اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة أعمالها بإصدار بيان ختامي أدان بأشد العبارات الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي وقع في 9 سبتمبر 2025، مستهدفًا مقرات مخصصة للوفود التفاوضية ضمن جهود الوساطة التي قادتها قطر، إضافة إلى مدارس وحضانات ومقار دبلوماسية. وأسفر الهجوم عن سقوط شهداء بينهم مواطن قطري وإصابة عدد من المدنيين.
أشاد البيان بالحكمة والرصانة التي تعاملت بها دولة قطر مع الاعتداء الغادر، مؤكدًا تمسكها بالقانون الدولي وصون سيادتها وأمنها والدفاع عن حقوقها بكافة الوسائل المشروعة.
دعم الوساطة الدولية والإقليمية
ثمنت القمة الدور الحيوي الذي تضطلع به قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة في جهود الوساطة لوقف العدوان على غزة. كما أبرزت المبادرات القطرية الإنسانية والتنموية في الإقليم وعلى المستوى الدولي.
رفض التهديدات الإسرائيلية
أدانت القمة التهديدات المتكررة التي تطلقها إسرائيل ضد قطر أو أي دولة عربية وإسلامية، واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا يهدد السلم والأمن الدوليين. وطالبت المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الممارسات الاستفزازية.
أكد البيان ضرورة التصدي لمحاولات إسرائيل فرض أمر واقع جديد في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار. كما شدد على رفض أي خطوات من شأنها تغيير الحقائق على الأرض.
رفض تهجير الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة
اعتبرت القمة أي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم المحتلة جريمة ضد الإنسانية وسياسة تطهير عرقي مرفوضة. ودعت إلى تسريع تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة بدعم المانحين، مرحبة بالمؤتمر المزمع عقده في القاهرة.
تحميل إسرائيل مسؤولية الكارثة الإنسانية
حمل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة بسبب الحصار والتجويع وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء، معتبرًا أن هذه السياسات ترقى إلى جرائم حرب تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
حذر القادة من التبعات الكارثية لأي قرار إسرائيلي بضم أراضٍ فلسطينية محتلة، واعتبروا هذه الخطوة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ونسفًا لجهود السلام.
الدعوة لإجراءات عملية ضد إسرائيل
حث البيان الدول على اتخاذ خطوات رادعة ضد إسرائيل، من بينها فرض عقوبات، تعليق تزويدها بالسلاح، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها. كما دعا إلى مراجعة مدى توافق استمرار عضويتها في الأمم المتحدة مع انتهاكاتها المستمرة لقرارات الشرعية الدولية.
رفض الإسلاموفوبيا ودعم حل الدولتين
أدان البيان الخطاب الإسرائيلي القائم على الكراهية ضد الإسلام، معتبرًا أنه محاولة لتبرير سياسات الاحتلال وتشويه صورة الدول العربية والإسلامية.
كما رحب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان نيويورك الداعم لحل الدولتين، وأشاد بجهود السعودية وفرنسا في هذا السياق. وأعرب عن الترحيب بانعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك برئاسة السعودية وفرنسا، والدعوة لحشد الدعم الدولي للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
شددت القمة في ختام بيانها على أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق عبر تجاوز القضية الفلسطينية أو استهداف الوسطاء، بل عبر الالتزام بمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، داعية مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته.