أعلنت لجنة تحكيم الدورة الأولى لجائزة «خالد خليفة للرواية» فوز رواية "أنثى فرس النبي " للكاتبة السورية مناهل السهوي، بجائزة هذه الدورة التي خصصت للرواية السورية.
رأست لجنة تحكيم هذه الدورة الروائية والأكاديمية المصرية البارزة الدكتورة ميرال الطحاوي وضمت في عضويتها : الروائي والشاعر اليمني المقيم في باريس علي المقري والروائي السوري يعرب العيسى.
ومن المقرر تسليم الجائزة في المكتبة الوطنية بدمشق، يوم الثلاثاء 30 سبتمبر المقبل، إحياء لذكرى رحيل الروائي السوري خالد خليفة عام 2023.
قيمة الجائزة
تبلغ القيمة المالية للجائزة ألف دولار أمريكي، مرفقة بشهادة موثقة تحمل شعار الجائزة الذي أشرف الفنان منير الشعراني على تصميمه، فيما أنجز الفنان فادي العسّاف الدرع المقدم للفائزة وأكمل الهوية البصرية الخاصة بالجائزة.
إضافةً إلى ذلك، سيتم نشر الرواية الفائز بالتعاون مع دار الشروق في مصر.
جاء في حيثيات الفوز أن لجنة التحكيم رأت في الرواية محاولة لتعرية الذات والعالم المحيط، وذلك من خلال مساءلة الجسد وتحفيزه لكي يمضي إلى منتهى تحقّق وجوده. وتحقّق الوجود يتصارع مع هواجس الفقد والخذلان والهشاشة، هشاشة الشخوص المسرودة، وهشاشتنا نحن، حين نجد أنفسنا موزعين في شظايا مرايا. تحاول الكاتبة لملمتها من هزائم الحياة، ولو كان ذلك بقيام الشخصية الرئيسة بتغيير اسمها.
القضايا الكبرى
وأشارت اللجنة إلى أن الرواية جاءت متخففة من ثقل القضايا الكبرى، ناجية من إغواء البطولات الزائفة، وفي نفس الوقت أمينة لجيل شاب له همومه وأفكاره ولا أحد ينطق بصوته رغم أن الرواية نجحت في استحضار أماكنهم وتعابيرهم لكنها حافظت على عاديتهم ولم تبالغ في بطولاتهم بل تركت الأشياء والأماكن والأشخاص يعبرون بعادية طائر يعبر فوق تل.
تدور أحداث الرواية الفائزة حول "كارمن" التي تنشأ وسط معارك العائلة، وتُصدم، وهي طفلة، بمقتل والدتها، إذ رأتها أمامها مضرجة بدمها على سجادة. ينمو الفقدان ويتحوّل إلى صراع داخلي يتجلّى في التجرّد من كل شيء. كما نوّهت لجنة التحكيم بالروايات التي تقدمت للجائزة، والتي لامست، في معظمها، الواقع السوري وتحولاته خلال الفترة الماضية، خصوصاً الأحداث العاصفة خلال العقد الماضي، حيث أدّت الممارسات العنيفة من قبل السلطة السابقة إلى تهجير ملايين السوريين وتشريدهم في مختلف بقاع الأرض، إلى جانب غوصها في جذور الإشكاليات الاجتماعية التي أدت إلى تفجير الصراع والحرب.
مناهل السهوي
يذكر أن مؤلفة «أنثى فرس النبي» مناهل السهوي من مواليد عام 1991 في محافظة السويداء، مقيمة في بيروت وتعمل صحفية منذ عام 2016، وقد صدر لها مجموعتان شعريتان ومسرحية واحدة.
وكانت الأمانة العامة لجائزة خالد خليفة للرواية والمخصصة للعمل الأول، قد أعلنت عن وصول خمس روايات إلى القائمة القصيرة في دورتها الأولى، التي ضمت الروايات التالية: (خلف أمواج السراب لعبد الرحمن علي، وأذن الشيطان لعباس الحكيم، وأنثى فرس النبي لمناهل السهوي، والممحاة السماوية لمي عطاف، ودمشق الغاربة لآلان علي)
توجهت أمانة الجائزة بالشكر للجنة التحكيم نظرا لما بذلته من جهد وتثمن الأمانة استجابة أعضاء اللجنة للعمل معنا على إنجاز هذه الدورة استنادا على تقديرهم للروائي الراحل وصداقتهم له.
فن الرواية
وأنشئت الجائزة للاحتفاء بفن الرواية، بمبادرة من أصدقاء الروائي الراحل لتخليد اسمه باعتباره من أبرز الروائيين العرب الذين ألهموا وغرسوا قيماً حضارية من خلال مواجهة الظلم وتعرية أشكاله، وهي موجهة للروائيين الذين يصدرون عملهم الروائي الأول، وتهدف إلى تكريم ودعم الروائيين الذين يجسدون روح الابتكار وحرية التعبير والعمق الثقافي التي تمثل خلاصة القيم الأخلاقية والمعرفية التي دافع عنها خالد خليفة طوال مسيرته.
ويعد خالد خليفة من أبرز أصوات الأدب السوري في الربع الأخير من القرن العشرين وهو روائي وكاتب سيناريو سوري وُلِدَ في منطقة الأتارب غرب محافظة حلب، ودرس في كلية الحقوق في جامعة حلب. حاز إجازة (ليسانس) في القانون عام 1988 لهُ سبع روايات ( حارس الخديعة ، دفاتر القرباط ، مديح الكراهية ، لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة ، الموت عمل شاق ، لم يصل عليهم أحد ، سمك ميت يتنفس قشور الليمون ) بالإضافة إلى مجموعة سيناريوهات مُوزَّعة بين التلفزيون والأفلام الوثائقية القصيرة، فضلاً عن سيناريو فلم روائي طويل. وقد ترجمت رواياته إلى لغاتٍ عدَّة منها: الفرنسية والإيطالية والألمانية والنرويجية والإنكليزية والإسبانية.
وجرى إطلاق الجائزة من خلال لجنة تحضيرية ضمت أصدقاء الروائي الراحل وانتهت إلى اختيار شخصيات ثقافية فاعلة لمجلس أمناء الجائزة، وضم المجلس كلا من: الناقد السوري المقيم في باريس صبحي حديدي (رئيساً) والمترجمة السورية والأكاديمية رانية سمارة والروائي الكويتي سعود السنعوسي، و الروائي السوري خليل صويلح والأكاديمي المصري الدكتور وائل فاروق والناشرة اللبنانية والروائية رشا الامير و الممثل السوري فارس الحلو والصحفي المصري سيد محمود المختص بالشؤون الأدبية .