في ظل صيف يقترب وحرارة لا تعرف التراجع، تتحرك مصر بخطى متسارعة للبحث عن مخرج من أزمة انقطاعات الكهرباء التي أرهقت المواطنين على مدار عامين متتاليين.
ربط الشبكات مع دول الجوار، واستيراد شحنات غاز إضافية
طبقا لـ تحيا مصر ، لا تقتصر الخطة على المسكنات، بل تتجه الدولة نحو خطوات استراتيجية تدمج بين تنويع مصادر الطاقة، وربط الشبكات مع دول الجوار، واستيراد شحنات غاز إضافية.
بدء العد التنازلي لتشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة صباح مشالي، نائبة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، عن بدء العد التنازلي لتشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، بقدرة مبدئية تبلغ 1500 ميغاواط، من أصل 3000 ميغاواط مقررة.
ومن المنتظر، بحسب تصريحاتها، أن تدخل هذه المرحلة الخدمة في صيف 2025، بينما تُستكمل القدرة المتبقية في وقت لاحق، بما يُشكل دعامة رئيسية في خطط تخفيف الضغط على الشبكة المحلية.
تسعى مصر لإنجاز مشروع الربط الكهربائي مع اليونان
لكن المشروع مع السعودية ليس وحده في الأفق، فالعين تتجه أيضًا نحو أوروبا، حيث تسعى مصر لإنجاز مشروع الربط الكهربائي مع اليونان.
هذا المشروع، الذي يُعد أكثر تواضعًا من حيث التكاليف والمسافة مقارنة بنظيره مع إيطاليا، قد يحصل على تمويل يُغطي نصف تكلفته البالغة قرابة 20 مليار يورو.
كما أنه مدرج ضمن أولويات الاتحاد الأوروبي، ما يؤهله لتمويل دراسات أولية بقيمة تصل إلى 50 مليون يورو.
على خط موازٍ، وفي ضوء ما تقتضيه الحاجة المتزايدة للكهرباء، تتفاوض القاهرة، ممثلة في وزارة البترول والثروة المعدنية، على استيراد شحنات جديدة من الغاز الطبيعي المسال.
دعم استقرار منظومة الكهرباء ووقف خطط تخفيف الأحمال خلال أشهر الذروة
وتأتي هذه المفاوضات في وقت تسعى فيه مصر لتعزيز احتياطاتها بعد الاتفاق سابقًا على نحو 60 شحنة، وسط تأكيدات بأن الشحنات الإضافية ستتدفق حتى نهاية العام، لدعم استقرار منظومة الكهرباء ووقف خطط تخفيف الأحمال خلال أشهر الذروة.
خطط الدولة إذن لا تقوم فقط على حل مرحلي، بل تتبلور في رؤية أوسع لتحديث البنية التحتية للطاقة وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.
وبين الربط الكهربائي واستيراد الغاز، تسعى الحكومة لتأمين صيف بلا ظلام، يعيد الطمأنينة للمواطن، ويضمن استقرارًا للشبكة في مواجهة تحديات الطلب المتزايد.