أخبار عاجلة

صنعت من العظام.. الكشف عن صافرة ضابط شرطة من عهد أخناتون في العمارنة

صنعت من العظام.. الكشف عن صافرة ضابط شرطة من عهد أخناتون في العمارنة
صنعت من العظام.. الكشف عن صافرة ضابط شرطة من عهد أخناتون في العمارنة

في كشف أثري فريد يعيد إلقاء الضوء على تفاصيل الحياة اليومية في عصر العمارنة، أعلن علماء الآثار عن العثور على صافرة مصنوعة من عظم أطراف بقرة تعود إلى نحو ٣٣٠٠ سنة في موقع أخيتاتون المعروف بالعمارنة.

وذكرت مجلة "آركيولوجي" أن الاكتشاف جرى تحديدًا في "القرية الحجرية" المجاورة لقرية العمال التي شُيّدت لخدمة المقبرة الملكية.

وأضافت المجلة أن هذه القطعة التي لا يتجاوز طولها ٦.٣ سنتيمترًا وبثقب واحد قطره ٦ مليمترات، تُعد أول دليل مؤكد على استخدام الشرطة للصافرات العظمية في مصر الفرعونية.

ورجحت التجارب العملية التي أجراها الباحثون لصناعة نسخة طبق الأصل أن العظم الطبيعي يوفر سطحًا مثاليًا لوضع الشفة السفلية للمستخدم، وأن الثقب المصمم يتيح إصدار صوت حاد سريع. 

وهذا ما دفع الباحثين إلى ترجيح أن القطعة لم تكن لعبة أو أداة موسيقية، بل وسيلة إنذار أو أداة استدعاء وظيفية. 

ووفقًا لموقع لايف ساينس، فإن صوت الصافرة القوي كان مناسبًا تمامًا لعمل ضابط أو حارس مكلف بتأمين المناطق المقدسة والمقابر الملكية.

أما المجلة الدولية لعلم العظام الأثري فقد أشارت في دراستها المنشورة إلى أن موقع العثور على الصافرة داخل "القرية الحجرية" يعزز فرضية وجود نظام رقابة أمني صارم حول مجمع المقابر الملكية في عهد إخناتون. 

من جانبها، أكدت الباحثة ميشيل لانجلي، المشاركة في إعداد الورقة العلمية، أن المنطقة المحيطة بالمقابر "كانت تُدار عبر آليات رقابية مشددة لضمان سرية وقداسة المكان".

ومن الناحية الاجتماعية، تكشف هذه القطعة عن أدوار خفية لشرائح المجتمع غير الملكية. فبينما تركز النقوش والكتابات الرسمية على الفرعون والنخبة، فإن مثل هذه الأدوات الصغيرة تلقي الضوء على مهام الحراس والضباط الذين ضمنوا سير العمل وحماية المشاريع الكبرى. 

ووفقًا لتقرير نشره صحيفة ذا اندبندنت حول الاكتشاف، فإن وجود هذه الصافرة قد يشير إلى أن مستخدمها لم يكن مجرد عامل بسيط، بل ضابط أمن يتمتع بسلطة على العمال وحرية الحركة في المناطق المحظورة.

كما ذكرت مجلة آركيولوجي أن القطعة تفتح نقاشًا أوسع حول كيفية تنظيم الحياة في مدينة أخيتاتن. فالصافرة تُظهر أن السيطرة لم تكن فقط رمزية أو دينية، بل اتخذت أدوات عملية ملموسة لحفظ النظام. وهذا يعيد تعريف العمارنة ليس كمختبر لإصلاحات إخناتون الدينية فحسب، بل كنموذج مبكر لإدارة أمنية متطورة اعتمدت على أدوات ضبط اجتماعي.

وهكذا، فإن صافرة بحجم بضعة سنتيمترات تقدم اليوم رواية موازية لتاريخ العمارنة: رواية عن الأمن والرقابة والحياة اليومية في مجتمع لا يظهر عادةً في النقوش الملكية، لكنها تكشف كيف كان النظام يعمل على الأرض.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بـ100 مليار سنتيم.. إطلاق برنامج كبير لتحديث الأسواق الأسبوعية
التالى اعتماد 10 مخططات تفصيلية جديدة لتنظيم العمران بـ7 مراكز في البحيرة