضلات المحيطة بالعظام، مما يقلل احتمالية التعرض للسقوط والكسور.
كما تُعد تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال وتمارين الشد وسيلة فعّالة لتحفيز العظام على تكوين خلايا جديدة، وتساعد اليوغا وتمارين التوازن على تحسين مرونة الجسم وتفادي السقوط المفاجئ الذي يمثل خطرًا مباشرًا على مرضى هشاشة العظام.
كيفية الاستفادة من الطب البديل والمكملات الطبيعية
يلجأ بعض المرضى إلى الطب البديل للحد من أعراض هشاشة العظام، حيث أظهرت دراسات أنّ بعض الأعشاب مثل الحلبة والزنجبيل تساهم في تحسين امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، كما يُستخدم زيت السمك ومكملات فيتامين "ك2" كعناصر مساعدة لمنع تآكل العظام.
وتشير الأبحاث إلى أنّ مكملات الكولاجين البحري تساعد على زيادة مرونة العظام والغضاريف، ما يجعلها خيارًا واعدًا في برامج العلاج الطبيعي، ومع ذلك يشدد الأطباء على ضرورة استشارة المتخصصين قبل تناول أي مكمل لضمان سلامة الاستخدام وتجنب التداخلات مع الأدوية الأخرى.
كما يتطلب علاج هشاشة العظام بطرق طبيعية الالتزام بتغييرات جذرية في أسلوب الحياة اليومي، ويشمل ذلك الإقلاع عن التدخين الذي يضعف العظام ويقلل من امتصاص الكالسيوم، والتقليل من تناول الكافيين والمشروبات الغازية التي تسحب المعادن من الجسم، كما يُوصى بالتعرض المعتدل لأشعة الشمس للحصول على فيتامين "د" بصورة طبيعية.
ويؤكد الأطباء أنّ الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنب التوتر المزمن يلعبان دورًا مهمًا في دعم الجهاز العظمي، إذ أثبتت الدراسات أنّ الضغط النفسي المستمر قد يضعف بنية العظام على المدى الطويل.
