أعلنت محافظة الوادي الجديد، اليوم الأربعاء، عن حالة استقرار نسبي في الأحوال الجوية، والتي سادت المحافظة حتى الآن، في ظل توقعات باستمرار هذه الحالة لفترة محدودة.
وفي إطار استعدادات المحافظة لموجة من العواصف الترابية قادمة من ليبيا، جرى رفع حالة الطوارئ القصوى في جميع مراكز المحافظة لضمان جاهزية كافة القطاعات لمواجهة أي تغييرات مفاجئة في الطقس.
رفع حالة الطوارئ واستعدادات شاملة
أكد اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، أن جميع الوحدات المحلية ومديريات الخدمات في المحافظة جرى وضعها في حالة استعداد تام.
وأضاف الزملوط أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع غرفة العمليات المركزية ومراكز إدارة الأزمات من أجل التنبيه على جميع الجهات المعنية بتأهب تام لمواجهة أي طارئ.
وأشار إلى أنه جرى التنبيه على المستشفيات بتوفير الأدوية وأسطوانات الأكسجين ورفع جاهزية سيارات الإسعاف.
وفي إطار الإجراءات الاحترازية، جرى أيضًا اتخاذ قرار بوقف بعض الأنشطة الميدانية غير الضرورية في المناطق المفتوحة، وذلك كإجراء وقائي ضمن التدابير المتبعة لمواجهة الظروف الجوية التي قد تسهم في زيادة المخاطر.
توصيات وتحذيرات للمواطنين
وفي إطار الاستعدادات لمواجهة العواصف الترابية المحتملة، ناشدت محافظة الوادي الجديد المواطنين ضرورة توخي الحذر، خصوصًا عند قيادة السيارات على الطرق السريعة والصحراوية التي تكثر فيها الرمال، كما حثت المحافظة المواطنين على الامتناع عن الخروج من منازلهم إلا في الحالات الضرورية، في ضوء التحذيرات من تقلبات الطقس.
خطة الدولة الشاملة لمواجهة الطوارئ المناخية والتقلبات الجوية
وشددت المحافظة على أهمية متابعة النشرات الجوية الرسمية والابتعاد عن الشائعات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة الدولة الشاملة لمواجهة الطوارئ المناخية والتقلبات الجوية المتكررة، والتي شهدت زيادات ملحوظة في الفترة الأخيرة بسبب التغيرات المناخية العالمية.
الوادي الجديد أكثر المناطق تعرضًا للعواصف الترابية
تُعد محافظة الوادي الجديد واحدة من أكثر المناطق في مصر التي تتأثر بشكل كبير بالتقلبات الجوية الحادة والعواصف الترابية، وخاصة في فصل الربيع، حيث إن التاريخ المحلي للمحافظة يثبت تعرضها للعديد من موجات الطقس السيئ، بما في ذلك العواصف الرملية التي تؤدي إلى تعطيل حركة المرور وتعليق الدراسة.
وفي أبريل 2018، تعرضت المحافظة لموجة شديدة من الرياح والعواصف الرملية، مما أدى إلى إغلاق الطرق الصحراوية وتعليق الدراسة لعدة أيام، وفي ذات الشهر من عام 2021، تكررت نفس الظاهرة، حيث تم إغلاق الطرق وانعدام الرؤية الأفقية، ما أسفر عن وقوع حوادث مرورية.
وتُصنف الوادي الجديد كأكبر محافظة في مصر من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها نحو 440,000 كيلومتر مربع، وبحسب طبيعتها الصحراوية المفتوحة تجعلها عرضة للتأثيرات المباشرة من المنخفضات الجوية القادمة من الصحراء الغربية، وتتفاقم هذه التأثيرات بشكل خاص مع بداية فصل الربيع، حيث تتزايد الرياح المحملة بالرمال، مما يعرض المنطقة لمزيد من العواصف الترابية الشديدة.
شهدت الوادي الجديد في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية ملحوظة أثرت في نمط الطقس بشكل عام، ففي ظل التغيرات المناخية العالمية، أصبحت مصر تعيش تغيرات غير مسبوقة في الأحوال الجوية، خاصة في مناطق الصحراء الغربية التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة وانتشار الرياح النشطة المحملة بالرمال.
وتعد هذه الموجات الترابية جزءًا من الظواهر الجوية التي أصبحت أكثر تكرارًا في السنوات الأخيرة، ما جعل المحافظات الصحراوية مثل الوادي الجديد تتخذ من التدابير الاحترازية وتفعيل خطط الطوارئ أولوية للحفاظ على سلامة المواطنين والحد من الخسائر المحتملة.
التعاون المستمر بين الجهات المعنية
تجدر الإشارة إلى أن المحافظة تعمل في تنسيق دائم مع الجهات المعنية على مستوى الدولة، بما في ذلك وزارة الصحة والهيئة العامة للأرصاد الجوية ووزارة الداخلية، من أجل متابعة الوضع الجوي والتفاعل بشكل سريع مع أي مستجدات، وقد جرى تعزيز هذه الجهود بعد الإشارة إلى أن التغيرات المناخية قد تستمر في التأثير على المناطق الصحراوية لعدة سنوات قادمة.
وتواصل محافظة الوادي الجديد جهودها الدؤوبة لضمان سلامة سكانها والمقيمين فيها، استعدادًا للموجات الجوية المرتقبة، في ظل الأوضاع المناخية العالمية الراهنة.
