شهدت محافظة الشرقية اليوم الإثنين، الموافق 15 سبتمبر 2025، زيارة هامة من اللواء خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، برفقة المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، إلى منطقة آثار تل بسطا بمدينة الزقازيق، والتي تُعد واحدة من أبرز المواقع الأثرية والسياحية بالمحافظة وأحد المسارات الرئيسية للعائلة المقدسة في مصر.
جاءت الزيارة ضمن جولة المستشار للمشاركة مع أبناء الشرقية في احتفالاتهم بالعيد القومي رقم 144، وسط أجواء احتفالية تعكس ارتباط المحافظة بتاريخها العريق.
وخلال الجولة، تفقد مستشار رئيس الجمهورية ومحافظ الشرقية معرض الحرف اليدوية والتراثية الذي نظّمته أيادي الشرقية بمشاركة 10 عارضين من الشباب والمرأة الريفية.
ضم المعرض منتجات متعددة من الصناعات التقليدية مثل البردي والفخار والريزن والعرائس الخشبية والكليم والمكرميات، التي عكست مهارة الصناع وروح الإبداع في تحويل التراث إلى منتجات اقتصادية قابلة للتسويق.
وقد أعرب الحضور عن إعجابهم بجودة المعروضات، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تمثل نواة حقيقية لإطلاق مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تتيح فرص عمل للشباب وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتسويق داخل مصر وخارجها.
كما تضمنت الزيارة جولة داخل الحديقة المتحفية المفتوحة بمنطقة آثار تل بسطا، والتي تضم مجموعة من القطع الأثرية النادرة المكتشفة للملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الدولة الحديثة.
وتبرز هذه القطع عظمة وأصالة الحضارة المصرية القديمة، وتجسد عمقها التاريخي الممتد عبر آلاف السنين.
وأكد اللواء خالد فودة أن زيارته تأتي في إطار مهامه كرئيس للجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، للتعرف على احتياجات المنطقة الأثرية والعمل على دعمها بما يضمن الحفاظ على التراث وتشجيع السياحة الداخلية.
وشدد على أهمية رفع الوعي السياحي والأثري لدى المواطنين، خاصة الأجيال الجديدة، لتعزيز الانتماء والفخر بالحضارة المصرية.
من جانبه، أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن المحافظة تزخر بما يزيد عن 120 موقعاً أثرياً متنوعاً، يأتي في مقدمتها منطقتا صان الحجر وتل بسطا، اللتان تعدان من أهم الشواهد على الحضارة المصرية والديانات السماوية.
وأوضح أن الشرقية عُرفت تاريخياً بأنها "مضيفة الأنبياء"، حيث عاش على أرضها نبي الله يوسف عليه السلام، وولد وتربى فيها سيدنا موسى، كما زارتها السيدة العذراء مريم برفقة وليدها السيد المسيح عليه السلام.
وأضاف المحافظ أن أحدث الاكتشافات الأثرية بالمحافظة تمثل حدثاً بارزاً، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار في التاسع من سبتمبر الجاري عن اكتشاف مرسوم كانوب بمنطقة تل فرعون بمركز الحسينية، ما يعزز مكانة الشرقية كواحدة من أغنى المحافظات في مصر بالمواقع الأثرية والتاريخية.
شارك في الجولة الدكتور أحمد عبد المعطي والمهندسة لبنى عبد العزيز نائبا المحافظ، واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة، والعميد أحمد شعبان المستشار العسكري للمحافظة، ومنال منير مدير منطقة آثار الشرقية، وشعبان أبو الفتوح رئيس مركز ومدينة الزقازيق، والدكتورة رشا حسن مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، إلى جانب عدد من نواب البرلمان.
وتعكس هذه الزيارة اهتمام الدولة بتوظيف المقومات الأثرية والسياحية في خدمة التنمية المحلية، وإبراز الشرقية كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين العمق التاريخي والتنوع الثقافي والاقتصادي.
كما تمثل دعوة واضحة لضرورة دعم الصناعات التراثية، وإشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية، بما يسهم في خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة، إلى جانب تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.